حسن حسني يموت واقفًا
حسن حسني يموت واقفًاحسن حسني يموت واقفًا

حسن حسني يموت واقفًا

عندما يذكر النقاد الفنان الراحل حسن حسني سيذكرونه كأحد أبرز الفنانين الذين غيروا مفهوم البطولة في الأعمال السينمائية.. كان من نجوم الصف الأول حتى وهو يجلس في مقاعد الصف الثاني، وبلغة السينما عمل كسنيد لأبطال الأفلام التي شارك فيها، لكن الأدوار الثانية التي لعبها كانت تطغى في معظم الأحيان على أدوار نجوم الصف الأول.

هو بمواصفات جيله، لم يكن من أولئك الذين كان الشكل جواز سفرهم للنجومية، وسبيلهم للشهرة والمجد، بل كانت قدراته الفنية المتعددة والثرية هي سر المكانة التي حققها في مسيرته الفنية الطويلة والحافلة كمًا ونوعًا.

في السنوات الأخيرة كان هو جوكر السينما المصرية بلا منازع، به يضمن المنتجون والموزعون مستوى لأفلامهم، وعلى أكتافه اتكأ كثير من ممثلي الجيل الجديد في صقل تجاربهم، وتحسين أدائهم.

لم يكن حسن حسني في الأفلام التي شارك فيها بخيلًا، كانت المشاهد القليلة التي يصورها في كل فيلم من أفلامه كفيلة بإعطاء الفيلم نكهة مختلفة، وسمات مميزة.

لم يكن النجم الراحل نمطيًا، إذ استطاع في سنوات عمله الطويلة في السينما والمسرح أن يكون مقنعًا على الدوام، فاستطاع أن يقدم التراجيديا بنفس الجودة التي قدم بها الكوميديا، كما قدم الأدوار الشريرة بنفس الحرارة التي رأيناها في أدواره الإنسانية.

كان يتقن اللعب مع الكبار، وكان قادرًا على مجاراتهم بل والتفوق عليهم، أذكر فيلم المواطن مصري الذي لعب فيه دور الأفاق والنصاب والمرتشي أمام الممثل العالمي عمر الشريف، كان على قصر دوره ومحدودية المشاهد التي صورها في الفيلم قادرًا على أن يحفر اسمه كأحد أبرز صناع هذا الفيلم وأبطاله؛ بسبب العفوية والتلقائية التي أدى بها هذا الدور.



في قائمة الأفلام الكثيرة التي شارك فيها، كان الفنان الراحل يضيف أبعادًا مختلفة على الشخصيات التي يؤديها، وبسببه أحيانًا كانت بعض الأفلام تأخذ رصيدها من النجاح.

في فيلم سواق الأتوبيس الذي قام به إلى جانب الفنانين الراحلين عماد حمدي ونور الشريف، كان حسن حسني ماهرًا في تجسيد دور الانتهازي الذي سرق حماه، واستولى على أمواله مستغلًا كبر سنه ومرضه.

في موجة أفلام الشباب في السنوات الأخيرة، كان له حضور طاغٍ في معظمها، ولم يكن أي من هذه الأفلام يستكمل عدته، إلا إذا كان حسن حسني أحد أبطال الفيلم.

كان فنانًا محترفًا لم نسمع في سيرته الشخصية ما يشين، ولم تطله الشائعات التي كانت تطال الناجحين من أمثاله، وظل حتى وهو في العقد التاسع من عمره المديد قادرًا على العطاء والإبداع، لم يتقاعد ولم يعتزل، وظل مثل الأشجار التي تموت واقفة حتى وهو يسلم الروح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com