لماذا انقلب الإعلامي الكويتي شعيب راشد على السعودية وانحاز لقطر؟
لماذا انقلب الإعلامي الكويتي شعيب راشد على السعودية وانحاز لقطر؟لماذا انقلب الإعلامي الكويتي شعيب راشد على السعودية وانحاز لقطر؟

لماذا انقلب الإعلامي الكويتي شعيب راشد على السعودية وانحاز لقطر؟

في العام 2016، كان شعيب راشد واحدا من أكثر مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي متابعة في السعودية، أكبر دول الخليج العربي، وأكثرها سكانا، وكان للسعوديين النصيب الأكبر بين عدد ضيوف برنامجه الشهير "سوار شعيب"، لكن الشاب الكويتي يواجه حاليا انتقادات لاذعة في المملكة لا يبدو أنه يوليها أي اهتمام.

فبعد عام واحد فقط من ذلك التاريخ، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، بجانب مصر، مقاطعة قطر، ظهر شعيب لجمهوره السعودي بوجه آخر بدا فيه منحازا للدوحة على الرغم من موقف بلاده المحايد من أعمق أزمة خليجية في العصر الحديث.

ومنذ منتصف العام 2017، عندما أعلنت دول المقاطعة العربية عن موقفها من قطر، بدأ شعيب يفقد تدريجيا جمهوره السعودي مع كل موقف يعلنه من الأزمة الخليجية، ويرى فيه مواطنو المملكة أنه انحياز واضح إلى الدوحة.

لكن شعيب لم يقف عند ذلك الحد، فأحدث مواقفه كشف عن توجهه السياسي بشكل واضح، إذ انتقد قرار عائلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالعفو عن قاتليه، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه قطر من خلال شبكة واسعة من وسائل الإعلام التي تمولها، وبينها قناة "الجزيرة".

وقادت تغريدة شعيب التي يبدو فيها غير راضٍ عن ذلك العفو، وراغبا بإعدام المتهمين بالقتل في قضية لا تزال تحت إجراءات المحاكمة، لدعوات جديدة في السعودية لمقاطعته في مواقع التواصل الاجتماعي، وافقاده الجزء الأكبر من متابعيه الخليجيين.

التمويل القطري

لكن لا يبدو أن الحملة الجديدة لمقاطعة شعيب، ستثني خريج الإعلام من جامعة الكويت، عن موقفه المناهض للسعودية، إذ يبدو أنه صاحب مشروع سياسي وجد في قطر ممولة وداعمة له، فقرر المواصلة على أمل تحقيق هدفه، بينما تبحث الدوحة عن كل من يساندها في وجه دول المقاطعة.

تخلى شعيب عن برنامجه الشهير "سوار شعيب" رغم الموارد المالية الكبيرة التي كان يؤمنها له، وقرر التفرغ لمشروعه السياسي الذي لا تغيب عن أهدافه، الديمقراطية، وهو الهدف ذاته الذي يلتقي فيه مع قطر، الراغبة بنشر الديمقراطية في العالم العربي، باستثناء قطر ذاتها، ليعلن عن ما يسمى "برلمان شعيب".

و"برلمان شعيب" هو برلمان افتراضي يمكن الترشح له عبر شبكة الإنترنت والفوز بعضوية أحد مقاعده بشرط حصد أكبر عدد من أصوات المنتخبين، وهم مدونون عرب من مختلف الدول العربية.

وبالطبع، رئاسة البرلمان هي لشعيب دون تصويت، لا بل تستمر عضوية نواب البرلمان الافتراضي لعام واحد، فيما يبقى شعيب رئيسا لذلك البرلمان لأربع سنوات، هي العمر الذي اختارته الدوحة وشعيب فيما يبدو لتقييم التجربة.

يعيد الهجوم الجديد على شعيب، انتقادات لاذعة طالته في سبتمبر/أيلول من العام 2017، أي بعد أشهر من الأزمة الخليجية، إذ تم إلغاء عروض مسرحية كان سيقدمها في السعودية والبحرين تحت عنوان ”سوار شعيب لايف“ بعد جدل حاد واتهامات بالإساءة للبلدين الخليجيين.

وقال شعيب في أعقاب إلغاء مسرحيته: "يعتقد البعض بأنني أبرر ما يتهموني به حول السعودية والبحرين من أجل المال وبيع تذاكر #سوار_شعيب_لايف في الرياض وجدة والمنامة، لذلك أبلغت أمس كل الشركات المعنية بتنظيم الفعالية في السعودية والبحرين بإلغاء العروض هناك، وسيتم إرجاع مبالغ التذاكر على حساباتكم البنكية".



مقاطعة شعيب

ويبدو الشاب الطموح، صادقا في كلامه، فله من عرضه المسرحي غايات أهم من المال، وهي الوصول للجمهور السعودي، لكن موقف الرياض الرسمي كان حازما منذ قرار مقاطعة قطر، وقرر مواكبة انتقادات شعبية عديدة كان يوجهها مواطنون سعوديون قبل إعلان المقاطعة لقطر وسياستها الخارجية، ووسائل إعلامها، وقواها الناعمة، وبدا أنهم كانوا يرون في شعيب إحداها.

ولو أراد شعيب المال، لواصل تقديم سلسلة برنامجه السنوي الشهير، "سوار شعيب" على موقع "يوتيوب"، عندما كانت الشركات تتسابق إليه ليختار من عروضها الإعلانية التي أغرتها نسب المشاهدات العالية والتفاعل اللافت مع ما كان يطرحه ابن الكويت، لكن لدى الشاب الخليجي توجه سياسي اضطر لإظهاره بعد الأزمة الخليجية.

فانحيازه المبكر للدوحة، أفقده ضيوفه السعوديين، عندما كان يستضيف شبانا وشابات من المملكة ليتكلموا عن تجارب حياتية مختلفة كانت تلقى بجانب طريقة عرضها، وشخصية مقدم البرنامج، متابعة لافتة في المملكة.

وكان شعيب نجما بلا منازع في السعودية يومها، وكانت الانتقادات التي يتعرض لها بين فترة وأخرى، والتي كانت تستند لمواقفه المساندة للربيع العربي في بداياته، تقابل بدفاع كبير عنه من قبل المدونين السعوديين أنفسهم.

وفي أبريل/ نيسان من العام 2016، كان شعيب أحد المدعوين رسميا للحديث عبر منصة الجلسة الرئيسة من ملتقى "مغردون 2016" الذي نظمته مؤسسة "مسك" الخيرية، بحضور شخصيات خليجية بارزة بينها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكان يومها يشغل منصب ولي ولي العهد.

لكن كل ذلك بات من الماضي، فلم يعد من الممكن أن يستقطب جمهوره السعودي في ظل موقفه السياسي المنحاز لقطر، وقد اختار فيما يبدو المواصلة مع الدوحة، بينما تكافح بلاده للمحافظة على موقف محايد من الأزمة الخليجية، يتعرض على الدوام لخروقات من قبل الكويتيين، كما يفعل شعيب الآن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com