هل تسببت الرقابة بالكويت في إنتاج أعمال درامية "هابطة"؟
هل تسببت الرقابة بالكويت في إنتاج أعمال درامية "هابطة"؟هل تسببت الرقابة بالكويت في إنتاج أعمال درامية "هابطة"؟

هل تسببت الرقابة بالكويت في إنتاج أعمال درامية "هابطة"؟

برر كتَاب وأكاديميون كويتيون ما تداولته بعض الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان من مشاهد وحوارات "جريئة وهابطة" ومنسوبة للمجتمع الكويتي، بتقييد الرقابة للكتَاب والقائمين على هذه الأعمال من خلال منعهم من التطرق إلى قضايا هامة وحساسة في الكويت.

واعتبر الأكاديميون أن تشديد الرقابة وحظر التطرق إلى بعض المواضيع كان له دور هام في مستوى الأعمال الدرامية التي وصفها البعض بـ "الهابطة والمخالفة لحقيقة المجتمع الكويتي"، إضافة إلى انتقادهم السماح بعرضها عبر المحطات الكويتية لتضمنها مشاهد غير ملائمة فضلًا عن أخطاء واضحة في سياق الأعمال.

وقال الكاتب علي البغلي الذي انتقد تقييد الرقابة في مقال حمل عنوان (الرقابة المختلة)، إن "الرقابة التي من المفترض أن يكون دورها الحفاظ على مستوى معيّن للأعمال الدرامية هي ذاتها قد ساهمت في تدني المستوى، بعد حظر معظم المواضيع الحساسة والهادفة الجريئة، تحت سياسة - امنع لا تفتح علينا باب-، ما جعل المؤلفين يتحرّكون في مساحة ضيقة جدًا بين تلك الخطوط الرقابية المختلة، فنتجت عنها مسلسلات أقرب لمجتمع غريب عن مجتمعنا الكويتي الراقي".

وأضاف البغلي في المقال الذي نشرته صحيفة "القبس"، مساء الأربعاء، "فالملام هنا هو الرقابة، ليس لعدم منعها لهكذا أعمال هابطة فحسب، بل بسبب حظرها الكثير من المواضيع الحساسة والهادفة التي تزداد طرديًا مع مرور السنوات، وهو ما يشتكي منه الكتّاب والمؤلفون أنفسهم، ما أدى إلى تجريدهم من أقلامهم الهادفة والواعية، وجعلهم أمام خيارين، لا ثالث لهما، فإما الابتعاد عن الساحة وترك العمل بالمجال الفني الدرامي، وإما الانحدار والانجراف مع التيار الدرامي الهابط فنيًا، الغني والناجح تجاريًا وتسويقيًا، مع كل أسف!".

من جهته، قال الكاتب يعقوب يوسف العمر في مقال نشرته ذات الصحيفة، "الذي نشاهده الآن في معظم تلك الأعمال هو عبارة عن صراخ وبكاء وعويل في قصة غير هادفة، ولا تمثل أي شيء مع حوار سطحي للغاية، ومعظم تلك الأعمال بعيدة عن واقع مجتمعنا الحديث أو القديم، والمراد من معظم هذه الأعمال هو المكسب المادي فقط لا غير، وللأسف الشديد لمثل هذه الأعمال سوق رائجة عند أغلب تلفزيونات المنطقة، ومعظمها أنتج في تلفزيون الكويت".

وتابع العمر في مقال (الفن الهابط.. له سوق رائجة)، "أنا كل سنة أكتب عن المسلسلات الهابطة، على أمل أن يتغيّر الإنتاج في السنة المقبلة، ولكن مع الأسف لا يتغير شيء"، ليختم مقاله بمطالبة وزارة الإعلام "بأن تشدّد الرقابة على جميع الأعمال الفنية، خاصة القصة والحوار، وأن تعيد الفن الكويتي إلى سابق عهده؛ فهذه هي مسؤوليتها".

ولم يقتصر الانتقاد على مقالات الصحف المحلية، بل شارك فيه النشطاء والإعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا بعض هذه الأعمال بـ "الهابطة"، وصولًا إلى مطالبة الجهات المختصة في البلاد بوضع قرار ينظم عمل الممثلين والممثلات الوافدين الذين يقدمون على أنهم كويتيون للالتزام بأدوار ومشاهد لا تسيء إلى الكويتيين.

وتعتبر قضية الأعمال الدرامية الرمضانية من أبرز القضايا التي تثار سنويًا خلال هذا الموسم من قبل الأكاديميين والنشطاء الذين يسخِرون أقلامهم لانتقاد بعض هذه الأعمال؛ بسبب مشاهد أو أدوار معينة، بالرغم من تشديد الرقابة في الكويت على عرض بعض الأعمال وحذف مشاهد، كما حدث في أحد الأعمال هذا العام، من خلال حذف مشهد لمقبرتين سنية وشيعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com