مثقفون عرب منقسمون حول منح "نوبل" للفرنسي موديانو
مثقفون عرب منقسمون حول منح "نوبل" للفرنسي موديانومثقفون عرب منقسمون حول منح "نوبل" للفرنسي موديانو

مثقفون عرب منقسمون حول منح "نوبل" للفرنسي موديانو

منذ منح الروائي الفرنسي باتريك موديانو جائزة نوبل للآداب، الخميس، وصفحات "الفيسبوك" مشتعلة بتناقل الخبر والتعليق عليه، خاصة بين الأدباء والشعراء العرب من مشارق الأرض ومغاربها، ليتخذ كل منهم موقفاً خاصاً به تجاه "موديانو" أو تجاه هذا التتويج النوبلي.

ومثل كل عام تتباين الآراء في أوساط المثقفين العرب تجاه الفائز، ويدلي كل من المتابعين بدلوه.

"إرم" رصدت عبر "الشبكة الزرقاء" آراء عدد من الكتاب والشعراء والروائيين والنقاد العرب، فسجلت الشهادات التالية..

الصحفي والشاعر اللبناني حسين بن حمزة، قال: "جائزة نوبل للأدب تبدو باهتة هذا العام.. وكانت كذلك العام الماضي .. ولعلها ليست مبالغة أن نقول أن ماريو بارغاس يوسا الذي فاز بها في 2010 كان آخر كاتب مهم نال الجائزة".

بينما قال الروائي العراقي علي بدر: "كتّاب نوبل لا يقرأ لهم أحد في العالم. اليوم كنت في مكتبة "فيلغرانت" أكبر مكتبة فرنسية في بلجيكا، قام الموظفون بإخراج كتب باترك موديانو من السرداب بعد أن ملآها الغبار، نظفوها وفرشوها في مقدمة المكتبة وأخذوا يشرحون مزايا الكاتب وأسباب حصوله على نوبل!. قلت لهم: مبروك، لقد نجحت نوبل نجاحاً باهراً بإيقاظ ميت آخر."

بدوره قال الروائي السوري هيثم حسين: "قرأتُ روايتين لموديانو هما: "مجهولات"، و"مقهى الشباب الضائع"، وكنت كتبت عنهما حينها قبل حوالي سنتين. لم أجد فيهما أيّ تميّز. أعتقد أنّ هناك كثيرين أنسب منه للفوز بنوبل. مثلاً: أمبرتو إيكو، وميلان كونديرا، وإيفان كليما، وأمين معلوف.. وآخرون.. (طبعاً هاروكي موراكامي وأليف شفق وأدونيس ليسوا منهم).

وأضاف حسين: "نوبل خصّص أمواله للتكفير عن "خطيئته" ولغسيل وجه "ديناميته".. لكنّ اللجنة المشرفة ترتكب خطيئة كلّ فترة وتفجّر "ديناميت نوبل".

فعلق الكاتب العراقي شاكر نوري على حسين قائلاً: "موديانو كاتب متواضع الموهبة ولا طعم له على عكس لوكليزيو. هكذا هي نوبل تمنح جوائزها للمغمورين وتنسى العظام".

فيما اكتفت الروائية السورية سلوى النعيمي المقيمة في باريس، بالقول: أظن أن في فرنسا نفسها روائيين أكثر أهمية من موديانو، باسكال كينيار مثلاً". مضيفة "للجوائز خرائط غرائبية".

فيما تناول الشاعر والناقد الفلسطيني عمر شبانة، الأمر من ناحية ثانية، متحدثاً عن "يهودية" موديانو الفائز بجائزة نوبل، قائلاً: "كتب الصديق نصري حجّاج (كاتب ومخرج فلسطيني) على جداره بخصوص فوز موديانو بجائزة نوبل "قبل أن يبدأ أصحاب الروح العربية النابضة الكتابة عن باتريك موديانو المنوبَل للأدب ويبحثوا في أصول والده اليهودي الإيطالي ورواياته التي تدور حول مأزق الذاكرة والغربة ومتاهات الهوية فترة الحكم النازي لباريس، أتمنى من كل من يكتب أن يكون قد قرأ على الأقل رواية واحدة من رواياته".

من جهتي، - يقول شبانة - وقبل أن أعرف أن والده يهودي إيطالي وأمه بليجيكة، لكنه عاش طيلة حياته في فرنسا وخاصة في باريس التي تربى وترعرع فيها، فقد نقلت خبر الفوز من دون ذكر المعلومة عن يهوديته، لكني أوردت أنه "اهتم في رواياته بالأشخاص الذين يبحثون عن جذورهم الضائعة. ويرى أن الحياة عبارة عن مجموعة من الصور القديمة فى صندوق الذاكرة".

يتابع شبانة: "ومن جهتي شخصياً، لم أقرأ شيئاً من رواياته لأعرف إن كان صهيونياً مثلا، سنقرأ حين يتيسر لنا، لكن كونه من أب يهودي لا يعني شيئاً إن لم يكن هو نفسه إسرائيلياً أو صهيونياً. وأظن أن صديقي نصري لا يخالفني في هذا، إلا إذا كان يمتلك معلومات وتصوراً عن هذا الكاتب".

وفي هذا السياق، كتب الروائي والمترجم التونسي محمد علي اليوسفي، تحت عنوان "باتريك موديانو والجوكر الرابح"، ما يلي: "موديانو اهتم حسب لجنة نوبل برصد وقائع الحرب العالمية الثانية وموضوعات الذكريات والنسيان والهوية والذنب.

وفي بيان لها، قالت الأكاديمية السويدية:" إن موديانو كرم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصياناً على الفهم، وكشف عالم الاحتلال، هو من أب يهودي إيطالي، تابعتُ اسمه منذ الثمانينات ولم يحثني شيء على قراءته. بالأمس بدأت أقرأ له أول رواية بعنوان "ساحة النجمة". يبدأ تصديرها هكذا: "في شهر يونيو/ حزيران 1942، تقدّم ضابط ألماني نحو شاب وقال له: "عفواً، سيدي، أين توجد ساحة النجمة؟"،أشار الشاب إلى الجانب الأيسر من صدره.

وأضافت: "باتريك لعب بجوكر رابح: نجمة أبناء العم!".

ولكن وعلى خلاف ما سبق، يجد النوبلي "موديانو" بين ظهرانينا من فرح لفوزه وأشاد بإنتاجه الأدبي وحضوره المتميز في المشهد الثقافي العالمي، حيث قال الناقد والمترجم المغربي شكير نصر الدين: "إنه روائي عميق، وإن كانت شهرته لم تطبق الآفاق، لكن قراء الرواية الفرنسية يعرفونه جيداً. لذلك شخصياً لا أرى أن في ذلك ما يخالف التوقعات. فالرجل لا يكتب رواية البيست سيلرز".

ويؤيد الشاعر والصحفي اللبناني اسكندر حبش، ما ذهب إليه المغربي شكير نصر الدين، حيث يرى أن "باتريك موديانو واحد من أفضل كتّاب فرنسا المعاصرين. ربما قلة هم الذين يختلفون على أهميته. يكفي أن تشاهد الصحف والمجلات الفرنسية كيف تحتفي بكل كتاب يصدره لتجعل منه حدثاً ثقافياً بامتياز.

لكن الجميع يصرون على خجله وتلعثمه أمام الصحافة وشاشات التلفزة، ما يجعله يقف على مسافة بيّنة من "الحفلات الاجتماعية" لينصرف إلى الكتابة.

ويتابع حبش: "لا أعرف إن كنتم تذكرون المرة الوحيدة التي مرّ فيها في برنامج برنار بيفو "ابوستروف" الذي كانت حلقاته تستعاد على الشاشة اللبنانية، يومها لم يعرف كيف يتكلم أو يجيب، وكأنه غير ذاك الشخص الذي كتب هذه الروايات الجميلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com