خروج نجوم وعودة قدامى.. هل تشهد خريطة الإعلام بمصر تغييرات جذرية؟
خروج نجوم وعودة قدامى.. هل تشهد خريطة الإعلام بمصر تغييرات جذرية؟خروج نجوم وعودة قدامى.. هل تشهد خريطة الإعلام بمصر تغييرات جذرية؟

خروج نجوم وعودة قدامى.. هل تشهد خريطة الإعلام بمصر تغييرات جذرية؟

تغييرات يومية تشهدها الساحة الإعلامية في مصر، فلا يكاد ينقضي شهر حتى يختفي اسم ويعود آخر ليقدم برنامجًا جديدًا ويظهر على الساحة، وسط تساؤلات يطرحها العاملون في الإعلام بمصر حول الأسباب.

اندماج للكيانات الإعلامية وتراجع البعض عن صفقات جعل خبراء الإعلام يؤكدون أن الخريطة الإعلامية في مصر تتغير بشكل جذري؛ ما سيتيح دخول البعض وخروج آخرين من المشهد.

نجوم عائدون

كان محمود سعد مقدم البرامج الحوارية الأكثر مشاهدة منذ عامين، إذ قدّم برامج حوارية أبرزها "على ورق"، و"حلو وكداب"، و"اقلب الصفحة"، وكانت انطلاقة محمود سعد من برنامج "البيت بيتك" في التلفزيون المصري، حتى تعاقد مع قناة النهار ليقدم برنامجه "آخر النهار".

تفاجأ الجميع برحيل سعد عن "النهار" دون إبداء أسباب وقتها، ليظل الوضع كما هو عليه لمدة عامين ويعود مرة ثانية ببرنامج اجتماعي انتظر المصريون حلقته الأولى لرؤية شيخ الشاشة كيف أصبح وماذا سيقدم.

وبعد حديث طويل شغل الساحة الإعلامية عن أسباب مشكلة الدكتورة هالة سرحان مع شبكة قنوات "روتانا" اختفت هي الأخرى لسنوات طويلة لتظل قابعة ضمن مجموعة كبيرة من أباطرة القنوات الفضائية الذين عرفوا بالتميز على شاشات التليفزيون، فيما من المقرر أن تعود وفقًا لبيان لشبكة قنوات "الحياة" كرئيس مجلس إدارة للشبكة.

ووفقًا لشركة "تواصل"، المالك الجديد لقناة "الحياة"، فقد تعاقدت الفضائية مع الإعلامي عماد الدين أديب إذ كان من المفترض أن يقدم برنامجًا "أربعة أيام"، ولكن بعد ظهوره بالفعل على الشاشة عاد للتوقف دون إبداء أسباب من الشبكة أو من رئيس قنوات "الحياة".

نجوم أمام القضاء

وعلى النقيض، فالمراقب للساحة الإعلامية يرى خلال الأشهر القليلة الماضية حملة من المتابعات القضائية ضد عدد من الإعلاميين، فلم تعد السلطات تغض الطرف عن زلاتهم، فتطل يوميًا أنباء عن إيقاف مذيع والقبض على آخر في قضايا السقطات والأخطاء على الشاشة.

وربما القضية الأشهر حاليًا هي للإعلامية المصرية، ريهام سعيد، التي عرفت بتقديم المساعدات الإنسانية والعمل على الشق الاجتماعي من الموضوعات في مصر، إذ تم إيقافها وإيداعها للحجز بتهمة التحريض على خطف أطفال.

ووفقًا لما تداولته الصحف والمواقع الإخبارية، فإن ريهام ورئيس تحرير برنامجها قاما بالاتصال بأحد الأشخاص الذي له علاقة بـ"تاجر أطفال"؛ لكي يقوم بخطف طفل تعيده ريهام عبر برنامجها فيما بعد لأهله لتحصل على "الشو الإعلامي".

منى عراقي، هي الأخرى سقطت منها سهوًا كلمات في آخر حلقة قدمتها من برنامجها "انتباه" قبل وقفه، لتواجه -أيضًا- تهمة "حديث جنسي غير لائق على الهواء"، وتظهر لاحقًا على تليفزيون "بي بي سي" وتبرر ذلك بأنها كانت منفعلة أثناء الحلقة بسبب تعرضها للاغتصاب مسبقًا.

اللجنة القانونية لنقابة الإعلاميين المصرية قررت في تقريرها ضد المذيعة أماني الخياط ثبوت وقوعها في تجاوزات مهنية ووطنية بلغت حد الإساءة إلى دولة عربية شقيقة في توقيت بالغ الدقة والحساسية، وأكدت أنه بالرغم من إعلانها قانونياً مرتين لم تمتثل للتحقيق أمام اللجنة القانونية، ما يُعد اعترافاً بخطئها.

وظهرت الخياط ثانية ولم تلتزم بقرار إيقافها ضاربة بقرار نقابة الإعلاميين عرض الحائط؛ ما دفع النقابة لمخاطبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهي الجهة المنوط بها، وفقًا للقانون، محاسبة ومعاقبة ومراقبة وإصدار تصاريح القنوات والمؤسسات الإعلامية.

وقرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر إيقاف برنامج "صح النوم" على قناة "إل تي سي" لمدة أسبوع بسبب تجاوزات بحق المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى، إضافة إلى معاقبة القناة بغرامة مالية، ليظهر مقدم البرنامج محمد الغيطي ويمتنع عن تنفيذ القرار بحجة الإيقاف دون إجراء تحقيق.

وأحال المجلس أيضًا الغيطي إلى نقابته المختصة (الإعلاميين) للتحقيق معه، على أن تخطر النقابة المجلس بنتيجة التحقيقات.

صفقات جديدة

ومع تغير الصفقات الإعلامية وخروج رجل الأعمال المصري، أحمد أبو هشيمة، الذي كان يمتلك مجموعة إعلام المصريين من المشهد بعد بيع الجزء الأكبر من نسبته بالشركة، تنتظر السوق الإعلامية تغييرات جديدة بعد استقالة رئيس إعلام المصريين أسامة الشيخ وتولي تامر مرسي مالك شركة "سينرجي" للإنتاج بدلاً منه لتذهب نسبة "أبو هشيمة" لوزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد رئيس مجلس إدارة شركة "إيجل كابيتال"، لتؤكد أن هذا الاستحواذ يمثل باكورة الصفقات الاستثمارية للشركة.

الخبير الإعلامي، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، سامي عبدالعزيز، قال إن "السوق الإعلامية في مصر تحوّل إلى صناعة تدخل فيها رأسمال المال وأصبحت (بيزنس)، وهو ما يبرر التغيرات التي طرأت على الساحة الفترة الأخيرة".

وأشار عبدالعزيز في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن "المحطة التليفزيونية أو الصحيفة أصبحت تراهن على الحجم الإعلاني من البرامج التلفزيونية التي يجرى بثّها، ولذلك تضحي بأي شخصية إعلامية تقلب الرأي العام ضد القناة الفضائية"، معتبرًا أن "عودة بعض الوجود القديمة تدخل في مضمار محاولة تغيير الوجه الإعلامي لاستعادة المشاهدة بعد الهجوم الذي طال عدداً من الإعلاميين خلال الفترة الماضية".

الأمر نفسه أيّده الخبير الإعلامي المصري، صفوت العالم، الذي اعتبر تغيير الوجوه الإعلامية وبروز خريطة جديدة للإعلام "يأتي في صالح الصناعة وليس العكس، من خلال ضخ دماء جديدة وتحسين جودة المحتوى".

وقال العالم لـ"إرم نيوز" إن "الفترة المقبلة ربما تشهد تغيرات واسعة على الساحة الإعلامية، وغير مستبعد أن ترتبط تلك التغيرات بأي تطورات سياسية أو ظروف أمنية تشهدها البلاد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com