مسؤول إسرائيلي يقول إن كامل لبنان "هدف عسكري"
عندما أُعْلِن عن أسماء الفائزين بجائزة الدولة التقديرية في سوريا لهذا العام استبشر كثيرون خيرًا، بحكم أن المختارين يستحقون أعلى الجوائز التكريمية لعطاءاتهم المديدة كلٌّ في مجاله، وهم "عطية مسوح" في مجالات الدراسات والنقد والترجمة، والأديبة "كوليت خوري" في مجال الآداب، والممثل القدير "أسعد فضة" في مجال الفنون.
رغم أن وزارة الثقافة السورية صرحت بأن كل فائز من الفائزين سيُمنح مبلغًا وقدره ستة ملايين ليرة سورية (ما يقارب الـ400 دولار)، وميدالية تذكارية مع براءتها، فإن كثيرين وصفوا تلك الجوائز بـ"المخجلة ماديًّا"، خاصة مع الميزانيات الهزيلة للوزارة وما إلى هنالك، ولكنهم كانوا في انتظار أن يكون التكريم في مكان يليق بالفائزين، إذ ينالون ما يستحقونه من تكريم معنوي على أقل تقدير.
الوزارة كان لها رأي آخر، إذ اكتفت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح باستقبال الفائزين في مكتبها مع بعض الموظفين وتقليد المكرمين ميدالية نحاسية وإعطاؤهم شيكات بقيمة الجائزة، مع أخذ صور تذكارية، وثَّقت المهزلة الحاصلة بحق القامات الإبداعية المكرمة.
وكتب الناقد سامر إسماعيل معلقًا على ذلك: هل يعقل أن تقلد جائزة الدولة التقديرية في مكتب الوزيرة؟ أما كان ممكنًا أن تكون مراسم التكريم في دار الأوبرا السورية وبحضور الجمهور والصحافة؟ ألا يستحق فنان من قامة أسعد فضة أو أديبة من طراز كوليت خوري أو ناقد من قماشة عطية مسوح أن نصفق لهم، ونحتفي بمشوارهم الإبداعي؟
وأضاف: "جائزة الدولة التقديرية تبلغ ستة ملايين ليرة سورية، فإذا كان هذا قدر الجائزة، على الأقل ألا يمكن أن يكون لها بُعد معنوي؟ تأملوا الشهادة التي أعطيت للمكرمين على ورقة A4 مع ميدالية مغطسة بالنحاس، حتى الستة ملايين ليرة أعطيت على شكل شيكات، وينبغي على المكرمين أن يذهبوا إلى البنك لصرفها، ما هكذا تورد الإبل يا جماعة التقدير".
فيما عدَّ متابعون آخرون أن "الوزيرة مشوّح تكرم نفسها بهذه الاحتفالية الباهتة؛ بسبب وجودها بين ثلاث قامات إبداعية سورية تُرفع لها القبعات".
من جهته، علق المسرحي ناصر سفر على منشور الناقد "إسماعيل"، بقوله "على قدر أهل العزم.. تشعر أنهم كالولد الذي يكتب وظيفة إجبارية لدرس الوطنية، وأقصد هنا المسؤولين".
وسخر بعضهم من وضع وزارة الثقافة في سوريا، ومن إمكانياتها الهزيلة وعدم وعيها بدورها، حتى وصل الأمر أن تساءل المخرج أدهم سفر بالقول: إن كانت الجائزة التقديرية هكذا فكيف ستكون جائزة الدولة التشجيعية؟
وقال الصحفي ومدير التحرير السابق لمجلة الشارقة الثقافية، فاتح زغل: "وصول الإحساس العاطفي واحتفاء الناس بمبدعيهم الذي من المفترض أن يكون بردًا وسلامًا للمكرمين أهم وأكثر سعادة وقيمة من المال مهما بلغ".
على حين دافع فريق آخر من المتابعين عن الوزارة، متهمين "الأسماء المكرمة" بقبول هذا الوضع، ومنهم الإعلامية "يمامة خيو" التي قالت: "من لا يكرِّم نفسه، ولا يعرف قيمتها، لا تتوقع من أحد أن يعطيه التكريم الصحيح".