هل تستعمل واشنطن أخبار الأجسام الطائرة للتشتيت عن حادث قطار أوهايو؟

هل تستعمل واشنطن أخبار الأجسام الطائرة للتشتيت عن حادث قطار أوهايو؟

 أثار تزامن حدوث كارثة بيئية نتجت عن تحطم قطار محمل بالمواد الكيميائية الخطيرة في ولاية أوهايو الأمريكية، مع أنباء مناطيد التجسس الصينية والأجسام الطائرة، الشكوك بأن الحكومة الأمريكية تختلق الأخبار للتشتيت عن الكارثة البيئية التي قد تعادل تشرنوبل.

وخرج القطار عن مساره في ولاية أوهايو وتحطمت 50 عربة منه، بينها 10 تحمل مواد كيميائية خطرة، في 3 فبراير، وأسفر عن إطلاق مواد كيميائية مثل كلوريد الفينيل ببطء في الهواء، مما دفع فرق الطوارئ لإشعال هذه المواد في محاولة يائسة لاحتواء الكارثة.

في اليوم التالي من الحادث صدر تنبيه رسمي إلى السكان المحليين يخطرهم بضرورة الابتعاد مسافة أكثر من ميلين عن منطقة الكارثة

تداعيات بيئية

ولمنع القطار من التحول لقنبلة عملاقة، اضطرت فرق الطوارئ إلى فتح الصهاريج، وسكب كلوريد الفينيل في حفرة ثم حرقه، مما أدى إلى تصاعد الدخان الملوث بالمواد الكيميائية في المنطقة.

وحذر المسؤولون من أن عملية حرق المواد الكيميائية من شأنها إطلاق الفوسجين وكلوريد الهيدروجين في الهواء، ويذكر أن الفوسجين هو غاز عديم اللون شديد السمية وله رائحة قوية يمكن أن تسبب القيء وصعوبة في التنفس، وقد سبق واستخدم كسلاح في الحرب العالمية الأولى.

وفي اليوم التالي من الحادث صدر تنبيه رسمي إلى السكان المحليين يخطرهم بضرورة الابتعاد مسافة أكثر من ميلين عن منطقة الكارثة، مما اضطر نصف سكان بلدة "ايست باليستاين" للإخلاء حتى يوم 8 فبراير.

مع ذلك، لا تزال هناك مخاوف مستمرة من السكان المحليين بشأن جودة الهواء والماء عند عودتهم إلى ديارهم، حيث يمكن لهذه المواد السامة أن تتسرب إلى الماء أو تنتقل من الأشياء إلى الإنسان إذا لم يتم تنظيفها جيداً. 

وأفادت وكالة حماية البيئة الأمريكية بأن القطار كان يحتوي على الإيثلين جليكول أحادي البيوتيل إيثر وإيثيل هكسيل أكريليت وإيزوبوتيلين، وهي مواد سامة تسبب الحروق الجلدية وضيق التنفس والنعاس والسرطان.

تشرنوبل جديدة وحملة تشتيت

إلا أن تركيز الأنباء الأمريكية على الأجسام الطائرة وأخبار الفضائيين قد أجج نظريات المؤامرة والتستر على الكارثة التي شبهها البعض بتشرنوبل جديدة.

وقالت النائبة الأمريكية "مارجوري تيلور غرين" على تويتر، بعد ظهر يوم الأحد: "بلدة ايست باليستاين في أوهايو تمر بكارثة بيئية؛ لأن السلطات فجرت عربات القطار الذي خرج عن مساره وهي تحمل مواد كيميائية خطرة، وتم اعتقال صحفيين حاولوا تغطية القصة، لكن التركيز ينصب على الأجسام الغريبة!".

أشار العديد من الصينيين إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أخبار منطاد التجسس المزعوم والأجسام الطائرة التي ظهرت مؤخرا للتشتيت عن الكارثة البيئية المحتملة

وبحسب تقارير أمريكية، يتوسل عمال السكك الحديدية عامة الناس منذ سنوات للاهتمام بالقضايا الأساسية المتعلقة بالسلامة العامة في صناعتهم.

وحذر تقرير لـ "آرون جوردون" من موقع "Motherboard"، في وقت سابق من هذا العام، من أن هؤلاء العمال يشتكون من الظروف الخطيرة في هذه الصناعة والتي تجعل السكك الحديدية أكثر خطورة على العمال وعلى جميع الأمريكيين الذين يعيشون في البلدات والمدن التي تمر بها هذه القطارات.

وقال معلق يدعى "بيترز"، وهو مذيع بودكاست على قناة في تليغرام: "هناك قنبلة سامة وانفجارات تطلق غازات مسرطنة على أرض الواقع وسحابة عيش الغراب تتصاعد من حطام قطار أوهايو، لكن كل وسائل الإعلام تتحدث عن الأجسام الغريبة المزيفة".

وعلى نفس المنوال، أشار العديد من الصينيين إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أخبار منطاد التجسس المزعوم والأجسام الطائرة التي ظهرت مؤخرًا للتشتيت عن الكارثة البيئية المحتملة، واعتبارًا من يوم الاثنين، تمت مشاركة هاشتاج "Ohio" أكثر من 83 مليون مرة على موقع Weibo الصيني للتواصل الاجتماعي، وأصبح الموضوع الأكثر تداولا عليه.

وفي السياق، علق سيل كاجيانو، أخصائي المواد الخطرة: "لقد دمرنا مدينة بالمواد الكيميائية حتى نتمكن من إعادة فتح خط السكة الحديد، فقد فوجئت عندما أخبروا الناس بسرعة أنه يمكنهم العودة إلى ديارهم، قبل أن يخبروهم أنهم يستطيعون إجراء الاختبارات لمنازلهم إذا شعروا برغبة في ذلك، حيث كان من الأفضل أن تجري الجهات المختصة الاختبارات بنفسها".

منع التغطية الصحفية

وفي حين فشلت العديد من وكالات الأنباء الأمريكية في الانتباه إلى الكارثة، منعت السلطات الأمريكية الصحفي "إيفان لامبرت" من تغطية الحدث وقاطعت بثه فيديو للكارثة. وقال بريان ماكلولين، شريف مقاطعة كولومبيانا، إن ضباط شرطة بلدة ايست باليستاين اعتقلوا لامبرت بتهمة التعدي على ممتلكات الغير ومقاومة الاعتقال.

من جانبه، قال لامبرت بعد إطلاق سراحه: "لا يتوقع أي صحفي أن يتم القبض عليه أثناء قيامه بعمله، وأعتقد أنه من المهم حقًا ألا يحدث ذلك في بلدنا". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com