إحداهنّ روسية.. انهيار مدن بأكملها في القطب الشمالي بسبب تغيّر المناخ‎
إحداهنّ روسية.. انهيار مدن بأكملها في القطب الشمالي بسبب تغيّر المناخ‎إحداهنّ روسية.. انهيار مدن بأكملها في القطب الشمالي بسبب تغيّر المناخ‎

إحداهنّ روسية.. انهيار مدن بأكملها في القطب الشمالي بسبب تغيّر المناخ‎

نشرت صحيفة الغارديان تقريراً مُفصلاً أعدته بالتعاون مع مكتب المناخ الدولي وترصد من خلاله ظاهرة انهيار تجمعات سكنية في منطقة القطب الشمالي والتي تتفاقم يوماً بعد الآخر بسبب ظاهرة تغيير المناخ وذوبان الجليد المستديمة.

وسلّطت الصحيفة البريطانية الضوء على مدينة نوريلسك الروسية، والتي تتعرض إلى انهيارات هائلة للمباني داخلها، ويُبين يوري تشورباكوف أحد مواطني المدينة الواقعة شمال روسيا أن شقته تعرضت لشقوق في الجدار ثم بدأت بالتكسير والانحناء، مُضيفاً "جلسنا على الأريكة، وشعرنا بإمالة المبني الذي يتكون من ثماني طوابق نحو زاوية واحدة وبعد ذلك بدأ المبني بالتفكك ببطء".

وفي حوادث أخرى تتعرض المباني لانهيار فوري، وتتساقط سلالم المبنى، وباتت مشكلة متنامية في المدن القطبية وتعد مدينة نوريلسك أبرزهم وهي مركز لإنتاج النيكل وعدد سكانها 177،000 شخص، وتقع على بعد 180 ميلا فوق الدائرة القطبية الشمالية.

وكتب فاليري تراسكلوف وهو مسؤول بوزارة حالات الطوارئ في منطقة كراسنويارسك في مقال "أن تغير المناخ يُذوب التربة المتجمدة بشكل دائم ويزيد من هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تقلص الجليد الدائم تحريف ما يقرب من 60%، من جميع المباني في نوريلسك".

وقال المهندسون المحليون إن أكثر من100 مبنى سكنياً أي ما يعادل واحدا على عشرة من صندوق الإسكان تم إخلاؤه في مدينة نوريلسك بسبب الأضرار الناجمة عن ذوبان الجليد، وتحتاج إلى حلول هندسية للعودة لسكن داخلها.

ويقول علي كريموف مهندس في مؤسسة البحوث والإنتاج في نوريلسك إن "المشاكل موجودة في المدينة منذ عقود، ولكن تغير المناخ أدى إلى تفاقمها" مبيناً أن الظاهرة بحاجة لدراسة كل حالة على حدة للخروج بنتيجة حول ما سيحدثه تغيير المناخ.

ويصل حجم الجليد في المدينة الروسية إلى 2 مليون طن من الثلوج في فصل الشتاء، وعندما تنخفض درجة الحرارة تصل إلى أقل -51 درجة مئوية (-60F)، ولكن متوسط درجات الحرارة السنوية في القطب الشمالي يرتفع بشكل أسرع من أي مكان آخر أكثر من 2 درجة مئوية منذ العام 1900م

ووجدت دراسة أجريت عام 2015 أن ارتفاع في درجات حرارة التربة في المناطق دائمة التجمد في روسيا على مدى السنوات الـ 50 عاماً الماضية، وارتفاع درجة حرارة التربة في نوريلسك  بنسبة ما يقرب من 1 درجة مئوية بين عامي 1999 و 2013 في حين تبقى التربة العميقة مجمدة على مدار السنة، وتمتد "الطبقة النشطة" من التربة عدة أقدام تحت سطح الأرض وتسبب الجليد وتدمير المباني كل صيف.

جدير بالذكر أنه ومُنذ العام 1960 بدأت تُشيد المباني السكنية في نوريلسك بحفر ثقوب يصل عمقها إلى 100 قدم وتُصب الخوازيق الخرسانية التي تمسك في التربة المجمدة بشكل دائم وتُرفع أكوام كل مبنى من الأرض، مما يسمح لدوران الهواء وتبريد التربة ومنع المزيد من الذوبان، وذلك لتجنب تدمير المباني، وبتفاقم ظاهرة تغيير المناخ لم تجد الصبات الخرسانية وأصيبت المباني من بالانهيار والتخلخل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com