سرّ اختفاء أطفال اللاجئين يُشعل حربًا سياسية

من الحرب إلى دول اللجوء، آلاف الأميال من الخوف والمغامرة والخطر التي أودت حتى الآن بحياة الآلاف من اليائسين، لكن أزمة جديدة بدأت تظهر في الأفق مع اختفاء نحو 10 آلاف طفل من أصل 26 ألف طفل مسجلين لدى منظمة "يورو بول".

ورغم ظهور أخبار متفرقة بالعثور على أطفال ماتوا تحت عجلات القطار المتوجه إلى هذه الدولة أو تلك، تزداد المخاوف من وجود أبعاد أكثر إجرامية لاختفائهم كاختطافهم والاتجار بهم أو حتى إجبارهم على الدعارة.

ففي مخيم "كالايس" للاجئين في فرنسا وحده، يتواجد نحو 400 طفل أو مراهق بلا ولي أمر، يأمل معظمهم الوصول إلى بريطانيا للالتحاق بعائلاتهم، لكن لمّ شملهم معها قد يستغرق شهوراً، بعضهم يرمي نفسه نحو المجهول عبر الهرب على متن القطارات، منهم من يصل ومنهم من يضلّ طريقه أو يموت محاولاً.

وتقول جمعية "Help Refugees" إنّ ثلث هؤلاء الأطفال اختفوا في الأسابيع القليلة الماضية، بعدما أعلنت السلطات الفرنسية أنها تنوي ترحيلهم.

ويوم الجمعة الماضي، توفي مراهق اسمه "محمد" تحت عجلات قطار، وكان مراهق آخر عمره (15 عامًا) يدعى "مسعود" لقي الحتف نفسه منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وكان الصبيّان يحاولان الوصول إلى عائلاتهما في بريطانيا.

وتحوّل هؤلاء الأطفال والقاصرون إلى موضوع جدال سياسي بين مؤيد لاحتضانهم ورعايتهم وبين من يطالب بتقسيم العدد على الدول الأوروبية، وحتى يُحسم الجدل تزداد المخاطر والتهديدات على حياتهم التي لم تبدأ بعد.