وفاة شاب من بدون الكويت بعد عامين على حرق نفسه أمام مركز أمني
نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، الشاب "البدون" عبدالعزيز سالم حميد الشمري الذي أقدم منذ عامين على حرق نفسه أمام مركز أمن منطقة النعيم في محافظة الجهراء في محاولة انتحار فشلت بعد أن نجح رجال الأمن في إطفاء النيران وإسعافه للمستشفى.
وقال النشطاء إن الشاب عبدالعزيز توفي اليوم الثلاثاء، وقد تم دفنه في مقبرة الجهراء بعد صلاة العصر، دون توضيح أسباب الوفاة، مؤكدين أنه لم يكن مسجونًا، وسط تداول صورة لمثواه الأخير.
وتحت وسم #عبدالعزيز_سالم_حميد_الشمري تفاعل نشطاء "البدون" والمتضامنون مع قضيتهم مع نبأ وفاة الشاب، مستذكرين حادثة حرقه لنفسه في أيلول/ سبتمبر 2017، في الوقت الذي تشهد فيه قضية "البدون" نقاشات رسمية وشعبية متواصلة لحل هذه القضية وذلك بعد نحو شهر ونصف على انتحار الشاب عايد حمد مدعث بمحافظة الجهراء.
وانتقدت (منصة الدفاع عن بدون الكويت) السلطة التنفيذية بسبب ما وصفته بالقهر المفروض على فئة "البدون"، حيث قالت: "حينما تضع السلطة التنفيذية من خلال جهازها المركزي الإنسان " #البدون " بشكل عام تحت ظروف قاهرة، ثم يحدث أن ينتحر أحد "البدون"، فإنّ إخلاء أي مسؤولية للسلطة التنفيذية عن عملية الانتحار هو قمة اللامسؤولية!".
واكتفت الأستاذة في جامعة الكويت الدكتورة ابتهال الخطيب بالتساؤل عمن يتحمل مسؤولية فقدان الشبان "البدون"، قائلةً "نخسر الشباب الواحد تلو الآخر، مسؤولية من؟"، بالرغم من عدم توضيح النشطاء لأسباب الوفاة أو تأكيدهم أنها بتأثير الحروق التي تعرض لها قبل عامين.
وتعود حادثة حرق الشاب نفسه إلى عام 2017، حيث ذكرت تقارير محلية آنذاك أن رجال الشرطة الموجودين في مركز أمن منطقة النعيم تفاجأوا بشخص في حالة غير طبيعية أضرم النار في نفسه أمام المخفر قبل أن ينجحوا في السيطرة عليه وإخماد النيران، وإسعافه بعد أن تعرض لحروق من الدرجة الثالثة في جميع أنحاء جسده.
ورغم نقل بعض النشطاء عن أقارب الشاب حينها أنه كان يمر بحالة اكتئاب شديدة، فقد ربط آخرون محاولة الانتحار بالظروف القاسية التي يواجهها "البدون"، مطالبين السلطات الرسمية بحل هذه القضية الشائكة منذ عقود.
وتعتبر قضية "البدون" من أبرز القضايا في البلد الخليجي، والتي أثيرت مؤخرًا بشكل كبير بعد انتحار الشاب عايد حمد في شهر تموز/ يوليو الماضي، وتباين الرواية الرسمية والشعبية حول أسباب انتحاره، فضلًا عن اعتقال السلطات لعدد من النشطاء "البدون" على خلفية الاعتصامات الأخيرة.
وتقدر السلطات الكويتية عدد ”البدون“ الكامل بأقل من 100 ألف شخص، لكنها لم تعترف إلا بنحو 32 ألفًا منهم، وتقول إن ”الباقين هم من جنسيات أخرى، لكن الكثير منهم يتمسكون بشدة بمطلب الحصول على الجنسية الكويتية، ويقولون إنهم مواطنون“.
