"صاحب الرزنامة".. من هو القانوني والكاتب السوداني الراحل كمال الجزولي؟
توفي أمس الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة، القانوني والكاتب والشاعر السوداني المعروف كمال الدين عوض الجزولي عن عمر ينهاز الـ 76 عامًا، إثر معاناته مع المرض.
ونعت الأوساط السياسية والقانونية والصحفية في السودان، الراحل كمال الجزولي، معددين مآثره ونضالاته في ساحات الدفاع عن الحقوق والمظلومين، مشيرين إلى أن الجزولي كان رمزًا من رموز المعرفة والاستنارة، دافع عن أفكاره بشجاعة.

وولد الراحل في العام 1947 بمدينة أم درمان وهو متزوج من الأستاذة في جامعة الأحفاد للبنات فايزة حسين عبد الله، وله من الأبناء (أُبي ـ طبيب أسنان) وبنت (أروى ـ مهندسة معمارية)، وهو الأخ الأكبر لزوجة محجوب شريف المعروف بشاعر الشعب أميرة الجزولي.
وحصل الجزولي، وهو كاتب شهير عرفه السودانيون بمقالاته الموسومة بـ "الرزنامة" في الدوريات السودانية والصحف، على ماجستير القانون الدولي العام من كلية القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة كييف بأوكرانيا، الاتحاد السوفيتي (سابقًا) في العام 1973، ودبلوم الترجمة من الجامعة نفسها في العام 1973.
وتدرج في عدد من المؤسسات وشغل منصب السكرتير العام المنتخب لاتحاد الكتاب السودانيين خلال العام 1985م ـ 1989م، كما نال عضوية تأسيس كل من جامعة أم درمان الأهلية، المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، المرصد السوداني لحقوق الإنسان وعضو اتحاد المحامين السودانيين، وعضو شرف بمنظمة القلم العالمية للدفاع عن الكتاب المضطهدين.
وعرف الجزولي بانتمائه للحزب الشيوعي وتعرض للسجن والملاحقة من قبل نظامي جعفر النميري وعمر البشير العسكريين، وشارك بتكليف من حكومة السودان الانتقاليَّة (1985م ـ 1986م)، في هيئة الاتهام ضد اللواء عمر محمد الطيب، النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن خلال حقبة النميري، بالإضافة إلى عدد من ضباط الجهاز في قضية تهريب "اليهود الفلاشا" إلى إسرائيل المعروفة، وتولى الدفاع عن أغلب متهمي الرأي والضمير خلال نظامي نميري والبشير.
ولدى الراحل العديد من الإسهامات الشعرية المطبوعة، وترجمت العديد من قصائده إلى الإنجليزية والروسية والأوكرانية، كما له الكثير من الدراسات والبحوث منها "الشيوعيون السودانيون والديمقراطية"، و"الحقيقة في دارفور"، و"النزاع بين حكومة السودان والمحكمة الجنائية الدولية" و"أبو ذكرى: نهاية العالم خلف النافذة" و"إنتليجينسيا نبات الظل" وغيرها.