رغم الكارثة.. كرم الضيافة يفيض بشوارع مراكش المنكوبة

لم تمنع الكارثة التي حلت بمدينة مراكش وأودت بحياة الآلاف، أهالي هذه المدينة والأحياء المتضررة من التعبير عن كرمهم واستقبال من حضر إلى المكان بحفاوة.

ويروي صحافيون وعمال إغاثة حضروا إلى المدينة المنكوبة قصصا إنسانية، عنوانها كرم الأهالي الذين قدموا الطعام والشراب ليس للمتضررين من الزلزال فحسب، وإنما لأولئك الذين جاؤوا إلى المدينة بهدف الوقوف على حجم الدمار أو المساعدة.

وهب مغاربة في مدينة مراكش وآخرون حضروا من مدن أخرى لتقديم العون لكل المتواجدين في المكان، إذ قدموا صنوفا من المأكولات الشعبية المغربية لفرق الإنقاذ وقدموا العون والرعاية للناجين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى جراء الزلزال العنيف.

وأشاد صحافيون وعمال إغاثة شاركوا في عمليات الإنقاذ، بكرم ضيافة أهالي مدينة مراكش الذين قدموا كل ما يستطيعون تقديمه، رغم الضرر الجسيم الذي لحق بالمدينة التي وصفت بأنها منكوبة جراء الزلزال المدمر.

ولم يقتصر تقديم الطعام، لفرق الإغاثة أو المنكوبين، إذ حرص الأهالي على تقديم الطعام والشراب للأطفال والمعوزين في المدينة؛ الأمر الذي لقي إشادة واستحسانا واسعين.

خيام الكرم على أنقاض الدمار

وأقام مغاربة خياما على مقربة من المناطق الأكثر تضررا، وجهزوا هذه الخيام بجهد ذاتي، بكافة المستلزمات التي يحتاجها الناجون من الزلزال، لكن دور تلك الخيام لم يقتصر على تقديم العون والرعاية.

وجسدت تلك الخيام، معاني للكرم وحسن الضيافة عبر تجهيز الطعام والشراب، خصوصا تحضير الأطباق الشعبية، التي تقدم للفرق الأجنبية التي تتذوق تلك الأطباق لأول مرة.

الشاي المغربي والطاجن الشهيران في مدينة مراكش، كانا حاضرين بقوة في تلك الخيام، إذ قدم الأهالي هذه الأصناف بكثرة للمسعفين الذين حضروا إلى المكان، وسط إشادة واسعة بالكرم والجود، رغم الكارثة التي حلت في المدينة.

وضرب زلزال بقوة سبع درجات على مقياس ريختر مدناً مغربية عدّة، من بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس، ومراكش وأغادير وتارودانت.

وبحسب أحدث بيانات وزارة الداخلية، فقد أسفر الزلزال، الذي وصف بـ "الأعنف منذ قرن"، عن مقتل 2946 شخصاً وإصابة 6125 آخرين، بالإضافة إلى دمار كبير.