الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق سريع بأعمال العنف في جنوب سوريا 

logo
منوعات

هل تحدّد بعض ذكريات الطفولة شخصيتنا؟

هل تحدّد بعض ذكريات الطفولة شخصيتنا؟
10 ديسمبر 2022، 7:27 م

بحثت دراسة حديثة ما إذا كان للذكريات الأساسية للإنسان في الطفولة تأثير على سلوكه، بالتزامن مع فرضية شائعة عبر "تيك توك" حول تأثير الذكريات.

وحسب تقرير نشره موقع "elle" الفرنسي، فإنه "على تيك توك لا شك أنك شاهدت مقاطع فيديو لأطفال يستمتعون أو يشاركون لحظة من التأثر حول موسيقى درامية، وقد نقول إن هذه ذاكرة أساسية، أو مركزية، أي باختصار الذاكرة التي ستشكلنا إلى الأبد".

وأضاف التقرير، أن "النظرية القائلة إنّ شخصيتنا مبنية على الذكريات الخمس مستوحاةٌ في الواقع من فيلم Vice Versa الذي عُرض عام 2015 والذي تُجسد فيه 5 شخصيات الخوف والغضب والفرح والحزن والاشمئزاز".

وتابع: "هذه الذكريات الخمس المزعومة لا أساس لها حقًا".

ذكرياتنا لا تحدّد شخصيتنا ولكن يمكن أن تساعدنا اجتماعيًا من خلال التواصل مع الآخرين حول تجربة مشتركة كما أنها تسمح لنا بالنمو والنضج وحل المشكلات

ذاكرتنا دائرة معقّدة

ووفق العالمتين الأستراليتين سيليا هاريس وبيني فان بيرغن، المتخصصتين في ذاكرة السيرة الذاتية، فإن ذاكرتنا "مساحة كبيرة، بلا حدود في الحجم أو السعة لا تستند إلى 5 حقائق فحسب، بل تعتمد على العديد من الأحداث. هذه الأحداث بالآلاف وتتراكم على مدار العمر".

وذكر التقرير، أن "هناك نقطة أخرى يجب إثارتها، وهي أنّ ذكرياتنا لا تحدّد شخصيتنا، يمكن أن تساعدنا الذكريات اجتماعيًا، من خلال التواصل مع الآخرين حول تجربة مشتركة، كما أنها تسمح لنا بالنمو والنضج وحل المشكلات".

وأوضحت الباحثتان: "نحن نستخدم الذاكرة لبناء وتعريف الذات، فهي تستند إلى رفاهنا النفسي"، واستنتجت الباحثتان، أنّ "العلم يؤكد أن فكرة الذاكرة المركزية، فكرة خاطئة".

ذكريات الطفولة

وتساءل التقرير: "هل تتذكر لحظات من الحياة حدثت لك قبل أن تبلغ العاشرة من عمرك"، متابعًا: "إذا كانت بعض الذكريات قد ظلت قائمة فهذه ليست الأكثر تأثيرًا".

ولفت إلى أن "الذكريات التي تترك أكثر الآثار، هي التي تحدث ما بين 15 و25 عامًا وفقًا للباحثتين، نظرًا لأننا نعيش تجاربنا الأكثر تكوينًا في هذا العمر".

واعتبر التقرير، أن "ذكريات الطفولة المبكرة هي الأكثر طرفة وفيها ما يغذي الشعور بالحنين والبراءة واللطف، التي تستلهم منها الذكريات الأساسية على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشارت الباحثتان، إلى حقيقة أخرى هي أنه "يستحيل التنبؤ بما ستكون الذكريات الأساسية بعد تجربتها مباشرة. غالبًا ما نرى قفزة في بركة مياه أو عناقًا أو لقاءً كواحدة من تلك اللحظات التأسيسية، لكن يجب أن نضع في الاعتبرا أننا لا نختار ذكرياتنا بإرادتنا، قد تكون تلك التي نراها عادية في حينها هي تلك التي سنتذكرها بعد 30 عامًا".

ذكريات الطفولة المبكرة هي الأكثر طرفة وفيها ما يغذي الشعور بالحنين والبراءة واللطف، التي تستلهم منها الذكريات الأساسية على وسائل التواصل الاجتماعي

ذاكرتنا تخدعنا

ورأى التقرير، أن "علينا الوضع في الاعتبار، أنّ الذكريات، سواء كانت جوهرية أم لا، لا يمكن الاعتماد عليها دائمًا".

وأضاف أن "الذكريات المهمة، مثل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر على سبيل المثال، قد تستمر ككل لكنّ التفاصيل المحيطة بها قد تتطور؛ كلما مرّ الوقت حاولنا إعادة بناء هذه التفاصيل الإضافية، مع المخاطرة بتعديلها في أذهاننا".

وتابع التقرير: "لوحظ أنه بعد هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس سارت الأحداث على نفس المبدأ التوجيهي ولكن بعض التفاصيل تغيّرت، لم يعد الأشخاص الذين عاشوا نفس الأحداث يروُون مجريات الحدث بالطريقة نفسها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC