وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص
بعد أكثر من ربع قرن من ممارسة الإبداع في فنون القصة القصيرة ومسرح الطفل والنقد الانطباعي، أصدرت الأديبة القطرية البارزة هدى النعيمي روايتها الأولى "زعفرانة" التي قوبلت بحالة لافتة من الاحتفاء، على المستويين النقدي والإعلامي.
وفي السطور التالية، يحاور "إرم نيوز" كاتبة ذات منجز في المشهد الثقافي الخليجي العام، بالتزامن مع حضورها العلمي باعتبارها حاصلة على الدكتوراه في الفيزياء النووية، وشغلت مناصب مرموقة.
ما سر تأخرك في إصدار روايتك الأولى؟
مررت بقرابة خمس محاولات لكتابة الرواية، ولكنها لم تكتمل؛ لأنني لم أقتنع بأن أقدم نفسي من خلالها كروائية، أما "زعفرانة"، فقد احتشدت لها بالدراسة والبحث ثم برسم مشاهدها البصرية، فجاءت مستحقة لأن تكون روايتي الأولى.
ما مبررات العودة إلى التاريخ في هذا العمل؟
التاريخ منطقة شائكة، تذوب فيها الحقائق والشخصيات الرائدة، وتختفي منه أحداث عظام إذا لم يدونها المؤرخ أو الروائي.
حدث ذلك في منطقة الخليج العربي، وهناك على سبيل منطقة "ظفار" التابعة لسلطنة عمان، حيث لم يتم تسليط الضوء على "ثورة ظفار"، التي تمردت على النفوذ الاستعماري البريطاني، ودامت أكثر من عقد من الزمان، هنا يأتي دور الروائي لنبش الحقائق وطرح الأسئلة في سياق فني جمالي فني، وهذا ما فعلته "زعفرانة".
لماذا أصبح التاريخ يشكل عنصرًا شديد الجذب لأدباء الخليج مؤخرًا؟
حكايات تاريخية كثيرة تشكل كنزًا في الخليج لم تُكتب بعد، أو تُوَثَّق إلا فيما ندر، وكثير من الوقائع سمعناها من الأجداد والجدات، ولم نقرأها في أي كتاب تاريخي أو مرجع علمي.
هذا ما دعا العدد الكبير من كتاب المنطقة؛ لاستدعاء الماضي وهو مختلف بشدة عن الوضع الحالي في منطقة الخليج.
كيف ترين الرأي القائل إن إقبال بعض الأدباء العرب على الرواية التاريخية هو هروب من نقد الواقع الحالي؟
أرفض هذا القول تمامًا، أعتقد أنه من الأسهل والأيسر أن أكتب واقعًا معاشًا تم استلهامه من كل ما حولنا، ولكن التاريخ المؤجج بالروايات المتناقضة والمتعاكسة هو التحدي الحقيقي.
ما سر إقدامك على كتابة سيرتك الذاتية "بوح النخيل" رغم أنك لم تبلغي مرحلة متأخرة عمريًا كما هو شائع لدى من يقدمون على تدوين تجربة حياتهم؟
الحياة مستمرة، وكان لي فيها من التجارب ما وجدت أنه يستحق أن يخرج في هيئة سيرة ذاتية مكتوبة، لا سيما الجمع بين الأدب والتخصص العلمي غير الشائع بشكل كثير بين النساء العربيات وهو الفيزياء النووية.
لماذا لم تختاري تخصصًا في مجال أدبي ثقافي؟
وجدت في نفسي حبًا ورغبة في التخصص العلمي ومعرفة مزيد عن حقائق علوم الذرة والإشعاع، وهو علم لن أستطيع الغوص فيه ما لم أسر على درب الدراسة الأكاديمية من ماجستير ودكتوراه وما تلاهما، أما الأدب والثقافة فشغف آخر أشبعته بالقراءة والمطالعة.
ما العلاقة بين العلم والثقافة من واقع تجربتك؟
كلاهما بحر أخوض فيه ولا أشبع من السباحة على شواطئه، علمتني الدراسة العلمية الترتيب ورفض الفوضى، أن أُنظم وقتي وأولوياتي وهو ما أفادني في المجال الأدبي.
بلغتِ مكانة مرموقة على صعيد الطموح المهني إذ كنت تشغلين مدير إدارة الصحة والسلامة في مؤسسة "حمد" الطبية في قطر، هل عطّلك هذا الطموح أدبيًا أم أنك استطعت ترويض المسارين المهني والأدبي؟
داومت على الجمع بين هذا وذلك لسنوات طويلة، حتى اتخذت قراري في العام الماضي بالتخلي عن عالم الوظيفة والتفرغ للكتابة.
أخذ مني العمل الوقت الكثير، ولكنه أعطاني أيضًا الشيء الكثير، سنوات طويلة اقتصرت فيها مشاركاتي الأدبية على القراءة أو حضور الندوات الثقافية بما يتيحه الوقت المحدود.
كل ذلك الوقت كان يمكن توظيفه من أجل مزيد من الإنتاج الأدبي، ولكن كل شيء يأتي في وقته المحدد.
وهكذا قررت أن أكون منذ الآن فصاعدًا الكاتبة وفقط.