انطوت صفحة غنية من التراث الشعبي السوري، برحيل الشاعر أحمد شحادة، صاحب الكثير من الأغنيات الشهيرة مثل: "الحاصودي" و"عذاب الهوى"، و"راجع عالديرة"، "يا حادي العيس"، و"تمشي الهوينا"، التي لاقت شهرة محلية وعربية كبيرة.
اشتُهر شحادة، بعشقه للون الساحلي الجبلي، المستوحى من البيئة الخلابة للساحل السوري، فعاد إلى إرث قريته "بكراما" في ريف اللاذقية، وبدأ يؤسس على تراث المنطقة الفني، لوناً عصرياً من التراث، حاز على إعجاب الشباب بشكل كبير.
وسحرت كلمات شحادة، الكثير من المطربين العرب النجوم، فغنى من أشعاره، جورج وسوف، وديانا حداد، وعاصي الحلاني، وأيمن زبيب، وملحم زين وغيرهم.
كما اعتنى شحادة، بتأليف مواويل العتابا التي تسابق الفنانون لغنائها، بدءا من الفنان الراحل بسام البيطار، وصولاً إلى عادل خضور وعلي الديك ووفيق حبيب وجلال حمادة وخضر حمشو، وغيرهم، ليرتفع بذلك رصيد شحادة من القصائد الشعبية والمواويل، التي اندمجت مع التراث وصارت جزءاً منه.
كتب شحادة الشعر منذ أن كان صغيراً، وانتبه لموهبته الأقرباء والأهل، فكان له حضور في الحفلات الشعبية واللقاءات العامة، ولقبه الجمهور بـ"شاعر الليل والجبل"، وبدأ نجمه يصعد، عندما تعاون مع الفنانين الشباب مثل علي الديك ووفيق حبيب.
وكانت القصيدة "الخبطة"، التي حققت لشحادة حضوراً عربياً واسعاً، هي "سمرا وأنا الحاصودي"، التي غناها علي الديك، فصار المطربون العرب، يغنونها في الحفلات والمهرجانات بناء على طلب الجمهور، حتى قيل إنها ضاهت قصيدته الشهيرة "لازرعلك بستان ورود"، التي غناها الراحل فؤاد غازي.
تمكن "شاعر الليل والجبل"، من ترك بصمة خاصة في الأغنية الساحلية الجبلية، فأضاف إلى رصيدها التاريخي شيئاً من خصوصيته في النص واللحن، حتى قال البعض إنه غير المزاج العام تجاه الفن الشعبي، وأخذه إلى أماكن جديدة نالت إعجاب الجمهور.
عُرف عن شحادة، مهاجمته الشرسة للأغنيات الهابطة، فكان يصفها بالإساءة للذوق العام، وتشويه الفن. لهذا ركز خلال مسيرته القصيرة زمنياً، الغنية إبداعياً، على إحياء التراث بأغنيات جديدة تؤثر في مخيلات الشباب ليتعرف إلى تراثه الوفير في الأغنيات الشعبية.
رحل الشاعر الشعبي، أحمد شحادة، عن 58 عاماً، لكن جعبته كانت مليئة بعشرات الأغنيات الشعبية التي غناها أشهر المطربين، إلى جانب عدد كبير من مواويل العتابا التي أضافت للأهازيج القديمة، لوناً مختلفاً وفضاء جديداً.