"معاناة وقيود".. شهادات جديدة عن تعامل طالبان مع نساء أفغانستان
Getty Images

"معاناة وقيود".. شهادات جديدة عن تعامل طالبان مع نساء أفغانستان

حاولت حركة طالبان، خلال العامين الماضيين، قمع النساء في أفغانستان، من خلال منعهن من العمل والتعليم، وإجبارهن على وضع الحجاب في الأماكن العامة.

وبحسب تحقيق نشره موقع "إنسايدر"، فرضت حركة طالبان في أغسطس 2021 على أصحاب المتاجر بالعاصمة كابول إزالة رؤوس العارضات البلاستيكية من واجهات محالهم أو التخلص منها نهائيا.

وناشد آنذاك أصحاب المتاجر طالبان بالسماح لهم بالحفاظ على تماثيلهم سليمة، فوافقت الحركة لكن بشرط تغطية رؤوس العارضات تماما.

وقال التاجر فيصل عزيزي، الذي يمتلك متجرا لبيع الملابس في أفغانستان لإنسايدر، إن طالبان أجبرت السكان المحليين على تشويه اللافتات التي تتضمن صورا لعارضات أزياء، قبل حظر العارضات البلاستيكية.

وأشار عزيزي إلى أن طالبان تعتقد أن التماثيل والدمى التي تأتي على هيئة بشرية محظورة تماما، مدّعين أنها "محرمة" وفق تفسيرهم للشريعة الإسلامية.

"حتى في ظل الأنظمة الأفغانية الأكثر تحفظا، كانت العارضات جزءا لا يتجزأ من المشهد الحضاري"
أستاذ جامعي أفغاني

تضاريس المرأة مسيئة

وبهذا الخصوص، يرى الأستاذ الأفغاني بجامعة "دارتماوث كوليدج" الأمريكية "بهار جلالي"، أن حركة طالبان تلجأ لتشويه العارضات كجزء من أيديولوجية متطرفة لمهاجمة الحريات الشخصية، هدفها طمس مظاهر الحياة الطبيعية في أفغانستان.

وأكد جلالي الذي فرّ من أفغانستان عام 1979: "حتى في ظل الأنظمة الأفغانية الأكثر تحفظا، كانت العارضات جزءا لا يتجزأ من المشهد الحضاري".

وأضاف: "طالبان تعتبر تضاريس وملامح النساء مسيئة وخطيرة".

"يحاول بعض التجار مطابقة غطاء وجه العارضة مع فستانها لجعلها تبدو وكأنها ترتدي قناعا، فوضع كيس بلاستيكي على وجهها يجعلها تبدو وكأنها رهينة مخطوفة".
تاجر أفغاني
Getty Images

ورق ألمونيوم وطلاء

لجأ العديد من أصحاب المتاجر في أفغانستان إلى استخدام ورق الألمونيوم أو الطلاء لإخفاء وجوه العارضات، بدلا من التخلص منها تماما، لقيمتها الباهظة.

ويقول عزيزي إن ثمن العارضة البلاستيكية الواحدة يتراوح بين 200 إلى 300 دولار.

وأضاف: "يحاول بعض التجار مطابقة غطاء وجه العارضة مع فستانها لجعلها تبدو وكأنها ترتدي قناعا، فوضع كيس بلاستيكي على وجهها يُظهرها وكأنها رهينة مخطوفة".

وأكد عزيزي في حديثه لإنسايدر أن التاجر مهما حاول تغطية وجه الدمية بشكل عصري، يظل هناك أثر سلبي على نفسية المتسوقين.

وقال: "المبيعات في متجري بأفغانستان انخفضت بنسبة 50 إلى 70% منذ أن فرضت حركة طالبان تلك القيود".   

Getty Images

ممنوع مغادرة المنزل دون رجل

من جانبها، تقول "مروة علي" وهي لاعبة كرة قدم أفغانية تبلغ من العمر 21 عاما لإنسايدر، "إنها ذات مرة ذهبت للتسوق مع شقيقها بالسيارة، إلا أن طالبان أجبرتها على ترك المقعد الأمامي والجلوس في المقعد الخلفي".

وأشارت مروة إلى أنها تفتقد الحياة السابقة، وتشتاق للذهاب إلى السوق بملابسها المريحة دون إجبارها على تغطية وجهها ورأسها.

طمس النساء

قال عزيزي إن توظيف المرأة في متجر ما أمر محفوف بالمخاطر في أفغانستان، ففي حال كشفت الحركة أن إحدى السيدات تعمل، فإنها حتما ستعنفها.

وأضاف: "لا يمكنك مجادلتهم، فهم يأتون إليك بالسلاح، ويضعونك في السجن دون اتباع أي إجراءات قانونية".

"كونك امرأة في أفغانستان فهذا يعني أنه لا حق لك في التعليم أو التوظيف أو التنقل أو حتى بعيش حياة طبيعية". 

وأكد عزيزي أن النساء العاملات يتعرضن لمضايقات كثيرة، فطالبان تفضل وضعهن جميعا في قفص، حيث لا يمكنهنّ الخروج.

وأنهى عزيزي حديثه مشيرا إلى أن طالبان ستنفذ خطتها بطمس النساء ومحي وجودهن في الأماكن العامة خلال السنوات القادمة. قائلا: "كونك امرأة في أفغانستان فهذا يعني أنه لا حق لك في التعليم أو التوظيف أو التنقل، أو حتى بعيش حياة طبيعية". 

يذكر أن حركة طالبان سيطرت على الحكم بأفغانستان في 1 مايو 2021، بعد انسحاب القوات الأمريكية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com