لماذا نشعر بالحاجة الملحة لقرص خدود الأطفال؟ (فيديو)

هل سبق لك، وأن نظرت إلى طفل صغير، وشعرت برغبة ملحة بقرص خدوده الطرية؟ أو ربما تقبيلها بشدة؟

يطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم "العدوانية اللطيفة"، وهي مصطلح علمي يُستخدم لوصف الاستجابة العاطفية التي يشعر بها الأفراد عند رؤية مشاهد أو أشياء تعتبر "لطيفة" بشكل مبالغ فيه. 

ويقول العلماء، إنه وعلى الرغم من أن اسم الظاهرة قد يوحي بالعنف، إلا أن العدوانية اللطيفة نوع من المشاعر التي تُعبر عن الحماس الشديد، أو الإعجاب، أو الإثارة التي تجعل الشخص يشعر بحاجة إلى التعبير عن نفسه بطريقة "غير تقليدية" ودون التسبب بالأذى.

 ارتباط "العدوانية اللطيفة" بالدماغ

وبحسب موقع "تايني بينز" المهتم بصحة الأطفال، أُثْبِتَت ظاهرة حاجة البشر إلى الضغط على الأشياء اللطيفة لأول مرة في دراسة أجريت في جامعة ييل الأمريكية عام 2015، والتي عرفت "العدوان اللطيف" بأنه الرغبة في الضغط على الأشياء اللطيفة أو سحقها أو عضها دون أي رغبة في التسبب في ضرر.

ثم نظرت دراسة نُشرت في Frontiers in Behavioral Neuroscience في كيفية تأثير العدوانية اللطيفة على نشاط الدماغ والسلوك.

وكان الغرض من الدراسة، بناء فهم للتفاعل العصبي وراء العدوان اللطيف في المقام الأول، حيث قاس الباحثون الاستجابات العصبية للمشاركين لمحفزات مختلفة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الأطفال من البشر والحيوانات.

وخلصت الدراسة إلى وجود صلة مهمة بين العدوان اللطيف والآليات العصبية لكل من "الأهمية العاطفية" و"معالجة المكافأة".

 

 

وبتفسير النتائج، قال الباحثون "بالنسبة للأشخاص الذين يميلون إلى تجربة شعور "عدم القدرة على تحمل مدى روعة شيء ما"، فإن العدوانية اللطيفة هي الطريقة الأمثل للتعبير". 

استجابة عصبية

وتشير دراسات أخرى إلى أن العدوانية اللطيفة قد تكون نتيجة لنشاط في مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بالعواطف، مثل القشرة الجبهية.

وهنا يقول العلماء إن "هذه الاستجابة قد تكون نوعًا من آلية التنظيم الذاتي لمساعدتنا على التعامل مع مشاعر الفرح المفرط". 

تعبير عن الحب

ويرى خبراء نفسيون أن العدوانية اللطيفة قد تكون وسيلة للتعبير عن الحب والعاطفة الشديدة بطريقة تتجاوز الكلمات. ويؤكدون "الشخص الذي يشعر بالعدوانية اللطيفة قد يعبّر عن مشاعره من خلال أفعال مثل الضغط أو العض بشكل غير مؤذ".