الفلسطيني حليم.. من ماسح أرضيات في برغركنغ لمالك أرقى المطاعم بماين الأمريكية
الفلسطيني حليم.. من ماسح أرضيات في برغركنغ لمالك أرقى المطاعم بماين الأمريكيةالفلسطيني حليم.. من ماسح أرضيات في برغركنغ لمالك أرقى المطاعم بماين الأمريكية

الفلسطيني حليم.. من ماسح أرضيات في برغركنغ لمالك أرقى المطاعم بماين الأمريكية

تناولت مجلة فوربس الاقتصادية قصة نجاح بطلها شاب فلسطيني لجأ للولايات المتحدة ليمضي سنوات في خدمة تنظيف المطاعم إلى أن أصبح مالكاً لمطعم فاخر وسط ولاية ماين الأمريكية.

ومع توجه الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لإغلاق أرض الأحلام  في وجه اللاجئين من أنحاء العالم، يشكل حليم قصة مغايرة لما يتم ترويجه عن أنهم جميعاً "إرهابيون"، تروي الصحفية إليزابيث ماكبرايد قصة عن الطموح الذي يرافق اللاجئين الفلسطينيين عند قدومهم لأرض الولايات المتحدة الأمريكية، والذين تقدر أعدادهم ب 75 إلى 85 ألفاً فقط يعيشون في ولايات أمريكا المختلفة، وفقاً لمكتب الإحصاء الأمريكي.

وتقول إليزابيث: بينما كنت أسافر عبر مدينة بورتلاند في ولاية ماين الأمريكية خلال عطلة عيد الميلاد المجيد، لاحظت مطعماً يقوم بتقديم مجموعة مثيرة للاهتمام من أطباق منطقة البحر الأبيض المتوسط بما فيها الحمص السوري، وكبة الجمبري من البرتغال، وبلح البحر من تركيا.

تناولت العشاء وسألت النادلة عن التنوع الغريب في قائمة الطعام،فأخبرتني النادلة أن مالك المطعم، حليم الدين، فلسطيني، وغالباً ما تميز الأطباق الفلسطينية قائمة المطعم.

وتقول: قمت بالتحدث إلى حليم، في قاعة الجلوس المصقولة في مطعمه الذي يحمل إسم "ثقة" في مدينة بورتلاند بولاية ماين وهي واحدة من أكثر المناطق حيوية لتناول وجبة العشاء في البلاد.

ما تم الكشف عنه كان قصة رائعة، فكانت رحلة حليم الطموحة في عالم الأعمال وتنظيم المشاريع، والتي كانت تسير بالتوازي مع خدمته في القوات العسكرية الأمريكية حيث تم إيفاده عشرات المرات في مهمات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وكانت لغته العربية تمنحه قيمة خاصة.

ويقول حليم:" بأنه واحد من سبعة أبناء، لعضو في قوة شبه عسكرية بريطانية عندما غادر فلسطين متوجهاً إلى الأردن عام 1948، مصطحباً معه زوجته وأبناءه ،بادر إلى فتح شركة نقليات إلى جانب امتلاكه لفندق صغير، وبعد أن تعرض الفندق لحريق قضى على كل ممتلكاته، قرر السفر إلى دولة الكويت حيث ولد حليم".

وعندما بلغ سن 72 قرر والد حليم البدء من جديد، وانضم إلى باقي أفراد عائلته الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة، كان حليم في سن الثامنة عندما انضم إلى الجالية الفلسطينية في مدينة شيكاغو.

الأطفال أكثر تكيفاً

وفي حديث حليم للصحفية قال : "أعتقد بأن الأطفال أكثر تكيفاً، وفي حالتي، لم استغرق وقتاً طويلا لأدرك أنني الآن في شيكاغو وليس في منطقة الشرق الأوسط،وتركز اهتمامي على تعلم اللغة الإنجليزية واستيعاب الثقافة الجديدة والاستفادة من كل الأمور الجيدة حولي،كانت هناك بعض الصعوبات في بعض الأحيان، وناضلت كثيراً حتى أحصل على القبول، وقد تأثرت كثيراً بعدد من الذين مدوا إلينا أيديهم وساعدونا على جعل هذا المكان موطناً جديداً لنا".

وكان أحد أفراد العائلة يمتلك أحد مطاعم سلسلة "برغر كنغ"، حيث قام حليم وشقيقته بالعمل في المناوبة المسائية ،وكان هذا أفضل جزء من اليوم، كما يقول حليم : "كان  يجب علي أن أبقى مستيقظاً حتى وقت متأخر، وكانت هذه من الأوقات القليلة التي تجتمع فيها العائلة، كنا نتحدث كثيراً ونلعب قليلاً طوال الليل".

وعندما بلغ حليم السابعة عشرة من عمره، ترك المدرسة وانضم إلى قوات المارينز، حيث تم إرساله إلى العراق.

وبعد أن أعفي من الخدمة، انتقل إلى "كارلسباد كاليف"، وأنشأ مطعماً صينياً باسم "تشوب ستيك شارلي"، والذي كما كان متوقعاً، فشل فشلاً ذريعاً،وفي الثالثة والعشرين من عمره وجد حليم نفسه مديوناً بحوالي 40 ألف دولار،فقرر استكمال دراسته إلى جانب إدارة المطعم أثناء الفترة المسائية.

وخلال حرب الخليج، عاد للإنضمام إلى المارينز وجاءت مهمة وحدته في شمال العراق، للمساعدة في إنشاء منطقة آمنة للأكراد، وساعدته لغته العربية في اكتساب مكانة خاصة.

وبعد عودته من العراق، أنهى حليم دراسته وحصل على شهادة في المحاسبة والمالية من جامعة ماساشوسيتس في بوسطن، وانضم إلى شركة "بوتنام للاستثمارات"، وعمل طوال 20 عاماً بجد ومثابرة، ليحصل في نهاية المطاف على ممتلكات بقيمة 3.3 مليار دولار".

محاولة لإحداث الفرق

تقاعد حليم في سن 48، وقرر هو وزوجته المنحدرة من عائلة لبنانية وعملت كذلك في مجال التمويل، على مساعدة أحد أبنائهما في فتح هذا المطعم في مدينة بورتلاند قبل عامين، واستثمرا ما يقارب 4 ملايين دولار في المشروع،وتدريجياً، تولى الزوجين الإدارة.

وقام الزوجان بإضافة مقهى للمطعم، الذي يدر أرباحاً مريحة وفق حليم الذي أكد قائلاً: "أعتقد بأن بورتلاند واحدة من أجمل المدن في الولايات المتحدة".

 والمطعم عبارة عن مكان يضم 300 مقعد، وحوالي 60 موظف، ويخدم حوالي من 40 إلى 50 ألف شخص سنوياً.

إلى جانب أعماله التجارية، حافظ حليم على علاقاته في الجيش،فقد تم تشغيله خمس مرات منذ حادثة 11/9, وتحول في نهاية المطاف إلى العمليات الخاصة.

وأثناء وجوده في العراق، وعندما كان الجنود يشتكون من الوجبات الجاهزة، عمل حليم على تعريفهم على المأكولات المحلية، وعلى رأسها الكباب،مؤكداً أن خدمته في الجيش إلى جانب مطعمه هي عبارة عن "محاولة لإحداث فرق".

ويشير حليم إلى أن أساسيات أطباق منطقة البحر الأبيض المتوسط في العموم متشابهة: الطماطم، واللحوم المطهوة ببطء، والكباب، والحلويات بنكهة العسل،كما يقوم حليم بتقديم أطباق من فلسطين المحتلة، حيث قدموا لإليزابيث أطباق الزيتون المخلل الحارة.

ومن الأطباق الفلسطينية، يقدم المطعم الكنافة النابلسية، وحساء الفستق الحلبي،كما عين حليم قبل شهرين لاجئ سوري للعمل في المطبخ الذي ساعد في إثراء القائمة الشامية للمأكولات.

ويساعد حليم أيضاً في الأعمال المسيحية الخيرية من خلال ترجمة برامجهم لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين والصوماليين على الاستقرار في مدينة بورتلاند.

ويشير حليم: "هناك أناس يقولون لي : لا يوجد هناك فلسطين، وأقول لهم، أنا من أصول  فلسطينية، وأعلم من هو فلسطيني ومن هو ليس كذلك"،مؤكداً أن هدفه ليس الفوز في أي جدال: "فقط مجرد الحديث عما هو مشترك بينا ، هناك الكثير من الأمور المشتركة بيننا أكثر من الاختلافات".

و تقول الصحفية عبر تقريرها في فوربس:" إن حليم وضع فلسطين على الخارطة في مدينة بورتلاند، حرفياً، حيث صار مطعمه المستلهم من وطنه فلسطين على خارطة المدينة ومن أهم الوجهات الترفيهية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com