هل تعرف ما هو السكر الممزوج بالدم؟ اسأل بيبسي وكوكا كولا

كمبوديا - لن يفكر سونغ كونغ في شراء علبة كوكا كولا أو بيبسي من متجر محلي في قرية نائية في كمبوديا، لأن دخله يبلغ نحو دولار ونصف في اليوم، وهو مال قليل يحتاج لتوفير كل سنت متبق منه لإعالة أبنائه الخمسة، الذين يتضورون جوعاً.

ورغم تحفظ كونغ في الإنفاق على المشروات الغازية، إلا أنّ منظمة أوكسفام الحقوقية والخيرية، تقول إنّ شركات مشروبات الكولا، تخطف بالفعل الطعام من أفواه أبنائه، في ظاهرة وصفتها بأنها "سكر الدم".

وفي تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، زعمت المنظمة أنّ مزرعة تزود شركات المشروبات الغازية بالسكر، سلبت الأراضي الزراعية من نحو 457 أسرة، تعتمد على زراعة السكر كمصدر رئيسي للدخل.

وقد وعدت شركتا كوكا كولا وبيبسي بالنظر في هذه المزاعم، وبعد إصدار تقرير أوكسفام اعترفت الشركتان بمشكلة الاستيلاء على الأراضي.

وفي أدغال جنوب شرق كمبوديا، يذكر كونغ بوضوح أحد الأيام من شهر مايو/أيار عام 2006 عندما وصلت جرافة وبدون مقدمات، من أجل تسوية حقول الأرز الخاصة بهم، وتحويلها إلى مزارع لقصب السكر.

وقال كونغ إنه زرع تلك الأرض منذ عام 1979، بعد سقوط نظام جماعة الخمير الحمر، والتي بسببها لقي ما يقدر بنحو 1.8 مليون كمبودي حتفهم في أقل من أربع سنوات.

وأضاف "قبل أن تأتي مزارع السكر، كانت الحياة جيدة، وكنت أستطيع توفير بعض المال لعائلتي.. أما الآن، فأصبحت أصطاد الأسماك، وأكافح للحصول على ما يكفيني يوما بيوم".

وتقول أوكسفام في تقريرها "رغم الكثير من السكر إلا أنه لا شيء حلو في ذلك الأمر.. فالسكر يباع إلى شركة أوروبية تزود شركة كوكا كولا وشركة بيبسي بالمحلي الطبيعي.. لإنتاج مشروبات غازية جعلت أرباح كوكا كولا تبلغ نحو 10.8 مليارات دولار، وأرباح بيبسي 8.3 مليارات دولار في عام 2012".