العراقيون يتناولون المسكوف على إيقاع المفخخات
العراقيون يتناولون المسكوف على إيقاع المفخخاتالعراقيون يتناولون المسكوف على إيقاع المفخخات

العراقيون يتناولون المسكوف على إيقاع المفخخات

العراقيون يتناولون المسكوف على إيقاع المفخخات

بغداد- ( خالص) من عدي حاتم 

على الرغم من عشرات التفجيرات ومئات القتلى االذين تودعهم العاصمة العراقية يومياً، إلا أن الانهيار الأمني وغياب الاستقرار، لم يمنع البغداديين من ممارسة حياتهم العادية، ولم يغير كثيراً من طقوسهم الليلية. 

مساء الإثنين وبعد أن ضربت بغداد عشرات التفجيرات وسقط عشرات الضحايا، كان أهم شوارع بغداد "شارع أبو نواس" وكأنه في بلد آخر، إذ اكتظت مطاعمه ومقاهيه بالرواد غير أبهين بالاستهداف المتكرر للمقاهي من قبل المسلحين والانتحاريين، رائحة "السمك المسكوف" وهي الأكلة العراقية الأشهر، ودخان "الأراكيل " كانت تعلو على دخان التفجيرات والمفخخات، لتجذب ليس فقط البغداديين أوالعراقيين من المحافظات الاخرى وانما حتى العرب والاجانب المقيمين في هذا البلد . 

ويبدو أن طقوس "شارع أبو نواس"، الذي يقع على الضفة الشرقية من جهة الرصافة من نهر دجلة، و يمتد بين جسر الجمهورية في منطقة الباب الشرقي والجسر المعلق في منطقة الكرادة الشرقية، لم تتغير كثيراً بسبب العنف الدائر منذ 10 سنوات، فأغلب مطاعمه ومقاهيه عادت إلى العمل منذ عام 2009 . 

الصحافي العراقي ياسر السالم يعتقد أن سبب عدم اكتراث الناس بالتفجيرات وخروجهم للسهر، يعود إلى "كونهم سئموا الخوف، ولم يعد يهمهم كم يعيشوا المهم أن يعيشوا كل ساعة وكأنها الأخيرة، وكل يوم وكأنه آخر يوم في العمر".

ويضيف السالم وهو ينفث دخان أركيلته أن "الإرهاب وعمليات القتل والتفجيرات و السيارات المفخخة دخلت إلى البيوت والمدارس والمستشفيات، وضربت كل شبر من أرض العراق، لذلك فلا يوجد مكان آمن وليس هناك مكاناً للاختباء، لهذا فإن الأفضل أن نعيش عمرنا الذي بات قصيراً جداً ونستمتع بكل لحظة منه قبل أن يتم خطفه على يد الإرهاب الأعمى". 

سيدة عراقية تجاوزت العقد الخامس من عمرها كانت تجلس مع أسرتها في حدائق الشارع ، قالت لـ"ارم"، إن " إرادة الحياة لدى العراقيين لم تنكسر بعد، رغم شلالات الدم المستمرة، إننا شعب يحب الحياة ولن يتمكن مجموعة من القتلة والظلاميين والطائفيين الانتصار على إرادتنا بسهولة". 

وسُمي هذا الشارع على إسم الشاعر العباسي ابو الحسن بن هاني الحكمي الذي توفي في بغداد عام 198هـ(813 م).

وتقدم المطاعم الممتدة على طول الشارع العديد من الوجبات العراقية الأخرى مثل "التكة والكباب والقوزي على التمن"، لكن يبقى الاختصاص والميزة الرئيسية لمطاعم شارع ابو نواس هو "السمك المسكوف" الذي له طقوس خاصة وطويلة، إذ لايباشر في أعداد السمك الا بعد أن يطلب الزبون ذلك، ويختار بنفسه السمكة وهي مازالت حية في حوض الماء، ليتم بعد ذلك إخراجها من الحوض ومن ثم نصبها بالقرب من موقد نار لتبقى من ساعة إلى ساعة ونصف قبل أن تنضج وتصبح جاهزة للأكل . 

لكن ومع أن الشارع ينبض بالحياة الا أن هناك بعض المعالم التي غابت عن هذا الشارع الذي كان معروفاً بنواديه الليلية وأماكن السهر التي مُنعت مثل ما مُنع تقديم المشروبات الروحية مع "السمك المسكوف". كما أن حظر التجوال المفروض على بغداد، الذي يبدأ عند الساعة 12 ليلاً، أثر هو الآخر على طقوس هذا الشارع، إذ أصبح رواده يأتون باكراً وقبل حتى غروب الشمس، ويغادرونه قبل الساعة الحادية عشرة بتوقيت بغداد، فيما كان يبدأ ليله بعد الساعة العاشرة مساءً، ويستمرون حتى بزوغ خيوط الشمس الأولى .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com