الإسعاف الإسرائيلي: 10 إصابات جراء إطلاق الصواريخ على حيفا وطبريا من بينها إصابات خطيرة
اصطدمت آلات الحفر والجرافات عام 2005، بأحجار ضخمة، وللوهلة الأولى اعتقد المهندسون المشرفون على حفر نفق "باب شرقي" بدمشق، أنها صخور عادية، ولكنهم اكتشفوا أنها جزء من معالم أثرية ضخمة، فتوقفوا عن العمل، واستُدعيت مديرية الآثار.
الدكتور ميشال مقدسي مدير التنقيب في مديرية الآثار صرح حينها لوسائل الإعلام، أن ما اكْتُشِف هو برج أيوبي يعود إلى عام 1237م، ولكن باحثين آخرين قالوا إن هذه فرضية غير مؤكدة؛ لأن بعثات التنقيب لم تعمل في المكان، خاصة بعد أن فُضِّل استكمال النفق، على حساب البحث الأثري.
وتسبب الاكتشاف الجديد، بجدل بين المهتمين بالآثار، فكتب الباحث "آرا سوفاليان"، دراسة تقول إن ما اكْتُشِف، ربما يكون هو الباب الشرقي الحقيقي لدمشق، الذي دخل منه خالد بن الوليد، لأن الباب الحالي، لا يتمتع بالحماية وليس قادرًا على صد الأعداء.
غموض يثير التكهنات الشعبية
المخيلة الشعبية، اجتهدت هي الأخرى بتفسير الاكتشاف الجديد، فقال بعضهم إنه إشارة إلى حدث كبير قد يحصل، ورأى آخرون أنه مكان مبارك، مليء بالطاقة الإيجابية، وعلى المرضى والحزانى، زيارته لاستعادة العافية والتوازن.
تفاقمت التفسيرات، حول طبيعة المنشأة المكتشفة، التي يتصدرها حائط مبني بصخور ضخمة، يمتد 20 مترًا، لا يمكن اختراقه إلا بمعدات كبيرة، صار من الصعب استخدامها بعد افتتاح النفق.
ويؤكد حارس نفق المشاة الموازي لنفق السيارات في باب شرقي، لـ"إرم نيوز"، أن النفق يغلق يوميًّا بعد أن يحل الليل، وأن كثيرين يأتون لزيارة الجدار الضخم المكتشف، إذ يمكن النزول إليه بدرج، ولكن الظلام في الأسفل، يثير توجس الزوار، وبعضهم يغير رأيه في النزول.
يعرف الناس، أن دمشق تتربع على سبع طبقات من الحضارات، ولكنهم يعتقدون أن كل طبقة، تحمل أسرارها وغموضها الذي يمكن أن يكون مفاجئًا في تأثيراته إذا ما أميط اللثام عنه.
الباحث التاريخي، الدكتور إبراهيم خلايلي، أكد لـ"إرم نيوز"، أن التفسيرات الشعبية، لا تستند إلى أساس علمي، بل إلى أساطير متوارثة ومعتقدات شخصية، لا تهم البحث الأثري.
ويضيف خلايلي: "المعلومات المتعلقة بعمارة دمشق القديمة، ضئيلة جدًّا، ولكن الآثار الآرامية واليونانية والرومانية ثم النبطية والبيزنطية والإسلامية، تحضر جميعها في دمشق".
يخبرنا حارس النفق، أن هناك امرأة تأتي كل فترة إلى الجدار الذي اكْتُشِف حديثًا، فتنزل السرداب، ثم تشعل شمعة وتجلس مدة من الوقت، ثم تذهب.
انتظرنا زمنًا طويلًا، ولكن المرأة لم تأتِ، فاتفقنا مع الحارس أن يتصل بنا عند قدومها، كي نعرف سرّ نزولها إلى السرداب، المرأة لم يكن لديها يوم معين تأتي فيه، ولم يكن أمامنا سوى انتظار اتصال من الحارس كي نحل اللغز.
الدكتور خلايلي، يعتقد أن الجدار الضخم المكتشف، ربما يعود للفترة الأيوبية، تبعًا لعمق المكان وبعده عن سطح الأرض، ولكن التنقيب في دمشق القديمة لكشف تفاصيلها التاريخية جميعها، صعب جدًّا؛ لأن الحضارات المتعاقبة تتوزع ضمن طبقات عميقة لا يمكن الوصول إليها.
ويضيف خلايلي: "عمر دمشق مئات الألوف من السنوات، ويدلنا على ذلك المكتشفات الأثرية في التلال المحيطة بها، مثل تل أسود وتل الغريفة، وتل الخزامى، والرماد والبحارية وحوش الصالحية".
ويشير خلايلي، إلى أن المعتقدات الشعبية، تتركز حول وجود كثير من الكنوز تحت مدينة دمشق، وقد تسبب ذلك بأعمال حفر غير شرعية، تمت بحثًا عن الذهب والعملات القديمة.
بعد أيام، تلقينا اتصالًا من حارس النفق، يقول فيه إن المرأة الغريبة حضرت كعادتها، ونزلت في السرداب باتجاه السور القديم، هرعنا إلى المكان، لنلحق بها قبل أن تغادر.
رمقتنا المرأة بنظرات فيها كثير من الريبة، وحذرتنا من تصويرها أو تناول المكان بشكل سلبي؛ لأن هناك طاقة كبرى قد تتحول إلى لعنة تلاحقنا، إذا ما فعلنا ذلك.
تقول تلك السيدة المجهولة، إن ما يضمره الإنسان، هو ما يحدد طبيعة الطاقة التي ستلاحقه من هذا المكان التاريخي، وتؤكد أن قدومها إلى هنا، كان السبب في شفاء ابنها من المرض.
الباحث التاريخي الدكتور عبد الوهاب أبو صالح، يرى أن المعتقدات الشعبية والشخصية للأفراد، قد تضفي على الأشياء خيالات كثيرة لا علاقة لها بالواقع، وقد تلعب المصادفة دورًا في زيادة قناعة الأشخاص بتلك المعتقدات.
ويضيف أبو صالح: "التاريخ، هو المستندات والرقيمات والمعالم المكتشفة بشكل محسوس وملموس، أما التفسيرات الماورائية، فهي موضوع آخر لا علاقة له بالعلم".
نعود أدراجنا، محترمين إرادة المرأة الغامضة، فنحدق بالأحجار القديمة، ونتحسس تفاصيلها بأصابعنا، المكان موغل في القدم، والحكايات القابعة خلف ذلك السور، لن تكشف قبل عمليات تنقيب ضخمة.. للمكان رهبته هنا، كأنه يتحدث.