لن أقع في الحب مرة أخرى
لن أقع في الحب مرة أخرىلن أقع في الحب مرة أخرى

لن أقع في الحب مرة أخرى

شبه المحلل النفسي الفرنسي بوريس سيرولنك، الرجالَ والنساء الذين لا يرغبون في التعرض مرة أخرى لحروق الشغف العاطفي، بالمصابين على الطرق وهم يصرخون: "لا تلمسني! "، مضيفًا، أن هؤلاء الرجال والنساء يتبنّون موقف الدفاع المُسكّن.

ويطلق على هذه الآلية الدفاعية صفة "اليقظة الجليدية". "لأن الحب الذي يتعرض للخيبة هو ألم عظيم، والكثير يسعون لتفاديه عن طريق التجلد العاطفي".

مشطور إلى نصفين

لويس (39 عامًا) يتذكر الشعور الذي استولى عليه عندما تخلت عنه جيرالدين بين عشية وضحاها بعد 4 سنوات من العيش معًا. حيث يقول، إنها تخلت عنه بعد أن تلت عليه قائمة شاملة بأخطائه وفشله، بما في ذلك من الناحية الجنسية. "لقد أحسست أنني مشطور إلى نصفين. كان جزء مني يسجل كجهاز كمبيوتر، في حين أصبح الجزء الآخر كتلة خرسانية. من الصعب التعبير، كما لو شعرت أنني أصبحت تمثالًا. لم أعد أستطع الكلام، وأحسست أني قد سُحقت سحقًا بفعل الخيانة والقسوة. قضيت شهرًا في هذه الحالة، دون الرغبة في أن أشعر بأي شيء".

استجابة بقاء

تقول المحللة النفسية مارتين تيلاك، إن رفض الحب كعاطفة مؤلمة أمر طبيعي في البداية. فهذا الرفض استجابة بقاء مثل مرحلة الحزن تمامًا. مشيرة إلى أن "الجرح الناتج عن الحب هو أيضًا جرح بسبب عزة النفس، أما وسائل الإصلاح النفسي النرجسي فهي تختلف وفقًا للعامل النفسي والوجداني لكل فرد".

عدم التعرض للحب مرة ثانية

النفسية الدونجوانية وفرط الاستثمار المهني، والنشاط الاجتماعي المفرط، أو الانطواء العاطفي هي سلوكات تسبب ردود فعل مختلفة. فالنساء أكثر ميلاً للجوء إلى الكلام، فيما الرجال أكثر ميلاً إلى اللجوء للعمل، ولكن يبقى الهدف النهائي متشابه، ألا وهو عدم التعرض للألم العاطفي مرة أخرى.

إلى أي مدى يمكن أن يستمر الألم؟

إذا كان تجميد العواطف لإسكات المعاناة، هو ردة فعل صحية، فإن تسجيل هذا السلوك واستمراره عبر الزمن يمكن أن يصبح ضارًا.

حالة كاثرين

تعترف كاثرين (42 عامًا) بأن التخدير العاطفي قد أضحى مفيدًا في البداية، حيث تقول،" كانت فترة للتنفيس وجمع أفكاري"، إلا أن قرارها بعدم الوقوع في الحب مرة ثانية ما لبث أن بدأ يوترها تدريجيًا. "لقد أصبحت ساخرة، وحذرة. أما شغلي الشاغل فكان أن لا أنخدع مرة أخرى. أصبحت عدوانية وفي حالة تأهب، وهكذا صار يقيني أنني لن أخاطر بالعثور على الحب ما دمت لم أعد مهمة لأي شخص".

وتضيف كاثرين أن، "مناقشة مع صديقة فتحت عيني. لقد قررت أن أعيد بناء ثقتي بنفسي، أي أن أستعيد ثقتي بالحياة".

الخطوة الأولى نحو الشفاء

تقول المحللة مارتين تيلاك، "لا بد من البدء بتقبل الألم، فهي الخطوة الأولى التي تمكن من التحرك نحو الشفاء. إنه من الخطر على الشخص المعني أن يكمَم عواطفه وانفعالاته. لأن إنكار العواطف لا يلغيها. الترحيب بالمعاناة وتقبلها يساعد في التخفيف من حدتها، بينما مقاومة المشاعر ستؤدي إلى عنف إضافي.

دلالة الألم

"ولمّا يَخِفّ الألم، من المفيد أن يحاول الشخص المتألم أن يفهم دلالة ألمه. لأنه إذا كان تعذيب النفس بأسئلة لا طائل منها سوى جلد الذات، عقيمًا ومؤلمًا، فإن محاولة تقدير المسؤولية في قصة الحب الفاشلة قد يكون مفيدًا. "فليس كبح العواطف لبعض الوقت هو المضر، ولكن المضر هو ممارسة سياسة النعامة وعدم استثمار هذه الفترة لمحاولة رؤية الذات بصورة أكثر وضوحًا".

قشة هشة تخفي بركانا

يقول المحلل بوريس سيرولنيك، "إن الجليد الذي يغطي مشاعر أولئك الذين قرروا حماية أنفسهم من الحب ليس سوى قشرة هشة. وفتحة هذه القشرة ليس البركان بعيدًا".

العودة للحياة

ويختتم المحلل سيرولنيك، أننا نستطيع أن نذيب هذا الجليد، ولكن ليس كيفما اتفق ولا مع أيٍّ كان. من المهم أن يقوي الشخص نفسه داخليًا، وأن يصلح بما فيه الكفاية جروحه النرجسية الناتجة عن الفشل في الحب.

وتابع، "لأن الشخص الذي يتعلم الحب من جديد، يعني أنه تعلم كيف يحب ذاته أوّلاً. وأن الكف عن التقليل من قيمة ذاته، هي الخطوة الأولى نحو الشفاء والعودة للحياة الطبيعية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com