مجلة أردنية تتحدى الصورة النمطية للمثليين في العالم الإسلامي
مجلة أردنية تتحدى الصورة النمطية للمثليين في العالم الإسلاميمجلة أردنية تتحدى الصورة النمطية للمثليين في العالم الإسلامي

مجلة أردنية تتحدى الصورة النمطية للمثليين في العالم الإسلامي

ألقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على أول مجلة عربية أردنية متخصصة في شؤون المثليين، في محاولة لمكافحة التحيز، والصورة النمطية للمثليين في العالم العربي، وكذلك العالم الغربي.

تم إصدار العدد الأول من مجلة " ماي كالي"، التي تصدر على الإنترنت باللغة العربية في شهر مايو، بعد أن كانت تصدر باللغة الإنجليزية، لمدة تزيد على ثماني سنوات.

وصرح خالد عبد الهادي، مؤسس مجلة ماي كالي لموقع "غاي ستار نيوز" الإخباري قائلاً: "على مدار السنين، طالبنا العديد من القراء، بنشر المجلة باللغة العربية، إذ إنه على الرغم من كونها المجلة الأولى، التي تتحدث عن المثليين والمتحولين جنسيًا بجانب إصدارات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن لغة المجلة لا تعكس جغرافية المكان الذي تمثله، كما أنه من غير العدل ألا يستطيع متحدثو اللغة العربية قراءتها".

تم نشر العدد على غلافين منفصلين باللغة العربية واللغة الإنجليزية، كل غلاف منهما، يحتوي على صورة مختلفة ليارا قاقيش، لاعبة فنون الدفاع عن النفس التي تعمل على إعادة تعريف ماذا تعني أن تكون المرأة أردنية، ولكن بعض المقالات لا تظهر في كلا الإصدارين، فهناك تساول في الإصدار باللغة الإنجليزية فقط: "ماذا نفتقد عندما يتعلق الأمر بالمواعدة عن طريق الإنترنت؟"

بينما تشهد النسخة العربية، تقريرًا حول زواج رجل دين أردني فر من بلاده، ويواجه تهديدات بالقتل، بسبب كونه مثلي الجنس، ومقالا حول نشطاء حقوق الإنسان في المنطقة.

كما يوجد مقال مثير للاهتمام، للكاتب والفنان العراقي الشاب، موسى الشديدي، الذي تساءل بشجاعة، ولكن بحذر، مرارًا وتكرارًا، حول ما إذا كانت المطربة المصرية، أم كلثوم مثلية الجنس.

وتذهب ماي كالي لأبعد من المقالات التي تتعلق بالمثليين، من خلال مقالات حول الثقافة البديلة، وثقافة البوب في العالم العربي وحقوق المرأة، وهناك أيضا لقاءات مع فنانين، وغيرهم ممن يدعمون مجتمع المثليين، جنبًا إلى جنب مع أعضاء بارزين في هذا المجتمع.

ويعود نجاح المجلة إلى عبد الهادي، فعلى الرغم من اللقاءات العديدة التي أجراها في الصحافة الدولية، لم يتم الكشف عن الكثير من حياته الشخصية، لكنه أيضا على استعداد ليكون قدوة، وأن يظهر بشكل علني، كما تم تصويره من أجل الظهور على غلاف المجلة، وقد حملت المجلة الاسم المستعار "كالي".

راودت فكرة المجلة، ذهن عبد الهادي، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وقد اتفق هو وزملاء له في الجامعة، على انشاء وسيلة إعلامية لمحاربة الخوف من المثلية الجنسية (الهوموفوبيا)، ودعم إباحة ممارسة الجنس للمثليين، والاعتراف القانوني بالأشخاص المتحولين جنسيًا، وتمكين الشباب المثليين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لكن منذ شهرين، تم قتل زولهان منان، رئيس تحرير مجلة، مثليي الجنس الوحيدة في بنغلاديش، بوحشية من قبل متشددين إسلاميين. وأشارت الصحيفة إلى أن كلاً من بنغلاديش والأردن، يتشاركان نفس الشيء، فكلاهما دولة مسلمة.

ويتحدث كالي عن المخاطر التي يواجهها، إثر انشائه أول مجلة لمثليي الجنس في العالم الإسلامي، والتهديدات من قبل داعش.

وأخذ في وصف الفظائع التي يعرفها الجميع، ففي إيران والمملكة العربية السعودية واليمن، تعاقب المثلية الجنسية بالإعدام، وفي مصر، يتم القبض على المثليين بتهم ملفقة وانضمامهم المزعوم لطوائف معينة، أما في سوريا والعراق، فقد تعرضت هناك حالات من المثليين لإطلاق النار في الشارع.

في الواقع، يجب على المثليين والمثليات في العالم العربي أن يناضلوا ليس مع القوى المحافظة والهوموفوبيا في وطنهم فحسب، بل مع الإسلاموفوبيا والعرب- فوبيا من الخارج، كما يجب عليهم النضال مع التحيزات والصور النمطية عنهم في العالم العربي، وكذلك مع الصورة النمطية الغربية عن الشواذ العرب كبدائيين، وكضحايا لا صوت لهم، كما أضاف عبد الهادي أنه يوجد حس قوي للثقافة الغربية الإمبريالية في الأردن.

وقال: "هناك هيمنة لنظرية الشواذ، فنحن بحاجة إلى التفكير حول ما إذا كانت هوية المثليين هي مجرد فكرة أخرى فرضها الغرب على المجتمع العربي، والنظر فيما إذا كان لدينا أو ما إذا كنا قادرين على احتواء أشكال الهوية الفريدة في العالم العربي، وفي مقابلة مع موقع فايس دوت كوم، أكد عبد الهادي ضرورة النظر إلى الوراء عبر التاريخ، في محاولة لتطوير شيء ما في الوقت الحاضر".

وبحسب الصحيفة، فإن الواقع ليس شديد السواد والبياض، فقبل أيام قليلة من صدور الطبعة الجديدة للمجلة، تم إلغاء حفل موسيقي لمشروع ليلى في عمان. وكانت فرقة الروك اللبنانية، أدت عروضًا في العاصمة الأردنية أكثر من مرة في الماضي، ولكن المحافظين حاولوا منعها بسبب المحتوى المثير للجدل الذي تقدمه حول الحب من نفس الجنس.

وفي تلك الأثناء، يتبين أن الجنس المثلي، كان قانونيًا في الأردن منذ العام 1951، وعلى سبيل المقارنة، أشار إدوارد سيدونس في مقابلة مع عبد الهادي لمجلة آي دي، إلى أن المثلية الجنسية ظلت محظورة في بريطانيا "المستنيرة والمتحررة" حتى العام 1982.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com