اكتشاف أثري ضخم في الأردن

نجح علماء آثار، في اكتشاف نصب تذكاري ضخم، تحت رمال مدينة البتراء الأثرية في الأردن، من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية، لمسح المدينة القديمة.

وبينما تقوم الأقمار الصناعية بعملية المسح، كشفت عن وجود منصة ضخمة، بقياس 56 مترًا طولاً و49 مترًا عرضًا، مع منصة داخلية مرصوفة بالبلاط، وصف من الأعمدة على جانب واحد، ودرج تنازلي عملاق إلى الشرق، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ووجد هيكل أصغر، أبعاده 8 أمتار ونصف متر، موجود فوق ساحة المنصة الداخلية، وبابه يفتح باتجاه الدرج، كما وجدت بجانب هذا الهيكل أوانٍ فخارية، تشير إلى أن عمر الهيكل قد يناهز 2150 عامًا.

وقال الباحثون، إنه رغم وقوع النصب التذكاري بالقرب من مركز المدينة القديمة التي بناها الأنباط "البتراء"، فإن الغريب أنه مخفي ويصعب الوصول إليه، ولكن يتميز ذلك النصب بأنه لا مثيل له، لا في البتراء نفسها، ولا في مناطقها النائية حاليًا.

ومن جانبه، قال عالم الآثار كريستوفر تاتل، الذي عمل 15 عامًا في البتراء، وشارك في كتابة البحث: "على حد علمي لا يوجد مثيل لهذا في مدينة البتراء".

وأكد تاتل، على تعاونه في البحث مع سارة باركاك، التي تصف نفسها بأنها "عالمة آثار فضائية" من جامعة آلاباما في برمنجهام الأمريكية، والتي استخدمت صور القمر الاصطناعي لإجراء مسح للمنطقة.

فيما قالت باركاك "البتراء موقع أثري ضخم، وأطلقنا على المبنى المكتشف اسم (المختبئ على مرأى الكل)، وذلك لأنه رغم وقوعه على بعد أقل من كيلومتر واحد جنوب مركز المدينة، إلا أن جميع أعمال المسح السابقة لم تكشفه".

ونشر الاكتشاف في نشرة المدارس الأمريكية للأبحاث الشرقية، وقال الباحثون إنه رغم عدم نيتهم حاليًا حفر الموقع، إلا أنهم يأملون أن يحظوا بفرصة جديدة للعمل هناك في المستقبل.

وتقع البتراء الآن، جنوب الأردن، وتم بناؤها بعد جمع النبطيين ثروة كبيرة، من خلال التجارة مع الإغريق والفرس حوالي عام 150 قبل الميلاد.

فيما بعد، سيطرت الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية على المدينة، ومع ذلك، لاتزال آثارها ومعالمها الشهيرة شاهدة على من بنوها وأسسوها من النبطيين الذين نحتوا الصخر وشكلوا منه منحدرات ووديانًا.

وفي حوالي القرن السابع، هجرت ونسيت المدينة، ولم يتم اكتشافها حتى العام 1812، من قبل المستكشف السويسري يوهان بوركهارت.