الشابات الأفريقيات يتمسكن بالتقاليد والجذور
الشابات الأفريقيات يتمسكن بالتقاليد والجذورالشابات الأفريقيات يتمسكن بالتقاليد والجذور

الشابات الأفريقيات يتمسكن بالتقاليد والجذور

بعد أن كانت ترتدي السروال الجينز والقميص المزرر والحذاء ذا الكعب، جلست الشابة بكل فخر، واضعة بحزم يدها تحت ذقنها لتبرز وجهها ولفت الأقمشة الحريرية الملونة بعناية حول صدرها، في حين ضوء الاستوديو والخلفية الذهبية عكسا لون بشرتها. وقد برزت الوشوم القبلية الصغيرة على جسدها العلوي، وتزين عنقها ومعصميها بطبقات من الخرز والمجوهرات.

تعد جوانا شومالي، وهي مصورة من ساحل العاج، سبب هذا التحول. وتعمل شومالي على توثيق ارتداء المرأة الأفريقية العصرية للملابس التقليدية الخاصة بأسرهن. وقالت هذه الصور تسمح لها بإعادة الاتصال مع تاريخ عائلاتهن بطريقة مادية.

وقالت: "حتى إذا كنا لا نتحدث اللغة أو لا نذهب إلى القرية كل يوم، فنحن ما زلنا افريقيات". وأضافت السيدة شومالي: "اعتقد ان الوقت قد حان لإعادة تعريف ماذا يعني أن تكون افريقيا."

وذكرت صحيفة ذي تايمز البريطانية أن الدافع وراء تجربة شومالي جاء من تجربتها الخاصة. فالسيدة شومالي (41 عاما) قد ولدت ونشأت في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لـ ساحل العاج وهي أكبر مدينة في غرب افريقيا ناطقة باللغة الفرنسية من حيث عدد السكان. وقد ذهبت للمدارس الدولية واحيطت بطلاب من جميع أنحاء العالم.

لكن على الأقل مرة واحدة في السنة ، تذهب عائلتها إلى ادوا، تلك البلدة الصغيرة في جنوب شرق البلاد، لزيارة جدتها،ايتين امالان لويز. ولأن الزيارات كانت قصيرة، كثيرا ما كانت تشعر السيدة شومالي كثيرا بعدم اتصال ثقافي مع جدتها، حيث لم يكن سكان القرية يتحدثون نفس اللغة أو لديهم تجارب حياتية مشتركة. وفي حين أن السيدة شوميلي حصلت في نهاية المطاف على وظيفة رفيعة المستوى في وكالة إعلانات، قضت جدتها حياتها في القرية تعمل بالزراعة والتجارة.

وعند وفاة جدتها في العام 2001، أدركت شوميلي كم كان من الممكن لتاريخ عائلتها أن يضيع، حيث لم تكن باستطاعتها التحدث مع جدتها الراحلة عن حياتها.

وقالت :" لقد شعرت بأن جزءا مني سيذهب وأن جزءا من عائلتي يتلاشى. فلوقت طويل، شعرت بالذنب, وشعرت بأني لست أفريقية لعدم قدرتي على تحدث اللغة".

وفي سلسلة صورها، "مرونة"، والتي تم عرضها مؤخرا في مهرجان فوتولوكس في لوكا بإيطاليا تحت برعاية مؤسسة الفنان الأفريقي، سعت السيدة شوميلي لتوثيق المرأة العاملة الأفريقية الشابة المهنية، واللائي كن معظمهن من ساحل العاج، وعانين مع الشعور بالذنب العالق بضمائرهن من عدم القدرة على التواصل مع الماضي التقليدي لأسرهن. وعلى مدار عدة أشهر، تطلبت كل جلسة تصوير بحثا مكثفا على التفاصيل المحددة لشكل الملابس والمجوهرات والبشرة والشعر الذي يجب ان يكونوا عليه بناء على القبيلة التي تنحدر منها العائلة.

على مدار سلسلتها "مرونة"، بدأت النساء في الوصول إليها من اجل المشاركة. فمن بين ما يزيد عن 30 امرأة، جاءتها طالبة تدرس في فرنسا إلى الاستوديو مع والدتها وهي ترتدي تنورة قصيرة وحذاء رياضي. وكانت تلك السيدتان تنحدران من العائلة المالكة في غراند باسام، وهي المدينة التي كانت لفترة قصيرة العاصمة التابعة للاستعمار الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر. وكانت قد طلبت من الملك غراند باسام ان كان بامكانها ارتداء زي جدتها العظمى من اجل حضور جلسة التصوير.

وأشارت السيدة شومالي إلى أن الأم كانت عاطفية جدا. واضافت: "نحن لا نعرف حتى لماذا بكينا، لكن الطاقة كانت خاصة جدا. فأنا أشعر أنهن شعرن بنفس الشعور الذي احسست به، فكنت مرتاحة وانتابني نوع ما من الاطمئنان حول كونهن أيضا جزءا من ثقافتهم ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com