تابو الجنس يثير جدلًا بين الأردنيين
تابو الجنس يثير جدلًا بين الأردنيينتابو الجنس يثير جدلًا بين الأردنيين

تابو الجنس يثير جدلًا بين الأردنيين

ما يزال قرار محافظ العاصمة الأردنية عمان منع الحفل الغنائي لفرقة "مشروع ليلى" الغنائية اللبنانية في المدرج الروماني، الذي كان مقرراً يوم الجمعة القادم، يثير ردود فعل متباينة في مجتمع محافظ بطبيعته.

محافظ عمان خالد أبو زيد قال إن أسباب الإلغاء جاءت كون أغاني الفرقة مخالفة لقيم وأفكار ديننا الحنيف، ولعادات وتقاليد المجتمع الأردني.

وأضاف: "إن الفرقة تتطرق في أغانيها لكلمات مخالفة كـ "شرب دم من قلب الغزال"، و"رح غطس كبدي بالجن باسم الأب والابن" وغيرهما من العبارات.

بيان للفرقة  

الفرقة اللبنانية التي تدعو للحرية والمساواة الجنسية خرجت اليوم ببيان جاء فيه: " يؤسفنا إبلاغكم أننا لن نستطيع عرض حفلة "ابن الليل" التي كانت ستعقد يوم الجمعة 29 نيسان 2016 في المدرج الروماني  في عمان.

لقد  تلقينا خبر سحب رخصة العرض  لحفلتنا.

التبرير الخطي الذي وصلنا من وزارة السياحة والآثار ينص على أن القرار جاء بسبب تعارض الحفلة مع "أصالة" الموقع، رغم انه سبق لنا أن أحيينا ثلاث حفلات في الموقع نفسه سابقاً وخضعنا لنفس آلية طلب الترخيص من السلطات المختصّة.

أما على أرض الواقع، خارج النصوص الرسمية، فإنّ الأمر أكثر تعقيداً.

لقد تم إبلاغنا بشكل غير مباشر بأن السبب وراء هذا التغير المفاجئ قبل أيام معدودة فقط من يوم الحفل جاء عقب  اعتراض جهات معيّنة لا يمكن الإفصاح عن هويتها في هذا الوقت  لتفادي دعوى قضائية موضوعها التشهير أو الافتراء.

حسب ما نمي إلينا،  فإنّ تلك الجهات قد قامت بالضغط على بعض الشخصيات السياسية، وقامت بإطلاق سلسلة من الأحداث التي أدت إلى سحب الرخصة المعطاة لنا.

لقد تم أيضا إبلاغنا بشكل غير رسمي بأنه لن يكون من المسموح لنا بأن نقدم عروضنا في أي مكان في الأردن بسبب معتقداتنا السياسية والدينية وإقرارنا بالمساواة الجنسية والحريّة الجنسية.

نحن نعتذر بشدة من الجميع لاضطرارنا إلى إلغاء الحفل في هذا البلد الذي نعتبره بلدنا.

فالأردن وطن لأجمل وأكرم المؤيدين".

الأب رفعت بدر يوضح

وفي حديث مع إرم نيوز أوضح الأب رفعت بدر أن قرار المنع لم يكن كنسياً وأن الكنيسة لا تتدخل بعمل السلطات في الأردن، مضيفاً أنه كان من أوائل من انتقدوا إقامة الحفل في الأردن.

وقال بدر إنه اطلع على كلمات بعض الأغاني التي تؤيديها الفرقة ووجد أنها تحتوي على ألفاظ شوارع بذيئة وغير أخلاقية، معتبراً أن مثل هذا الفن الهابط لا يمكن أن يكون عملاً ثقافياً ذو قيمة.

وحذر من تأثير مثل هذه الأنشطة على الشباب والأطفال في المجتمع.

وتابع بدر القول بأن أحد أعضاء الفرقة قال في حديث إعلامي إنهم أتوا بدين جديد وإله جديد، أي الفرقة.

وأضاف أن أفكار الفرقة التحررية الداعية لكسر القيود السياسية والجنسية والدينية، أمر خطير ومدمر أخلاقياً.

وفي رده على اتهامات بعض نشطاء التيار العلماني بأنه يساير أفكار داعش، قال إن داعش استخدام خاطئ للدين، وإن هناك حساسية من أي وجهة نظر دينية اليوم وهذا غير مقبول، فلا يمكن عزل الدين عن المجتمع.

هجمة علمانية حادة

مواقع التواصل الاجتماعي شهدت هجوماً حاداً على قرار المنع ومناصريه، من قبل نشطاء رأوا في القرار اعتداءً على حرية التعبير وخطوة على طريقة "دعشنة" المجتمع الأردني، أي نشر أفكار تنظيم داعش وفرضها على الناس، بل وصل الأمر بأحدهم أن قال: "الشارع الأردني  أصبح بقمة القذارة يحتاج لمبيد حشري من النوع القوي"، في إشارة لمؤيدي المنع.

انفلات لا حرية

على الجانب الآخر هاجم كثيرون فكرة إقامة حفل من هذا النوع وأبدوا تأييدهم لقرار السلطات، معتبرين أن ذلك تجاوز على قيم المجتمع وتجرؤ على ثوابته وإفساد للأجيال.

كما أكدوا أن الأمر انفلات لا حرية وأن لا تهاون أمام هذه الأفكار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com