هل تتجاوز شركة أيقونة المعمار زها حديد صدمة رحيلها؟
هل تتجاوز شركة أيقونة المعمار زها حديد صدمة رحيلها؟هل تتجاوز شركة أيقونة المعمار زها حديد صدمة رحيلها؟

هل تتجاوز شركة أيقونة المعمار زها حديد صدمة رحيلها؟

يمتلئ معرض التصميم بالزهور البيضاء، مع الصور التذكارية الموضوعة وسط أثاث متموج من مادة البولي يوريثين اللامع والرخام. وُضع كتاب التعازي على منصة، لأجل الذاكرة.

يعمل 400 موظف بهدوء، تحت تأثير الصدمة. فقد توفت المعمارية "زها حديد" فجأة في 31 مارس في ميامي عن عمر 65 عامًا. وهي المرأة التي أوصلتهم لهذه المرحلة من التقدم، ولدت في بغداد وجالت شهرتها العالم.

يطبق الحزن على الجميع، فالنجمة أفلت. لكن ما الذي سيحدث للشركات المتمحورة حول نجم واحد، وخاصة في عمل مبني على التعاون بشكل أساس مثل الهندسة المعمارية؟

يقع على عاتق باتريك شوماخر، الألماني المبدع، الذي عمل مع السيدة حديد لـ28 سنة وكان شريكها  الرئيس، مهمة لم الشتات في شركة "حديد" والمتمثل : بالحفاظ على تماسك فريق العمل، وسير قوي للأعمال مع المحافظة على رضى الزبائن.

وقال شوماخر، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، إن الشركة تمضي قدما بالمشاريع الحالية، من ضمنها ملعب بطولة كأس العالم في قطر عام 2022؛ وبرج في نيويورك؛ وجسر في تايبي، تايوان، ومبنى مجلس البرلمان العراقي.

كما يتوجب عليه المضي قدما من أجل إعطاء الشركة "معماريو زها حديد"، هوية جديدة مع حفظ واحترام إرث السيدة حديد المتذبذب حاليا.

ويصف شوماخر، خسارة المعمارية الموصوفة بالصراحة والشراسة بـ"الأمر الصعب، لكن أي نجم في مجال هندسة العمارة  يولد بقدرات فطرية، ثم يبرز من خلال المدارس والمنافسات والزملاء."

وكان شوماخر (54 سنة)، المهندس المعماري في أولى أهم بنايات زها حديد "محطة إطفاء الحريق المضلع " في ألمانيا، والمنتج المساعد في أغلب أعمالها المشهورة، يتمتع بسمعة كبيرة كمعلم، ومحاضر ومؤلف.

فهو منشئ النظرية، التي أطلق عليها اسم التصميم المعاصر " parametricism" الخليفة لنظرية ما بعد الحداثة:  "postmodernism"  المتمثل بالتشكيل المعماري مستخدما الخوارزميات، والتصميم على الأجهزة الحاسوبية والمواد الجديدة.

تحدث شوماخر عن تعاطف الزبائن منذ وفاة الرئيسة ودعمهم المهم، لأن أمام الشركة سنوات عديدة من العمل في 36 مشروعاً قيد البناء حاليا أو تمتلك عقود تصميمها.

وقد افتتحت مكتبا جديدا في نيويورك، وتتطلع للقيام بـ"مشاريع ضخمة في المدن الرئيسة"، مع إبقاء مكاتبها في لندن وبكين وهونغ كونغ. وتخطط الشركة لافتتاح مكاتب تابعة لها في دبي ومكسيكو سيتي. وتطمح أيضا إلى دخول سوق الطيران، مع نجاحها في كسب تعاقد لبناء مطار جديد في بكين.

نادرا ما تصمد شركات الهندسة المعمارية بعد وفاة معمارها. والأمثلة كثيرة: لي كوربوسيار، أوسكار نيميار، ييرو ساارينين وميس فان دير روه.

يعلق شوماخر بالقول: "يصعب التوصل لاستنتاج حول ذلك. فوجود نجم مميز في الشركات المعمارية ظاهرة جديدة، لكن الأمثلة الرئيسة على الشركات المعمارية المبنية على وجود مهندس معماري شهير ما زالت موجودة، وإن كانت هرمة، مثل فرانك جيري، ريم كولهاس، رينزو بيانو ونورمان فوستر، كما المهندس  الإسباني الشهير إينريك ميراليس، مصمم مبنى البرلمان الاسكوتلندي، الذي توفي العام 2000 بعمر 45 سنة، ولازالت شركته تقوم بأعمال جيدة".

من العراق إلى العالم

دفنت المعمارية "زها حديد" في المقابر الإسلامية في لندن. وفي كتاب التعازي دون أحدهم: "زها، أنت غيرت حياتنا وصناعتنا والعالم، سنشتاق لك". وكتب آخر: "إلى زها العزيزة، شكرا لأنك سمحت لنا برؤية ما سيبدو عليه المستقبل".

وقال فوستر، صديق مقرب لزها على صفحته الإلكترونية: "سعت زها إلى تجاوز الرؤى والتصورات الجميلة في نهجها المتمثل بالربط بين النحت والهندسة المعمارية، وطبقتها على أرض الواقع، ما أغضب بعض منتقديها".

وأقرّ مذهان مجيدي المعماري الإيراني، الذي انضم إلى فريق زها حديد قبل 18 شهرا وشغل منصب المدير التنفيذي: "إن الشركة تملك الكثير على المحك، كذلك الحال بالنسبة له. تركتنا في أكثر وقت انشغلنا فيه على الإطلاق، لكننا واثقون من أننا سنتابع ونتقدم برؤيتها وإرثها بالإضافة للأبحاث التجريبية التي أنشأتها في المكتب الرئيس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com