السكوتر الذكي.. سارقُ القدمين
السكوتر الذكي.. سارقُ القدمينالسكوتر الذكي.. سارقُ القدمين

السكوتر الذكي.. سارقُ القدمين

مؤخراً، انتشرت بشكل لافت للنظر أحدث اختراعات "السكوتر"، وهو "السكوتر الذكي" الذي يعمل بشكل ذاتي بعد شحن بطاريته.

وفي الماضي كان "السكوتر" يستخدم يدويا، حيث يثبت صاحبها قدماً على لوحه وقدما أخرى يدفع بها "السكوتر" على الأرض، قبل أن يمتطيها بكلتا قدميه مؤقتاً، ومن حين لآخر يتحكم بها بقدمه للاحتفاظ بتوازنه.

اليوم تغير كل شيء، بكل معنى هذه الكلمة، وصرت تلمح أشخاصاً يركبون سكوتر ويسيرون طبيعياً بها وبشكل سلس وكأنها ولدت معهم، لدرجة تحس بها أن من يمشون هم أشخاص آليون وليسوا من لحم ودم.

واجتاحت حمى "السكوتر الذكي" عدة دول، وفوراً احتاطت دول عدة واتخذت إجراءات تحُد من مخاطر استخدامه، فكانت أن أقرّت بريطانيا قانوناً يمنع استخدامه بالقرب من مسار المواصلات العامة، لكن مع ذلك تجاوز فتى سعودي يعيش في لندن، هذا القانون، حين سار بجانب مسار الحافلات، ما أدى ذلك إلى مقتله بحادث مؤسف بعد أن تعثر بالسكوتر الذي خرج بها "ليجلب لأمه أغراضا للمنزل".

وفي بريطانيا أيضا، تسبب "السكوتر الذكي" في نشوب حريق بمنزل رجل، أهدى حفيده "سكوتر التوازن" بمناسبة عيد ميلاده.

إلا أنّ الجد أخطأ عند وضعه السكوتر بأحد القوابض الكهربائية في المطبخ بعد نفاذ شحنه، ليُفاجأ بسماع صوت انفجار ضخم، ليذهب ويتفقد المطبخ الذي بدا وكأنه تعرض لانفجار بقنبلة .

الولايات المتحدة الأمريكية بدورها، اتخذت إجراءات حازمة ضد السكوتر الذكي، حيث حظرت الخدمة البريدية فيها شحن ألواح التزلج الكهربائية الذكية على متن الطائرات، وعللت قرارها بدواعي الأمن والأمان، خوفاً من انفجارها أو إحداث حريق داخل الطائرة يودي بحياة الركاب.

ويأتي هذا القرار مع تصاعد وتيرة الشكاوى من حوادث السكوتر الذكي وحظر استخدامها داخل المطارات وأيضاً سحبها من متاجر التجزئة، فيما سيقتصر نقل هذه الألواح الذكية عن طريق النقل البري فقط، بحسب الهيئة البريدية الأمريكية، وفقاً لموقع "ذي فيرج" التقني.

حمى وحوادث السكوتر الذكي بالطبع، تذكرنا بحمى وحوادث "السيلفي" والذي تسبب بوفيات كثيرة في أنحاء العالم.

الطريف في الأمر أنّ السكوتر الذكي ليس كاليدوي كان حصراً على المراهقين، بل يستخدمه جميع الناس، والاختراع يبدو فعالا جدا لكبار السن الذين لا يقدرون على المشي، لكن اللافت أنّ رجالا وشبانا في مقتبل العمر يستخدمونه كبديل عن المشي، وهو ما ينبئ بعصر تتزايد فيه تحكم التكنولوجيا بحياتنا.

يذكرني هذا بفيلم "انيميشن" لم أعد اذكر اسمه، يروي قصة فتى ولد في عصر متطور جدا كل مافيه يعمل بالتكنولوجيا، ولم يقف فيه البشر يوماً على أقدامهم، حيث يستخدمون كراس آلية لنقلهم ولتيسير حياتهم، الفتى قرر أن يغامر ويقف على قدميه عن الكرسي، وحين فعل ذلك، آنذاك شهقت الجموع وحملقت به العيون، لقد كان ما فعله غير مألوف.. أن يستخدم الإنسان قدميه ليقف.

ويبدو أن الفيلم تنبأ بطريقة أو بأخرى.. أن البشر لن يقفوا على أقدامهم مرة أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com