انتعاش السوق الحلال في اسبانيا بمناسبة شهر رمضان
انتعاش السوق الحلال في اسبانيا بمناسبة شهر رمضانانتعاش السوق الحلال في اسبانيا بمناسبة شهر رمضان

انتعاش السوق الحلال في اسبانيا بمناسبة شهر رمضان

تشهد السوق الحلال انتعاشا في اسبانيا بمناسبة شهر رمضان، حيث تقبل الجالية الإسلامية التي يقارب عددها مليوني مسلم أغلبهم في العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة الإقتصادية برشلونه على المحلات الحلال لشراء المواد الحلال والمواد المستعملة في الوجبات المشهورة في بلدانهم الأصلية.

أبو أسامه يعمل منذ عقد من الزمن في محل تجاري لبيع المواد الغذائية الحلال بالقرب من مسجد مدريد الكبير حيث المركز الإسلامي الثقافي في منطقة أم 30 في مدريد، ويتم تزويده بالمنتوجات من قبل مصانع حاصلة على رخصة الحلال في إسبانيا أو من مصانع في الدول العربية تصدر موادا غذائية لإسبانيا.

يقول أبو أسامه في لقاء مع إرم: "يقبل المسلمون وأغبهم من الدول العربية وآسيا، وكذلك المسلمون الإسبان على المحلات الحلال لشراء المواد الحاصلة على رخصة الحلال والتي تتوافر فيها المعايير الإسلامية خصوصا في شهر رمضان، وأكثر إقبال الناس هو على التمور والألبان والجبن الخالية من مشتقات الخنزير.

و أردف قائلا :"هذا العام نلاحظ إقبالا متزايدا أكثر من أي عام مضى في السنوات الأخيرة، ربما بسبب تحسن الوضع الإقتصادي في إسبانيا بعد الأزمة التي ضربتها منذ 2007، والتي أثرت بشكل عام على الجالية الإسلامية وأغبلها قادم أصلا من الدول العربية".

التبادل التجاري في السوق الحلال بإسبانيا يصل مليار و167 مليون

أبو أسامة هو من بين مئات أصحاب المحلات التي تشكل قاعدة صلبة للسوق الحلال في إسبانيا، والتي تصل التبادلات التجارية فيها مليار و167 مليون يورو بحسب آخر الإحصائيات في الربع الأول من 2015، وهو رقم متواضع بالمقارنة مع دول أوروبية مثل فرنسا التي يصل حجم التبادلات التجارية المرتبطة بالسوق الحلال فيها 10 مليار يورو.

لكن المراقبين يعتقدون أن إسبانيا بفعل كونها بوابة على سوق أمريكا اللاتينية تتجه لأن تكون لاعبا أوروبيا رئيسيا فيما يتعلق بالسوق الحلال، خصوصا في ظل توجه وزارة التجارة الإسبانية لوضع خطط واستيراتيجيات تتعلق بالسوق.

وتعتزم تسهيل خدمات لولوج البنوك الإسلامية التي من شأنها أن تمنح قروضا للمؤسسات الصغيرة التي تنتج موادا تحترم المعايير الإسلامية وتصلح للاستعمال الداخلي على المستوى الوطني الإسباني والتصدير للبلدان الإسلامية.

ويعتقد روخا الأندلسي وهو مسلم إسباني أن هذه المحلات "وفرت على المسلمين جهد الإختيار والحيرة حيث يصعب معرفة المنتجات الحلال في رفوف المحلات التجارية، بالنظر إلى القوائم الطويلة لمكونات كل منتوج".

مضيفا في لقاء مع إرم: "أن تجد محلات موثوقة تقدم منتوجات حاصلة على رخصة الحلال هو أمر جيد، وفي كل الأوقات وكمسلمين إسبان فإننا نعاني من نقص في المعلومات ونطرح دائما أسئلة تتعلق بالمواد التي يبيح لنا الدين أن نستهلكها بشكل شرعي، لذلك نجد أننا يمكن أن نتوجه لهذه المحلات ونشتري حاجاتنا بكل ارتياح، فضلا عن كونها تعرض موادا تستعمل في أغلب الوجبات في العالم الإسلامي وهو ما يعجبنا لأنه يقربنا من العالم الذي أصبحنا ننتمي إليه".

شارع كاياو وسط مدريد هو أحد الشوارع المهمة بالنسبة للجالية الإسلامية في إسبانيا حيث مركز مدريد وحيث توجد أكبر سلسلة من المطاعم الحاصلة على رخصة الحلال والتي تشهد إقبالا في شهر رمضان خصوصا من طرف المصلين الذين يعملون في منطقة المركز المحيطة بساحة سول المركزية حيث تتواجد مقرات أكبر المؤسسات التجارية في إسبانيا.

نشاط مؤسساتي لتوثيق الرخص في السوق الحلال

 سعيد رتبي المدير العام لمؤسسة التغذية الحلال والجودة للمجلس الإسلامي الأعلى في إسبانيا -وهي مؤسسة تعمل بقوة في إسبانيا لترتيب معايير الجودة واحترام الخصوصية الإسلامية في المنتجات - وتعنى بمنح تراخيص للمؤسسات التي تستوفي المعايير المطلوبة.

يؤكد سعيد لإرم أن "السوق الحلال تشهد بدون شك انتعاشا في رمضان الذي يأتي هذا العام في ظل انتعاش اقتصادي في إسبانيا عقب سنوات من الأزمة الإقتصادية، وسريان سياسة التقشف التي أعلنتها الحكومة الإسبانية مشيرا إلى أن غالبية المواد الغذائية التي تستهلك في إسبانيا حوالي 90% غير  حاصلة على رخصة حلال".

لكن في إسبانيا تقريبا 380 شركة حاصلة على رخصة حلال، من ضمنها مسالخ الدجاج والبقر والتوابل ومنتجات الألبان وهذا رقم جيد بالنسبة للسوق الحديث مقارنة مع بلدان أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا التي خطت خطوات أكبر بواقع تطور البنية القانونية وديناميكية الجالية الإسلامية في هذه البلدان".

مضيفا: " " نسبة 68% من المؤسسات الحاصلة على رخصة حلال في إسبانيا هي شركات لحوم، خصوصا المسالخ الكبرى التي تصدر اللحوم إلى الإمارات العربية المتحدة، الجزئر، فرنسا، إيطاليا، اللحوم المعلبة المجففة وهي تنافس بقوة المصدرين في البرازيل والأرجنتين للوصول إلى أكبر عدد من الدول العربية لكن لا يزال أمامها بعض الصعوبات الخاصة بمرونة حركة الإنتاج والتصدير، باقي الشركات في إسبانيا تنتج الزيوت، ومشتقات الألبان.

وتعرف مؤسسة التغذية الحلال والجودة للمجلس الإسلامي الأعلى في بالانسيا بالصرامة حيث سحبت 3 رخص الحلال من مصانع وشركات كبرى خلال العامين الماضيين بسبب عدم احترام معايير الشريعة الإسلامية خلال عمليات الإنتاج لذلك فإن المؤسسات الحاصلة على رخصة الحلال من طرفها تجد لها ثقة لدى الجالية الاسلامية، وهي صرامة يعتقد سعيد أنها ضرورية حيث أن مؤسسته تجد أن من مسؤليتها احترام المستهلك المسلم والحيلولة دون تضليله فيما يتعلق بالمنتجات التي يفترض أنها تحترم المعايير الدينية الإسلامية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com