صحيفة أمريكية: العنف يهز واشنطن ويقلب إيقاعاتها رأسًا على عقب
ذكرت صحيفة " الواشنطن بوست" بأن الجرائم العنيفة كانت دائمًا جزءًا من الحياة في واشنطن، وكان أسوأها خلال أوائل التسعينيات عندما أدى تهريب المخدرات إلى ارتفاع عدد جرائم القتل السنوية إلى ما يقرب من 500 شخص، واكتسبت العاصمة آنذاك سمعة سيئة باعتبارها عاصمة القتل في أمريكا.
وبالرغم من أن حجم العنف هذه الأيام ليس مرتفعًا بالقدر ذاته ومن غير المرجح أن يكون معظم سكان العاصمة ضحايا له، فإن الارتفاع الحاد في معدلات الجريمة خلال العام الماضي والذي تخللته تقارير عن جرائم القتل، وإطلاق النار السافر وسرقة السيارات على يد مراهقين مسلحين، يهز مدينة تكافح بالفعل للتعافي من وباء قلب إيقاعاتها رأسًا على عقب ودمر وسط المدينة الذي كان مزدهرًا ذات يوم.
ويعزز ذلك الإحصائيات التي تُظهِر زيادات حادة في معدلات الجريمة في المناطق التي لا يتوقع حدوثها فيها، فضلًا عن التفاصيل الصارخة للحوادث الفردية؛ مثل: مقتل مترجم عسكري من أفغانستان أثناء قيادة سيارة في الكابيتول هيل، وقتل عامل بناء لدى وصوله للعمل في الساعة السادسة صباحًا في جامعة هوارد، وقتل أحد المتفرجين بالرصاص أثناء مشاهدته مباراة لكرة القدم لآدامز مورغان.
وأضافت الصحيفة "ليس العنف المسلح وحده هو الذي يسبب القلق. هناك قراصنة "الشرفة" الموجودون في كل مكان وهم يسرقون الطرود من عتبات الأبواب، واللصوص الذين يحطمون نوافذ السيارات؛ ما يزيد من الشعور بالخروج على القانون، علاوة على سرقة منتجات بعض الماركات التجارية من رفوف المحلات؛ ما دفع أصحاب العلامات التجارية، مثل" Tide و Advil" بسحبها من الرفوف لتثبيط سارقي المتاجر".
وبحسب إحصائيات الشرطة، فقد ارتفعت جرائم القتل والسطو بنسبة 67.29% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما ارتفع عدد الأحداث الذين تم القبض عليهم بتهمة سرقة السيارات بشكل طفيف منذ العام الماضي، حيث تراوحت أعمار 41 من أصل 64 متهمًا بين 12 و15 عامًا. كما تم إطلاق النار على إجمالي 81 قاصرًا في المدينة، حتى الـ31 من أغسطس من العام الحالي.
وتابعت الصحيفة بأن العديد من سكان العاصمة غيروا في أنماط حياتهم، مثل: تجنب المشي منفردين، وحتى اللعب وممارسة الرياضة في الأماكن العامة، في سبيل التكيف مع المخاطر التي تزايدت وذاع صيتها، ومن الممكن تم تضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالرغم من دفع العمدة "موريل" والشرطة بمجموعة متنوعة من المبادرات للرد على العنف، بما في ذلك فرض حظر التجول على المراهقين في أحياء مختارة، ومحاكمة الأحداث كبالغين، والسماح للقضاة باحتجاز المزيد من المتهمين قبل المحاكمات، إلا أن إراقة الدماء لا تزال مستمرة: ففي الأيام الستة الأولى من شهر سبتمبر/أيلول وحده، قُتل ثمانية أشخاص بالرصاص، من بينهم أربعة مراهقين.
المصدر: "واشنطن بوست"