غارة جوية إسرائيلية على محيط دوار التوام شمال غربي مدينة غزة

logo
منوعات

لماذا لا تتحمل بريطانيا الحرارة فوق الأربعين؟

لماذا لا تتحمل بريطانيا الحرارة فوق الأربعين؟
21 يوليو 2022، 7:19 ص

أصيب كثيرون في أنحاء العالم بالصدمة وهم يتابعون صور احتراق حافلات وسيارات في شوارع بريطانيا، وهرب سكان بحثا عن ملجأ من درجات الحرارة المرتفعة.

وثارت تساؤلات بشأن أسباب عدم تحمل بريطانيا للحرارة الشديدة بعد تجاوزها الأربعين درجة، بينما تعد درجة حرارة معتادة في دول أخرى عديدة.

ومنذ نحو أسبوع، تواجه القارة الأوروبية موجة حر قاسية أودت بحياة نحو 500 شخص في إسبانيا وأزيد من 1063 في البرتغال.

ولم تعلن بريطانيا عن ضحايا جراء موجة الحر، لكن فرقة الإطفاء في لندن انخرطت، الثلاثاء الماضي، في إخماد حرائق اندلعت في أنحاء العاصمة البريطانية خلال موجة حر حطمت الرقم القياسي.

وللمرة الأولى منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، سجلت بريطانيا أعلى درجات على الإطلاق الإثنين والثلاثاء الماضيين، بتخطيها الأربعين درجة مئوية.

واعترف رئيس بلدية لندن صادق خان بأن العاصمة تشهد "ارتفاعا هائلا" في عدد الحرائق بسبب موجة الحر.

واعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن ما يحدث في البلاد "دعوة لليقظة".

ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في مكتب الأرصاد الجوية البروفيسور ستيفن بيلشر قوله، إن بريطانيا "يمكن أن تشهد درجات حرارة مماثلة كل ثلاث سنوات إذا ظلت انبعاثات الكربون مرتفعة".

ووفقا للصحيفة، قد يكون هناك ما يصل إلى 1000 حالة وفاة زائدة في البلاد بسبب موجة الحر.

مبانٍ سكنية غير مهيأة 

واعترف وزير النقل البريطاني غرانت شابس بأن البنى التحتية في بريطانيا والمباني السكنية "غير مُصممة لتتحمل الحرارة العالية"، ما ضاعف إحساس السكان بموجة الحر ودفع بعضهم للجوء إلى سياراتهم للاحتماء بالمبردات الهوائية.

وقال شابس، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "الكثير من بنيتنا التحتية غير مُصمم لتحمل هذه الحرارة".

وأفاد بأن التكيف مع التغير المناخي "سيستغرق سنوات" حتى تتمكن بريطانيا من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.

ولفت إلى أن "البنية التحتية، التي يعود الكثير منها إلى العصر الفيكتوري (بدأ في العقد الرابع من القرن التاسع عشر)، لم تكن مبنية لتحمل هذا النوع من درجات الحرارة".

الحرارة تضر بسكك القطارات والمطارات

وكشفت صور جوية التواء بعض قضبان القطارات وظهور أضرار على مدرجات مطارات في بريطانيا. وأعلن مطار لندن"لوتون" الإثنين الماضي تعليق الرحلات، على خلفية أضرار لحقت بمدرجه بعد تجاوز الحرارة 37 درجة مئوية.

وقالت سلطات المطار عبر "تويتر" إن درجات الحرارة المرتفعة تسببت في رفع جزء صغير من المدرج الأساسي، وهو ما يتطلب الإصلاح.

وجاء إعلان مطار لوتون بعد ساعات من إيقاف القوات الجوية الملكية جميع الرحلات من وإلى "بريز نورتون"، وهي أكبر قاعدة جوية لها في مقاطعة أوكسفوردشاير (جنوب شرق بريطانيا) بعد تقرير صحفي كشف عن "ذوبان" مدرج القاعدة الجوية.

وعلقت وزارة الدفاع البريطانية على الموقف قائلة: إنه "خلال هذه الفترة من درجات الحرارة القصوى تظل سلامة الطيران على رأس أولويات سلاح الجو الملكي، لذلك تستخدم الطائرات مطارات بديلة".

كما فرضت سلطات النقل قيودا على سرعة القطارات وزمن التقاطر لحماية خطوط السكك الحديدة، بالإضافة إلى تخفيض ساعات عمل الحافلات، لاسيما خلال النهار.

وأغلقت الشبكة المسؤولة عن البنية التحتية للسكك الحديد الخط المتجه من محطة "كينغز كروس" في لندن إلى "يورك وليدز"، الثلاثاء الماضي، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

حالة "طوارئ وطنية"

كشفت مريم زكريا، عالمة المناخ في الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن، أن المباني في بلدان أوروبية عديدة، بينها بريطانيا "لم تُصمم بطريقة تتحمل درجات تفوق الـ25 درجة مئوية".

وأوضحت زكريا، في تصريحات نقلها موقع "يورونيوز" الأوروبي، أن هذه المشكلة الهندسية تتضح ببناء معظم المنازل للحفاظ على الحرارة لمساعدة السكان على تحمل البرد بشكل أفضل، ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في الأماكن المغلقة أثناء موجة الحر. وجزء ضئيل من المباني في أوروبا بشكل عام "مجهز بمكيفات الهواء"، وفق المصدر ذاته.

وأعلنت بريطانيا حالة "طوارئ وطنية" بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل، وحثت السلطات الصحية الناس على تغيير عاداتهم وتجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحا و3 مساء، والتعرف على العلامات الأولى للتعرض إلى ضربة الشمس.

وكان مكتب الأرصاد الجوية قد أطلق تحذير الحرارة باللون الأحمر لأول مرة منذ أن بدأ العمل بهذا النظام العام الماضي.

ويشير التحذير باللون الأحمر إلى إمكانية حدوث آثار صحية عكسية ضارة جراء درجات الحرارة بالغة الارتفاع، ما قد يتطلب "تغيرات مستدامة في ممارسات العمل، والروتين اليومي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC