أوروبا.. كيف يقضي الطلبة المسلمون شهر رمضان في السكن الجامعي؟
أوروبا.. كيف يقضي الطلبة المسلمون شهر رمضان في السكن الجامعي؟أوروبا.. كيف يقضي الطلبة المسلمون شهر رمضان في السكن الجامعي؟

أوروبا.. كيف يقضي الطلبة المسلمون شهر رمضان في السكن الجامعي؟

قالت رؤى شعبان (27 عاما)، وهي طالبة سورية تقيم في المجر، إنها عندما وصلت إلى أوروبا وضعت نصب عينيها تحديات أو مخاوف حول قدرتها على ممارسة شعائر الدين الإسلامي خاصة في شهر رمضان.

وأضافت رؤى، التي تعيش في سكن طلابي شرق المجر، لـ"إرم نيوز": "قطعنا اليوم أكثر من ثلث شهر الصيام، وأستطيع القول إن الموضوع كان أسهل مما توقعت، لم أتلق أي شكل من أشكال التنمر الصريح من زملائي في السكن كما كان يُروج له من قبل الكثيرين".

وتصادف رؤى زملاءها في السكن الجامعي على وجبات الإفطار والسحور، وتتلقى بعض أسئلة الفضول النابعة من حداثة التجربة بالنسبة إليهم فتجيب عنها لترى تقبل الجاليات الأجنبية ومراعاتهم لصيامها، على عكس الجامعة.

وأكدت رؤى أن الجامعة لا تضع اعتبارا معينا في نظامها التدريسي للطلبة المسلمين في هذا الشهر من ناحية تنسيق الحصص أو النشاطات، أما الكادر التدريسي فيراعي المسألة بعض الشيء.

وتابعت: "منسقة البرنامج لدينا على معرفة جيدة برمضان والصيام، وهي على مراعاة تامة لتنسيق نشاطاتنا بأفضل شكل ممكن، وحتى إعطاء العذر في حال تغيبنا عن الصفوف".

موائد كريمة

وقال ناظم القاسم (25 عاما)، وهو طالب أردني مقيم في سكن جامعة بادوفا الإيطالية، إن "وجود بعض الأصدقاء المسلمين وتناول وجبات الإفطار والسحور معهم، ساعد على تخفيف وطأة البعد والغياب عن الأجواء العائلية في رمضان".

وعن الطلاب الأجانب، أضاف القاسم: "لدى معظمهم فكرة عن شهر رمضان المبارك كونهم من بلدان نسب المسلمين فيها مرتفعة، ويتساءل الكثير من الأجانب عن مشقة تحمل الجوع والعطش، ويبدون تعاطفا شديدا ويظهرون الاحترام دائما".

ويروي ناظم، الذي يدرس علم الأحياء، قصة عن تغيبه بسبب الصيام، بالقول: "اضطررت إلى التغيب عن أحد صفوف الجامعة وعندما أبلغت منسقة البرنامج بذلك سارعت إلى تقديم مساعدتها بكل رحابة صدر".

ويعيش معظم الطلاب العرب في السكن الطلابي للجامعات الأوروبية والمعروفة باكتظاظها، وبذلك يصعب عليهم الاستفادة في خدمات المطبخ قبل حلول موعد الإفطار، نتيجة الضغط الكبير على مواقد الطبخ في هذا الوقت.

وهنا قال ناظم: "نضطر أحيانا إلى الانتظار ساعات بعد انتهاء فترة الصوم لنستطيع تناول وجبة الإفطار، بسبب عدم وجود موقد شاغر خلال الساعات التي تسبق موعد الإفطار، هذا الوضع يجبرنا أحيانا إلى الصوم لساعة إضافية أو أكثر".

ويحرص ناظم على إعداد طبق رمضاني بين الحين والآخر ويدعو زملاءه الأجانب لتذوقه.

وختم ناظم حديثه لـ"إرم نيوز": "لبعض أنواع الحلوى نكهة خاصة في رمضان كالقطايف مثلا، أذكر هنا قيامي وزملائي السوريين بتحضيرها ودعوة الأجانب في الطابق لتناولها مع تهنئتهم بعبارة - رمضان كريم - وهم يردون: Happy Ramadan".

سحور على الصامت

تلزم أبنية السكن الطلابي قاطنيها بالتزام الهدوء بعد الساعة العاشرة ليلا، ما يجعل تحضير وجبة السحور مربكا جدا، خاصة في الغرف المشتركة.

وهنا تحدثت نادين الأمين (22 عاما) لبنانية مقيمة في سكن جامعي بألمانيا: "يمنع علينا إصدار الأصوات العالية والتزام الهدوء التام بعد العاشرة ليلا، فالقيام ببعض النشاطات يكون صعبا في ظل اختلاف العادات بشكل كبير هنا، حتى جرس المنبه سيوقظ البقية ويزعجهم فجرا".

نادين التي تدرس علم الاجتماع في مدينة دريسدن الألمانية: "يصعب علينا كثيرا أن نكون أقلية بعدما كنا نعيش في بلادنا الطقوس الجماعية التي يتشارك بها كل أطياف المجتمع، وأتخيل كم سيكون الدوام والامتحان في أيام عيد الفطر مزعجا وصعبا".

وأضافت نادين: "تقبل الجاليات الأجنبية للصوم نسبي، البعض يستغرب ويستهجن ربما، فيما يبدي كثير من الطلبة إعجابهم بالطقس الرمضاني، وقدرتنا على تحمل الساعات الطويلة من الصيام".

وختمت الأمين حديثها لـ"إرم نيوز": "مهما تعايشوا معنا لا يمكن أن نشعر بأجواء رمضان هنا، ولن يفهم أهمية العائلة في رمضان إلا من عاش تلك الشعائر في بلده الأم في أحضان عائلته".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com