"تيك توك" العراق.. جدل بشأن المحتوى وصراع على الشهرة
"تيك توك" العراق.. جدل بشأن المحتوى وصراع على الشهرة"تيك توك" العراق.. جدل بشأن المحتوى وصراع على الشهرة

"تيك توك" العراق.. جدل بشأن المحتوى وصراع على الشهرة

تتزايد أعداد العراقيين على موقع تطبيق مشاركة الفيديو الشهير "تيك توك"، في وقت يتصاعد الجدل حيال المحتوى الذي يقدمه الناشطون وصناع الفيديوهات على هذه المنصة الشهيرة.

وتشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود نحو 14 مليون مستخدم عراقي على هذا الموقع، الذي احتل موقعاً في الصدارة بين شبكات التواصل الاجتماعي في العراق.

ولئن شهدت بعض الدول العربية محاكمات ودعاوى قضائية، بسبب طبيعة المحتوى، خاصة فيما يتعلق بالمشاهد المنافية للآداب والذوق العام، فإن العراق، لم يشهد أياً من ذلك، واقتصر باب النقاش حول طبيعة المحتوى المقدم من قبل المدونين.

تقاليد راسخة

ورغم حداثة التطبيق، إلا أن تقاليد استخدامه أصبحت راسخة لدى الكثيرين، مثل الإعلانات والبث المباشر ونشر الفيديوهات والرد على التعليقات.

وأصبح المحتوى المقدم من الجمهور، مادة دسمة لقنوات التلفزة أحياناً، غير أن مختصين يرون فيه الكثير من "الإسفاف" والخروج عن الذوق العام، بما يتعارض مع الأسس الأخلاقية للمجتمع.

ورأى أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية فاضل البدراني، أن "الشباب وجدوا شيئاً جديداً في تطبيق (تيك توك)، لكن المحتوى المقدم يمكن أن نصفه بالمبتذل، وفيه إسفاف كثير، وهذا يؤثر على طبقة المستخدمين لهذا التطبيق، خاصة أن غالبيتهم من الأعمار الصغيرة، أو حتى الأطفال".

وأضاف البدراني، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الكبار والنخب المثقفة بحاجة إلى وقت أطول للتعاطي مع هذا التطبيق، واستخدامه في إطار التعليم، والمعلومات الإيجابية، وحتى الجوانب التجارية وعرض العقارات وغير ذلك".

وأشار إلى "ضرورة مشاركة مؤسسات مهمة ذات حاكمية في القرارات، وزارات مثل التعليم العالي، وبعض الوزارات الاقتصادية الأخرى، لتوجيه المجتمع نحو الاستفادة المثلى من تلك المنصة، عبر برامج التوعية والتثقيف".

ويتنوع المحتوى بين الكوميدي والمقاطع المضحكة، وتلك المأخوذة من مسلسلات مع التعليق عليها، لكسب الجمهور وتحقيق أرباح، فيما يقل المحتوى التعليمي الذي بدأ ينشط في بعض الدول العربية، وتحديداً المسائل التكنولوجية، مثل حلول البرمجيات، والتعريف بالأجهزة وغير ذلك.



محتوى "محير"

وبحسب مختصين في الشأن الإعلامي، فإن التطبيق تمكن من تصدير شخصيات كانت غير معروفة، إلا أن الصحفي سالم الشمري يرى أن "المسألة تتعلق بطبيعة المحتوى الذي تقدمه تلك الشخصيات، وهو لا يمكن وصفه بأي شيء".

ويضيف الشمري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القطاعات الأخرى في هذا التطبيق مغيّبة بسبب عدم المعرفة، أو عدم الثقة من قبل المستخدمين في التوجه نحو هذا التطبيق، باعتبار أغلب جمهوره من الشبان، وهو ما شجّع فئات أخرى هيمنت على صناعة المحتوى وتحديد فئة الكوميديين، وحتى المحرضين عل الكراهية، والتنافر بين فئات الشعب".

واعتبر أن "بعض المبادرات بدأت بالظهور عبر التوجه نحو المسائل العلمية وتقديم النصائح والتوجيهات، في الاختصاصات المختلفة، عبر المختصين الذين بدؤوا بولوج هذه الشبكة".

وأسهمت التكنولوجيا المتطورة بشكل عام، بسرعة نشر المحتوى سواء كان هادفًا أو غير هادف، فأصبح الجميع يملك جهاز الهاتف المحمول الذي يوفر إمكانية إنشاء المحتوى سواء كان مصوّرًا أو مكتوبًا ونشره في فضاء واسع عبر مواقع التواصل، ليشاهده آخرون خلال دقائق.

وظهر خلال الفترة الماضية، عدد من المدونين على الشبكة الشهيرة وعُرفوا بكلماتهم أوحركاتهم، التي أصبحت أيقونة في الشارع، ومتداولة على ألسن رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي محافظة ديالى شرق البلاد، على سبيل المثال، برز بشكل كبير صانع المحتوى الملقب بـ"قدوة"، الذي أثار عاصفة من الجدل على المنصات الاجتماعية بسبب محتواه المخلوط بين الجد والهزل فضلا عن الكوميديا، والمقاطع المضحكة.

وما زاد حدة الجدل أن تلك المقاطع لا تحتوي على شيء منسق وواضح، لكنها تحصل في الوقت نفسه على مئات الآلاف من الإعجابات والمشاركات.

ويلعب الجمهور أيضًا دورًا في نشر المحتوى غير الهادف من خلال تداوله بسرعة ونشره بين الأصدقاء ودعم أصحابه.

وإذا كانت تقييمات الجمهور للمحتوى، تنطلق من خيار الأبيض والأسود، فإن مختصين يرون عدم صحة ذلك وأن هذا يعود إلى تقييم كل شخص متابع لهذا المحتوى المنشور، فما يتابعه البعض ويرونه محتوى غير مفيد أو تافها يراه متابع آخر محتوى مفيدا، بل ويتمنى تطبيقه في بعض الأحيان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com