إسرائيل شنت 16 غارة على مواقع بالضاحية الجنوبية لبيروت
تستعد الصين لإطلاق أكبر برنامج لتداول انبعاثات الكربون، والذي كانت تخطط له منذ فترة طويلة، ومن شأنه إقامة أكبر سوق للكربون في العالم.
وقال مسؤولون صينيون في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء إن "سوق الكربون الجديد سيساعد البلاد على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى ذروة الانبعاثات قبل عام 2030، وحيادية الكربون بحلول عام 2060".
ووفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع، وزعت الصين التي تعتبر أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، الدعوات، لحفل افتتاح السوق المقرر يوم الجمعة.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، سيشمل برنامج تداول الانبعاثات في البداية 2225 شركة في قطاع الطاقة، حيث تعتبر هذه الشركات مسؤولة عن سُبع انبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري.
وبموجب برنامج التجارة، يتم منح منتجي الانبعاثات مثل محطات الطاقة والمصانع كمية ثابتة من الكربون، والتي يُسمح لهم بإصدارها سنويًا، وإذا كانت الانبعاثات الناتجة عن عملياتهم أعلى من هذه الكمية، يكون عليهم شراء حصص مخصصة من شركات أخرى صديقة للبيئة، والتي بدورها يمكنها تحقيق الربح من بيع حصصها.
ويهدف هذا النظام إلى دفع المصانع والشركات لمحاولة التحكم في الانبعاثات وتقليلها بقدر المستطاع.
ومن المقرر أن يتوسع السوق على مدى 3-5 سنوات المقبلة، ليشمل 7 صناعات إضافية عالية الانبعاثات، بما في ذلك البتروكيماويات والكيماويات ومواد البناء والحديد والصلب والمعادن غير الحديدية والورق والطيران المحلي.
وبدلاً من الخضوع لحدود الانبعاثات التي حددتها برامج التجارة الأخرى والتي اقترحها مسؤولو البيئة، ستبدأ الشركات الصينية بحصص تستخدم معايير تستند إلى أداء السنوات السابقة، مما يمنحها مساحة أكبر للمناورة، ويمكن تداول هذه الحصص عن طريق التفاوض أو المزاد أو غيرها من الوسائل الأخرى.
وأشار المسؤولون الصينيون أنفسهم، إلى أنهم يخططون لإضافة قطاعات الإسمنت والألمنيوم والصلب إلى البرنامج العام المقبل، ومن المتوقع أن يتبنى البرنامج حدودًا أكثر صرامة في المستقبل على الانبعاثات، على الرغم من أن توقيت هذه الخطوة ونطاقها لا يزالان مجهولين.
ولم يتضح بعد سعر تداول الطن المتري من حصة انبعاثات الكربون، وقال تشاو ينغمين، نائب وزير البيئة الصيني إنه "بناءً على المشاريع التجريبية الإقليمية في العامين الماضيين، من المتوقع أن يكون متوسط السعر في السوق الوطنية يعادل ما بين 6.18 و7.73 دولار ".
ويعتبر سعر البداية في السوق الصيني أقل بكثير من سعر الطن المتري في برنامج تداول الانبعاثات في أوروبا والبالغ 59 -70 دولارًا، وبرنامج نظام المملكة المتحدة البالغ 55-69 دولارا للطن، مما يجعل أسعار انبعاثات الكربون في الصين معادلة لأسعار برنامج الولايات المتحدة.
ويتوقع خبراء تداول الانبعاثات، حدوث بداية بطيئة للبرنامج، وأن يركز في السنة الأولى على ضمان وظائف السوق الأساسية.
وقالت شركة الاستشارات الاقتصادية "تريفيوم تشاينا" لعملائها في مذكرة الأسبوع الجاري "بمجرد استقرار السوق، ستكون هذه واحدة من أفضل آليات الصين المستدامة اقتصاديًا، لتحفيز تخفيض الكربون على المدى الطويل".
وستعمل وزارة البيئة الصينية كمنظم ومشرف على منصة التداول، ومن المتوقع أن تقوم الشركات بتجميع وتقديم بيانات انبعاثاتها إلى الفروع الإقليمية للوزارة، المسؤولة عن التحقق من المعلومات والتأكد من عمل النظام كما هو مخطط له، وقد يؤدي عدم الامتثال للبرنامج لغرامة قصوى قدرها 4600 دولار أو تخفيض في الحصص المستقبلية.
وتم طرح خطط البرنامج الصيني لأول مرة في عام 2011، وتم تأكيدها في بيان مناخي مشترك بين الولايات المتحدة والصين في الفترة التي سبقت محادثات المناخ في باريس في عام 2015، ولكن جائحة كورونا أخرت خطط الإطلاق لعام 2020.
ووفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، أدى انشغال المسؤولين رفيعي المستوى قبل الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني في الأول من يوليو، إلى تأجيل السلطات لموعد الإطلاق المحدد في أواخر يونيو لبضعة أسابيع.