دفعت الأزمة الاقتصادية تلاميذ إيرانيين في مراحل دراسية لاستئجار الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، كي يتمكنوا من حضور الدروس الافتراضية من المنزل، في ظل ظروف تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وسلطت صحيفة "كيهان" في نسختها اللندنية، في تقرير يوم الاثنين، الضوء على هذه الأزمة، مشيرة إلى أن "أزمة فيروس كورونا تسببت في موجة من البطالة والركود في صفوف العديد من الأسر الإيرانية، إلى حد أن كثيرا من الأهالي باتوا عاجزين عن تأمين نفقات تعليم أبنائهم".
وأكدت الصحيفة الإيرانية أن "إحدى أبرز المشكلات التي تواجه أولياء الأمور الفقراء في إيران هي تأمين شراء جهاز حاسوب أو حتى هاتف جوال حديث يضمن حضور أبنائهم للدروس الافتراضية، فضلا عن زيادة أسعار هذه الأجهزة في الأسواق الإيرانية منذ أزمة كورونا".
وكشفت أنه "في ظل هذه الظروف اضطر الكثير من التلاميذ الإيرانيين، لا سيما من سكان المناطق المحرومة، لاستئجار أجهزة حواسيب وهواتف جوالة بالساعة وقت الدرس الافتراضي، ثم يعيدون هذه الأجهزة لأصحابها".
وفي هذا الإطار، أشار تقرير إخباري لصحيفة همشهري الإيرانية، إلى أن أبرز المناطق المحرومة التي يعاني سكانها من الفقر هي محافظة خوزستان (جنوب غرب) ذات الأغلبية العربية، لافتا إلى أن "أهالي هذه المنطقة يفتقرون للقدرة على شراء أجهزة حواسيب أو هواتف جوالة".
ونقلت الصحيفة الإيرانية عن تلميذ من سكان محافظة خوزستان يُدعى "سجاد" أنه "يضطر لاستئجار جهاز لاب توب من جاره من 3 إلى 4 ساعات في الأسبوع، لكي يحضر الدروس الافتراضية".
ولفتت إلى أن والد التلميذ الإيراني "سجاد" عامل باليومية، ولا يستطيع في بعض الأيام أن يوفر تكاليف استئجار جهاز الحاسوب لابنه.
يأتي هذا في ظل تحذيرات أطباء ومسؤولين بالقطاع الصحي في إيران من انتشار وباء كورونا، لا سيما بين الطلاب، وذلك بعد قرار السلطات بدء العام الدراسي وحضور الطلاب في المدارس.