ما هي أسوأ انفجارات "نترات الأمونيا" التي سبقت كارثة مرفأ بيروت؟

في تقرير عن الانفجار الهائل في ميناء بيروت الثلاثاء، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الخميس إن كارثة مماثلة وقعت في الولايات المتحدة جراء انفجار "نترات الأمونيا" قبل حوالي 73 عاما وأدت إلى مصرع نحو 400 شخص.

ووصفت الشبكة الحادث الذي وقع في ولاية تكساس الأمريكية في شهر نيسان (أبريل) عام 1947، بأنه واحد من أسوأ الكوارث التي ضربت الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن الحادث وقع في سفينة عملاقة اشتعلت فيها النار، بينما كانت في ميناء مدينة "تكساس" وعلى متنها حمولة ضخمة من "نترات الأمونيا".

ونسبت إلى تقارير حكومية قولها إن الحادث أدى إلى مقتل حوالي 400 شخص وتدمير أكثر من 1000 مبنى في المنطقة التي وقع فيها الانفجار.

وأوضحت أن الباخرة كانت تحمل ما يقارب 2087 طنا من "نترات الأمونيوم"، أي أقل بكثير من الكمية التي كانت مخزنة في ميناء بيروت والتي قُدرت بنحو 2750 طنا.

ولفتت الوكالة في تقريرها إلى حادث آخر وقع في الولايات المتحدة، كان في عام 1995 عندما استخدم "إرهابيون" حوالي 1.8 طن من "نترات الأمونيا" في عملية تفجير بمدينة "أوكلاهوما" الأمريكية، ما أدى إلى مقتل 169 شخصا وجرح أكثر من 467 آخرين.

وقالت: "يؤكد الخبراء أن الكوارث الناجمة عن انفجارات نترات الأمونيا في الولايات المتحدة، تعتبر نادرة باعتبار استخدام ملايين من الأطنان من هذه المادة سنويا كأسمدة زراعية".

وأضافت: "بشكل عام تعتبر طبيعة تخزين هذه المواد عاملا حاسما في سلامتها ومنع وقوع حوادث، ووفقا للخبراء فإن هذه المادة لا يجب أن تخزن قريبا من وقود ومواد عضوية ومعدنية نظرا لتسببها بالتلوث مع ضرورة وجود أنظمة فعالة للسيطرة على الحرائق ونظام لضبط الحرارة. ويؤكد هؤلاء أن هذه المادة لا تشتعل بنفسها لكن في حال تعريضها لدرجة حرارة مرتفعة فإنها تبدأ بالانصهار ما يؤدي إلى إطلاق غازات سامة يمكن أن تسبب انفجارا".

من جهته، اعتبر المتحدث السابق للرئيس دونالد ترامب للأمن القومي أن الانفجار الدموي في ميناء بيروت كان حادثا بانتظار أن يحدث لكنه رأى أنه من الصعب معرفة الحقيقة في بلد يعاني من الفوضى وعدم الاستقرار لعقود طويلة.

وأبلغ مايكل أنطون شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية مساء الأربعاء أن كميات "نترات الأمونيا" كانت مخزنة في مستودعات ميناء بيروت منذ عام 2013 وكانت على متن ناقلة روسية مؤجرة توقفت في الميناء لأسباب مالية.

وقال: "بحسب معلوماتي فإن مسؤولين لبنانيين عبروا مرارا عن مخاوفهم وقلقهم تجاه الشحنة وطالبوا بنقلها إلى مكان آخر... لكن طلبهم لم ينفذ وظلت مخزنة هناك لسنوات... أعرف أنه كان حادثا لكنه كان حادثا بانتظار أن يحدث".

ولفت أنطون إلى أن الحكومة اللبنانية في حالة اضطراب وعدم استقرار منذ أكثر من 4 عقود وهي لا تعمل بكامل طاقتها ولا تسيطر بالكامل على الأراضي اللبنانية.

وأضاف: "أعتقد أن الحكومة تجد صعوبة بالغة في التعامل مع هذا الأمر وستقوم الاستخبارات الأمريكية بالنظر في هذا الحادث... الواقع أن الكثير يحدث في هذا البلد الذي يعاني من الإرهاب والحروب والأزمات الاقتصادية، وأعتقد أنه في ظل هذا الوضع غير المستقر والمعقد من الصعب جدا إيجاد الحقيقة".