انتهى فريق عمل المسلسل التونسي "قلب الذيب" من تصوير كامل مشاهده، ليحظى بمقعد وسط الدراما الرمضانية التي أدت حائجة كورونا إلى تعطيل عدد منها.
و المسلسل الذي يُعدّ العمل الأول للمخرج الشاب بسام الحمراوي، هو من نوعية المسلسلات التاريخية، ويروي جانبا من تاريخ تونس الحديث ويعود إلى الفترة الممتدة بين آخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وهي العشرية الأخيرة من فترة الاستعمار الفرنسي لتونس.
ويوثق المسلسل، الذي سيعرض على التلفزيون الرسمي، مرحلة مهمة من تاريخ تونس، تلك المتعلقة بالمقاومة التونسية للاستعمار الفرنسي التي بدأت ظروفها تنضج مع نهاية أربعينيات القرن الماضي واندلعت فعليا في كانون الثاني/يناير 1952.
ويقول القائمون على العمل، إن المسلسل يفتح نافذة على تاريخ المقاومة التونسية، بمختلف مظاهرها، النقابية منها والشعبية، من خلال عمل (الفلاقة) وهي المجموعات المقاتلة التي تحصنت بالجبال والمناطق الوعرة في جنوب تونس ووسطها وعلى الحدود مع الجزائر.
ويكشف المسلسل، بحبكة درامية مظاهر الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كانت تعيشه تونس خلال تلك الفترة.
وتقول منتجة المسلسل وإحدى بطلاته خولة سليماني، إن المخرج اتخذ من تجربته المسرحية منطلقا لتصوير ذلك الواقع بأدق تفاصيله وتداعياته على حركة المقاومة الشعبية وعلى العمل السياسي الذي بدأت ملامحه تتشكّل من خلال مسار المفاوضات الذي اطلقه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مع المستعمر الفرنسي بالتوازي مع اندلاع المقاومة الشعبية.
وتؤكد خولة أن المخرج بسام الحمراوي طرح عليها الفكرة ونالت إعجابها، وتولت الإنتاج، على أن يكون العمل مشتركا بينهما، خاصة أنهما يتفقان مهنيا وإنسانيا، وفق تعبيرها.
ويعد المسلسل مغامرة فنية من على صعيد الإنتاج والإخراج، فخولة سليماني تخوض أول تجربة في الإنتاج، والفنان المسرحي بسام الحمراوي يخوض أول تجربة في الإخراج.
وبخصوص التمويل اللازم لإنتاج عمل بهذا الحجم وبمشاركة أسماء كبيرة وعدد هام من التقنيين، أكدت خولة أن الممثلين تعاونوا معها لإنجاح العمل وتشجيع تجربتهما، ولم يكونوا متطلبين ماديّا، بحسب قولها.
ويضم مسلسل "قلب الذيب" كبار الممثلين التونسيين أمثال: "فتحي الهداوي، دليلة المفتاح، عيسى حراث، رؤوف بن عمر، ولطيفة القفصي"، بالإضافة عن الفنانة أسماء بن أحمد، التي قالت عنها منتجة المسلسل إنها "اكتشاف حيث أظهرت قدرة كبيرة على التمثيل وفاجأت الجميع بأدائها وسيكون لها مستقبل كبير في هذا المجال".
