صور وفيديو.. أعياد الميلاد بغزة تفتقر البهجة وتحتفل بحذر
صور وفيديو.. أعياد الميلاد بغزة تفتقر البهجة وتحتفل بحذرصور وفيديو.. أعياد الميلاد بغزة تفتقر البهجة وتحتفل بحذر

صور وفيديو.. أعياد الميلاد بغزة تفتقر البهجة وتحتفل بحذر

بدأت أعياد الميلاد المجيدة بإضاءة شجرة عيد الميلاد من الطوائف المسيحية في فلسطين ودول العالم، إيذانا بانطلاق الاحتفالات بالأعياد و برأس السنة الميلادية، و يحتفل المسيحيون الشرقيون من أتباع كنيسة الروم الأرثوذكس في قطاع غزة، الأربعاء، بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، حيث يتجمعون منذ ساعات الصباح الباكر في كنيسة بيرفيريوس شرق مدينة غزة لإقامة الصلوات الخاصة بالعيد، ويضيئون الشموع داخل الكنيسة، ويرددون الأناشيد الدينية الخاصة بأعياد الميلاد باللغة اللاتينية.



ويرتبط عيد الميلاد بوضع زينة الميلاد ممثلة بالشجرة، و يوضع عليها مجسمات تمثّل حدث الميلاد أبرزها يسوع طفلاً وأمه ويوسف النجار إلى جانب رعاة والمجوس الثلاثة، وعن رموز شجرة عيد الميلاد يبين بهاء سويلم أن الجرس على الشجرة يرمز إلى العثور على الخروف الضال و يدق الجرس لكل شخص يجد طريقه إلى الأب، وتمثل الشموع على الشجرة تقدير الإنسان للنجمة، وإضاءة الشموع تمثل نور الله، و يرمز اللون الأخضر لشجرة العيد إلى الأشجار الدائمة الخضرة، وتمثل الأوراق الأبرية الشكل المتجهة للأعلى إلى الصلوات المتجهة نحو السماء، وعن الاحتفال بالعيد في غزة المحاصرة يقول فؤاد عياد "عيد الميلاد المجيد بغزة ليس له بهجة، والكثير من المسيحيين لم يحتفلوا بعيد الميلاد لهذا العام بسبب الوضع الاقتصادي الصعب".


و من ناحيته أوضح الأب مانويل مسلم راعي طائفة اللآتين في قطاع غزة عدم وجود مقومات العيد بغزة من "شوكولاتة وملابس وأحذية وأغذية و هدايا" بسبب الحصار وصعوبة الوضع الاقتصادي، إضافة لعدم تمكن مسيحيو غزة من إضاءة شجرة عيد الميلاد في بيوتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي شبه المستمر، وعن علاقتهم بحركة حماس كسلطة حاكمة بغزة وصفها بالعلاقة الطيبة مبيناً أن حماس لا تقاوم المسيحيين بل تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه أبدى تخوفه من وصول مقاتلين غرباء للانضمام إلى المقاومة في غزة دخلوا عبر الأنفاق، حيث يحمل بعضهم فكرا غريباً عن المجتمع الفلسطيني، قائلاً "بات وجودهم يشكل مصدر قلق للمسيحيين الفلسطينيين من أصحاب الأرض والتاريخ، حيث خلقت الاعتداءات الإرهابية بحق المسيحيين في سوريا أو العراق أو مصر، نوعاً من الخوف من المجهول لدى المسيحيين"، و انعكست مظاهر الخوف سلباً على أداء طقوسهم في الأعياد بغزة ، كمسيرة الصليب أو إضاءة شجرة عيد الميلاد، و رفض مانويل إرجاع ذلك لحكم حماس، معتقدا أن الأخيرة لن تمانع لو قدم لها طلب إقامة تظاهرات دينية خاصة بالمسيحيين في غزة .


أما الأب إبراهيم فلتس وكيل حراسة الأراضي المقدسة في القدس فيؤكد على صعوبة الواقع المعيشي بعد الحرب الأخيرة فى غزة، وأنهم أرسلوا مساعدات عينية للمسيحيين بغزة، لإدخال البهجة والفرحة في قلوب أطفالهم بالعيد، مضيفاً "رغم كل الجراح والآلام التي تعيشها غزة إلا أن مسيحيها يتسلحون بالإرادة والعزيمة القويتين من خلال حرصهم على التحضير لأعياد الميلاد وإظهار أجواء من الفرحة والبهجة".

و من جانبه أكد سهيل سابا، عضو مجلس وكلاء كنيسة الروم الأرثوذكس بغزة أنه أمضى جل عمره في غزة، ولم يشعر يوما بأي نوع من التمييز، إلا أنه ظهر مؤخرا خطاب ديني لبعض المتشددين، يحاول خلق حالة من الشرخ بين الشعب الواحد، مبيناً أن البعض لم تعجبه بعض شعائر المسيحيين الدينية، بحيث باتت بعض الشعائر تؤدى بحذر، وبعضها يؤدى بشكل منقوص، ويضيف سابا "قبل سنوات، كانت تضاء شجرة عيد الميلاد في وسط مدينة غزة، وتخرج مسيرة كشفية يُحمل خلالها الصليب، لكــن هــذا بات صعبا في الوقت الحالي " نافياً أن تكون حكومة حماس بغزة ، تمارس أي نوع من الضغوط على المسيحيين.


أما سعد حاكورة فيحرص دوماً على إدخال البهجة والفرحة إلى قلوب أطفاله، حيث اشترى كافة مستلزمات العيد من ملابس وأمور متعلقة بتجهيز الحلوى، وأضاء الشجرة في منزله إضافة إلى احتفاله في مكان العمل، مؤكداً على التآخي بين أبناء الشعب الفلسطيني غزة، حيث يحتفلون معا في كل المناسبات الدينية والوطنية.

و من جانبه أكد بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال الذي شارك قداس عيد الميلاد المجيد في مدينة غزة، الأحد، قادماً من القدس أن غزة لن تبنى مع استمرار ذات الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيين، وترأس طوال قداساً في كنيسة "دير اللاتين" وسطَ مدينة غزة، ومن ثم التقى بالرعية وأبناء الطوائِف المسيحية في الكنيسة، وافتتح معرضاً للأشغال اليدوية، والأعمال الخاصة، بالفِرَقِ الكَشْفية.



واستقبل البطريرك طوال كاهن الرعية الأب جورج هيرناندز، وراهبات الوردية وراهبات الكلمة المتجسد وراهبات الأم تريزا عدد من رجال الدين المسيحي وأبناء الطائفة اللاتينية في غزة، وتوجه إلى كنيسة دير اللاتين بغزة وأدى صلاة دعا فيها إلى تحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية ، وبعد القداس افتتح غبطة البطريرك غرفة الموسيقى التابعة لمدرسة البطريركية اللاتينية، وكذلك تم تقديم درع كشافة مار يوسف إلى مؤسسة كاريتاس القدس ممثلة بمديرها الأب رائد، وفاءً لجهود الجمعية في الحرب الأخيرة على غزة ، و تم عرض مسرحية الميلاد من قبل براعم مار يوسف التابعة لكنيسة العائلة المقدسة.

و يقدر عدد المسحيين بغزة بنحو ثلاثة آلاف مسيحي، ويتبع نحو 70% من مسيحيي غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في مدينة القدس بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليكية، ويحتفل الروم الشرقيين بعيد ميلاد المسيح في السابع من يناير/ كانون الثاني من كل عام، فيما يحتفل أتباع الكنيسة الكاثوليكية بالمناسبة يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.

و يعتبر المسيحيون جزءا أصيلا من نسيج وبنية المجتمع الفلسطيني، وعاشوا مع المسلمين من أبناء شعبهم أسوأ الظروف، خاصة في ظل الحصار والحروب على القطاع، ومعظم المسيحيون بغزة يحظون بمكانة اجتماعية واقتصادية مرموقة، فبعضهم تخصص في تجارة الذهب، وآخرون في بيع البترول ومشتقاته، بينما يعتبر البعض من أكبر ملاك العقارات في المدينة، ومنهم أطباء ومهندسون وأكاديميون بارزون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com