الرشوة.. شرط دخول المدارس الصينية
الصين - لسنوات، نصح أصدقاء يانغ جي بتوفير المال من أجل ما تعليم ابنتها، ليس من أجل دفع رسوم الدراسة أو ثمن الكتب المدرسية، ولكن من أجل تحمل الرشى اللازمة للوصول الى أفضل المدارس الحكومية في المدينة.
ويانغ جي، امرأة قوية الإرادة، وسيدة أعمال عصامية، تجاهلت نصائح الأصدقاء يانغ إلى حد كبير، وقالت لابنتها إن "النجاح في الحياة.. يتحقق من خلال العمل الجاد "، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ولكن الآن، مع دخول ابنتها في عملية مضنية لتقديم الطلبات للمدارس الإعدادية، فإن يانغ بدأت تشك في نصيحتها لابنتها. وقالت انها شاهدت صديقاتها يغدقن على المعلمين ومديري المدارس بالعطايا، والهدايا والمال، لافتة إلى أن أحد أصدقائها اشترى مصعدا جديدا لمدرسة عليا، قبل أن يدخل ابنه فيها.
وتعد مكافحة الفساد المستشري، البرنامج الرئيسي لرئيس الصين الجديد، شى جين بينغ. ولكن مثل هذه الحملات بالكاد تحدث أثرا يذكر، في بلد يتعلم فيه الأطفال في وقت مبكر من المدرسة الابتدائية كيفية التلاعب بالنظام.
وكل شيء تقريبا، من القبول إلى الدرجات إلى توصيات المعلمين، قابل للتفاوض في المدارس الصينية إذا كنت تعرف الشخص المناسب أو لديك ما يكفي من النقود، وفقا لما يقوله الآباء والمدرسون.
ونتيجة لذلك، يعتقد الكثيرون، أن نظام التعليم يزداد سوءا بدلا من أن يستخدم في إصلاح الفجوة الواسعة أساسا بين النخبة والآخرين في الصين.
وفي المدن الصينية، أفضل المدارس هي تلك الحكومية. وغالبا ما تستهدف المدارس الخاصة العمالة الوافدة الأجنبية أو الأطفال المحرومين من المدارس الحكومية، مثل أبناء العمال المهاجرين الصينيين ذوي الدخل المنخفض .
وخلال جولة في مدرسة جينغ شان في العاصمة بكين، عرض مسؤولو المدرسة تيلسكوبا بقيمة 326 ألف دولار يستخدم في دروس علم الفلك، له سقف قابل للطي؛ إلى جانب أجهزة تلفزيون بشاشة مسطحة في كل صف؛ ومختبرات حاسوب باهظة الثمن، ومسبح أوليمبي.
وفي الوقت نفسه، فقط على بعد كيلومترات قريبة، هناك مدرسة خاصة لعائلات المهاجرين، يمشي الاطفال إليها عبر طريق ترابية، ويصلون إلى مرافق متداعية، جدرانها متصدعة، وفصولها مكتظة، وتحتوي على حمام واحد يتكون من حفر في الأسمنت على الأرض .
