إيطاليا: انسحاب اليونيفيل سيقوض من مصداقية الأمم المتحدة
لم يبق أمام الحكومة الألمانية إلا رحمة القدر ليرد عنها بعض عواصف أزمة الطاقة، وما يكتنفها من أزمات متلاحقة كبلت عجلات الاقتصاد وأطفأت أنواره.
المؤونة الشتوية الألمانية من الغاز، رغم أنها حد الامتلاء، مهددة بالنفاد بعد عشرة أسابيع من البرد القارس الذي تشهده البلاد عادةً، إلا إذا أتى الشتاء ودوداً ومتوسط البرودة كما كان الحال في الموسم الماضي، وهذا الحصان الرابح الوحيد الذي تراهن عليه برلين.
وأفسدت تحذيرات رئيس الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات من نفاد الغاز في البلاد بسرعة التطمينات الحكومية التي وردت الأسبوع الماضي، وتحدثت عن مستويات تخزين الغاز التي وصلت عند 99.3 %.
وعلى ما يبدو ستضطر الحكومة بحسب التحليلات إلى سيناريو تقنين الغاز، الذي تعمل جاهدة على تجنبه، من خلال إطلاق مناشدات متكررة لخفض الاستهلاك بنسبة 20% على الأقل.
الصقيع سيفرغ خزانات الوقود
وقال الصحفي الفلسطيني المقيم في ألمانيا مهند عبد الهادي إن الخوف والغضب يزدادان يوماً بعد يوم في الشارع الألماني، فيما تعلو الأصوات المطالبة بإيجاد حلول فورية تساعد الشعب على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة.
وأضاف عبد الهادي في حديث لـ "إرم نيوز": "في الأشهر الأخيرة كانت الحكومة الألمانية تخوض سباقاً مع الزمن لوضع خطط استباقية لتفادي أزمة الطاقة في الشتاء القادم ومعاناة الشعب الألماني من البرد القارس في البلاد".
وتابع عد الهادي: "مع بداية نوفمبر، أعلنت الحكومة الاتحادية عن ملء خزانات الغاز بنسبة 92.87 %، مما يؤمن لألمانيا تجاوز الشتاء القادم بسلام في حال تم الالتزام بخطط تخفيض استهلاك الطاقة في القطاع العام والخاص".
وقال عبد الهادي: "حتى مع وصول ألمانيا لنسبة تخزين تعادل 100% قبل الدخول في الشتاء، ذلك لن يكون كافيا في حال عدم وجود خطة تقشف قاسية، ولن يكفي هذا المخزون أكثر من 69 يوما في الحالة الطبيعية من الاستهلاك وعدم وجود توريدات طاقة بديلة وثابتة".
وعن الاتفاق الذي جرى بين الحكومة الاتحادية والولايات والقاضي بحزمة تخفيف ضرر أزمة الطاقة، قال عبد الهادي: "من المقرر أن تدعم الحكومة ما أسمته مكابح أسعار الطاقة عن طريق تحمل الحكومة الاتحادية تكاليف 80 % من نسبة استهلاك الطاقة للأسر، على أن تسدد الأسر ما تبقى من سعر الغاز المستهلك بسعر السوق، لكن ذلك أيضاً سيحملها أعباءً إضافية لا يغطيها الدخل الشهري للعامل الألماني".
مشهد جديد أمام بنوك الطعام
رغم أن الألمان لم يشعروا بالبرد حتى الآن، لكن ثلاثة أرباعهم قلقون بشأن الانكماش الاقتصادي المحتمل ويقومون بتعديل سلوكهم الشرائي، وفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي.
ويخطط المواطنون الألمان لتقييد الإنفاق على الملابس الجديدة 58% والعطلات 55 % وأنشطة أوقات الفراغ 52 %، في حالة حدوث ركود، فيما كشفت منظمة "تافل دويتشلاند" التي تملك النسبة الأكبر من بنوك الطعام في البلاد عن ارتفاع عدد المستفيدين من بنوك الطعام في ألمانيا بشكل قياسي.
وبحسب المنظمة يتلقى ما مجموعه مليونا شخص مواد غذائية من بنوك الطعام التابعة لـ "تافل".
وقال يوهان شالا وهو مواطن ألماني لـ "إرم نيوز": "في السنوات الماضية كنا نعيش في بلد يستقبل اللاجئين، ويقدم لهم الخدمات دون أن يتأُثر، بسبب قوة اقتصاده واستقرار الوضع المعيشي فيه، أما اليوم فأصبحنا نعاني من البرد وننتظر المعونات".
ويضطر شالا، وهو أب لطفلين ولم يعد قادراً على تحمل تكاليف الحياة، للوقوف أمام بنك الطعام في مدينته لايبزغ كل صبيحة يوم سبت للحصول على مواد غذائية بسعر مخفض.
وهنا أضاف: "نحن لسنا معنيين بالحرب الروسية الأوكرانية، وما زلنا نقدم المساعدات ونستقبل اللاجئين ونحن لا نستطيع أن نشعر بالدفء في منازلنا".
وقال شالا: "الحكومة الألمانية بين فكي كماشة، فهي من جهة عاجزة عن تأمين بديل سريع للنفط والغاز الروسي، ومن جهة أخرى التضخم الاقتصادي والنقمة الشعبية المتزايدة، ولا أحد قادرا على استقراء ماذا ينتظرنا".