سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية تعترض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان
رأت مجلة أمريكية متخصصة بالشؤون الاقتصادية والمالية، أن الدول الأوروبية "تغامر" بتحولها إلى أذربيجان للحصول على الغاز، بعد قرار روسيا قطع الإمدادات عن القارة، بسبب موقفها من حرب أوكرانيا وذلك لمتانة العلاقات بين تلك الدولة وموسكو.
واعتمد الاتحاد الأوروبي لأعوام على روسيا لتزويده بالنفط والغاز الذي يحتاجه قطاعه الصناعي والمنازل للتدفئة. وفي العام الماضي، استورد الاتحاد نحو 40% من احتياجاته من الغاز من روسيا مقابل نحو 108 مليارات دولار.
لكن مع انقطاع إمدادات الغاز الروسي، يكثف الاتحاد الأوروبي مساعيه للحصول على الغاز من مصادر أخرى.
وقالت مجلة "فورتشين" في تقرير لها، نشر الجمعة "إلى جانب العديد من البلدان الأخرى، يأمل الاتحاد الأوروبي الآن أن تصبح أذربيجان، وهي دولة صغيرة نسبيا، بديلا مهما للطاقة الروسية".
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي وأذربيجان اتفاقا جديدا، يمثل -بحسب ما قالته حينها مستشارة الاتحاد أورسولا فون دير لاين- "فصلا جديدا في تعاون الاتحاد في مجال الطاقة مع أذربيجان التي تعد شريكا رئيسا في جهودنا للابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي".
ويعتبر الاتحاد الصفقة بأنها "ستسهم بشكل كبير في أمن الإمدادات في أوروبا، إذ إنها ستسهم في مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجانية إلى 20 مليار متر مكعب على الأقل بحلول عام 2027، وهو ما يعادل 6% تقريبًا من طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز".
واعتبرت "فورتشين"، أنه "على الرغم من أن مساهماتها صغيرة نسبيًّا، إلا أن تجنيد أذربيجان كشريك رئيس في الطاقة أمر جذاب للاتحاد الأوروبي لاستقراره المتصور وإمكانية التوسع في مشاريع الغاز وخطوط الأنابيب في أذربيجان".
مشاكل كبيرة
لكن المجلة الأمريكية، حذرت من أن "الاتحاد الأوروبي يركض تجاه أحضان دكتاتور آخر، في محاولة لإبعاد نفسه عن غاز روسيا"، مشيرة إلى أن "هناك شكوكًا حول إذا كان بإمكان أذربيجان الوفاء بهذا الوعد".
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن "هناك مشاكل كبيرة في الرهان الكبير على أذربيجان، إذ لا تملك البلاد حاليًّا الإمدادات الكافية أو القدرة على الوفاء بما قالت إنه يمكنها تقديمه من الغاز الطبيعي لأوروبا".
وتابع التقرير "وبالإضافة إلى ذلك، هناك علاقات وثيقة تقليديًّا لأذربيجان مع روسيا".
ولفت إلى أن أذربيجان الواقعة على حدود إيران وتركيا وجورجيا وروسيا، ستنقل غازها إلى أوروبا عبر خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي، وهي المحطة الأخيرة من شبكة أنابيب ممر الغاز الجنوبي التي يبلغ طولها 3500 كيلومتر، والتي تم الإعلان عنها في 2013 وبدأ العمل في أواخر عام 2020.
وبينت المجلة أن تدفقات الغاز من أذربيجان إلى الاتحاد الأوروبي ارتفع بشكل بكير في الأشهر الثمانية الماضية، مشيرة إلى أنه بحلول نهاية العام من المتوقع أن تستورد أوروبا 11.6 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني بزيادة نحو 40% من 8.2 مليار متر مكعب في العام الماضي.
يذكر أن أوروبا أبرمت جميع أنواع الترتيبات خلال العام الماضي مع موردين، مثل: النرويج، والجزائر، وذلك في إطار بحث الأوروبيين عن مصادر جديدة للوقود.
وبحسب المجلة، فإن النرويج الآن هي أكبر مورد للغاز في الاتحاد الأوروبي، كما تعهدت بتقديم أكبر قدر ممكن من الغاز لدول الكتلة.
وارتفعت صادرات النرويج من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 8% على أساس سنوي.
كما تسعى دول الاتحاد الأوروبي المتوسطية للحصول على الغاز الجزائري وفقًا للمجلة، التي أوضحت أنه من المقرر أن تزيد الدولة العربية من صادراتها من الغاز إلى إيطاليا، على سبيل المثال، بنسبة 20% إلى 25 مليار متر مكعب العام الجاري.