حزب الله يعلن التصدي لمحاولتي تسلل لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان
تواجه الجزائر حالة من الجفاف أثرت بشكل لافت على القطاع الزراعي الذي أصبح "يموت ببطء" مع قلة الأمطار وندرة الموارد المائية والتراجع الحاد لنسبة المياه في السدود.
ويشتكي مزارعون في الجزائر قلة حيلتهم مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وعدم نزول "قطرة واحدة" من الأمطار رغم انقضاء نحو شهرين من فصل الخريف الذي يشهد عادة انطلاق الموسم الزراعي.
ويتحسّر آلاف المزارعين الجزائريين وهم يرون أشجارهم تذبل وتموت ببطء، بينما تقلصت نسبة المياه في الآبار، وتمنع السلطات حفر مزيد من الآبار بهدف الحفاظ على المائدة المائية.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" فقد حظرت السلطات رسميًّا حفر آبار جديدة أو تعميق الآبار القديمة، في مسعى للحفاظ على منسوب المياه الجوفية، وتتولى السلطات الأمنية مراقبة ضمان التطبيق الصارم لهذا الإجراء وأي مخالف يواجه غرامات مالية باهظة.
ولا يختلف الطقس في الجزائر هذه الأيام عن مثيله في الشهرين الماضيين، إذ إن الحرارة تتجاوز الثلاثين درجة.
وخلّفت موجات الحر المتتالية طوال فصل الصيف الحار، ونقص هطل الأمطار، آثارًا كارثية على العديد من السدود وسط وغرب البلاد وبعضها صار جافًّا تمامًا مثل كوديات أكردون، وقدارة، وتيشي حاف، وهو ما يؤدي إلى كوارث بيئية كبيرة ونفوق لآلاف الأسماك. ويزداد الوضع سوءًا من أسبوع إلى آخر مع تضاؤل الموارد المائية وجفاف السدود واستنزاف المياه الجوفية.
ووفقًا لـ "جون أفريك" فقد أصبح الجفاف المثير للقلق والمستمر للعام الخامس على التوالي، مصدر قلق للعديد من المواطنين الذين يواجهون وطأة الحياة اليومية مع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد الأساسية.
وأقيمت السبت الماضي صلاة الاستسقاء في جميع مساجد البلاد، وصدرت تعليمات للأئمة بأداء صلاة النافلة مع "إمكانية إعادتها إذا لزم الأمر بسبب قلة الأمطار أو حتى عدم هطل الأمطار"، بحسب ما جاء في بيان صحفي لوزارة الشؤون الدينية التي دعت إلى "استغفار الله والتضرع إلى رحمته حتى يهطل المطر".
وبالإضافة إلى تزويد السكان بمياه الشرب، فإن القطاع الزراعي هو الذي يعاني أكثر من غيره من تبعات ذلك الجفاف غير المسبوق.
وكان رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن قال أمام النواب في خطاب حول السياسة العامة، إن 90 ألف مزارع في شمال البلاد تضرروا من الجفاف، ودعا إلى تقديم تعويضات لهم.
التحقيقات الأولية التي أطلقتها رئاسة الحكومة أشارت إلى تضرر 1.2 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، أي ما يقرب من 14% من إجمالي المساحة الزراعية في البلاد. وإضافة إلى ذلك أظهر التعداد الأخير أن الجفاف أثر أيضًا على قطيع الأغنام، الذي انخفض من 21.7 مليون إلى 17.3 مليون رأس.
وفيما يتعلق بالموارد المائية، أعلن رئيس الوزراء أن أغلب محافظات شمال البلاد تسجل عجزًا بنسبة 90% نظرًا لوجود العديد من الخزانات والسدود، بما في ذلك سد كودية أكردون، الذي يُعد ثاني أكبر سد في البلاد، وهو اليوم جاف تمامًا، وفي مواجهة هذا الوضع الطارئ، تركز الحكومة بشكل أساس على تحلية المياه.
وبالإضافة إلى انعدام هطل الأمطار، وبعد فترة هدوء في سبتمبر/أيلول، عادت حرائق الغابات بقوة في الجزائر، وفي الـ17 والـ18 من الشهر الجاري شهدت منطقة بجاية الجبلية وحدها 34 حريقًا. وعلى الصعيد الوطني، وبحسب آخر تقرير أعدته الحماية المدنية، تم تسجيل 10 حرائق كبيرة، تطلبت استخدام جميع الموارد البشرية والمادية، لا سيما الطيران، في بضع محافظات شمال البلاد.