صحيفة: قانون الصرف الجديد يثير "أزمة" بين وزير الاقتصاد ومحافظ المركزي التونسي
كشفت صحيفة "الشارع المغاربي" الأسبوعية التونسية، أنّ مناقشة قانون الصرف الجديد تسببت في أزمة حادة بين وزير الاقتصاد سمير سعيد ومحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي.
وقالت الصحيفة إنّه تم السبت الماضي عرض مشروع قانون الصرف الجديد للمناقشة في اجتماع ضمّ وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي وعددا من أصحاب المؤسسات الناشئة الذين عبّروا بالإجماع عن خيبة أملهم في المشروع المقدّم، وفق تعبيرها.
ووفق الصحيفة، فقد كانت الجلسة "مخيّبة للآمال، لا سيما من جانب المستثمرين الشباب الذين تذمروا من المكبّلات الإدارية التي تنفّرهم من بعث المشاريع وتدفع بكثيرين منهم إلى ترحيل مشاريعهم إلى الخارج".
وقالت الصحيفة، إنّ "خيبة الأمل بلغت ببعض المستثمرين حد التهديد بمغادرة البلاد إلى مَواطن لا وجود فيها لعوائق عبثية تكبّل مشاريعهم" وفق تعبيرهم، بينما ردّ مروان العباسي، محافظ البنك المركزي عليهم بنوع من السخط والغضب قائلاً: "إذا أردتم مغادرة البلاد فلتغادروا".
وبحسب الصحيفة، فقد "أثار هذا الردّ استنكار وامتعاض وزير الاقتصاد سمير سعيّد الذي طلب من الشبان الحاضرين تحديد طلباتهم في وثيقة حتى تتم دراستها على مستوى الحكومة قائلاً: لا تنزعجوا، نحن الذين سنشرّع القوانين، لا البنك المركزي".
وكانت الحكومة التونسية بدأت منذ مطلع فبراير/ شباط الماضي نقاشات حول مشروع قانون جديد للصرف الأجنبي اقترحه البنك المركزي ويتضمن إصلاحات، وسط مطالب من الشركات التونسية بوصول أسهل للعملة الصعبة ومزيد من الشفافية وتقليل البيروقراطية.
ويهدف مشروع القانون الجديد إلى تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات لإزالة العقبات التي تواجه الشركات التونسية في علاقاتها المالية والتجارية مع الخارج.
وقالت الحكومة، في بيان عقب اجتماع بشأن مشروع القانون الجديد، إن تونس تتطلع إلى "تحديث نظام الصرف والتحرير التدريجي للعلاقات المالية نحو التحرير الكامل مع العالم الخارجي".
وحالياً يجب على المستثمرين الحصول على موافقة البنك المركزي للوصول إلى العملة الصعبة لتمويل العمليات في الخارج، أو للحصول على خطابات ائتمان لاستيراد البضائع.
ويصدر البنك المركزي الموافقات على أساس كل حالة على حدة، وهي عملية تقول بعض الشركات إنها "غير شفافة بما يكفي، وتتضمن بعض العقبات البيروقراطية" بحسب تعبيرها.