هل تكفي دعاية قمة المناخ لجذب 30 مليار دولار من السياحة لمصر؟
تكثف الحكومة المصرية مساعيها عبر مؤتمر تغير المناخ "COP 27" المنعقد في مدينة شرم الشيخ للترويج للمقاصد السياحية في البلاد، في محاولة لتحقيق طموحها والوصول إلى 30 مليار دولار بنهاية 2025.
مؤتمر المناخ الذي بدأ في الثامن من نوفمبر/ تشرين الجاري، ويستمر حتى يوم 18 من الشهر ذاته، حقق انتعاشة سياحية غير مسبوقة لمدينة "شرم الشيخ" الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتي استقبلت ما يزيد حتى الآن على 44 ألف شخص.
وتعلق مصر آمالا كبيرة على القطاع السياحي خلال العامين المقبلين، باعتباره مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي، بجانب مساهمته بنحو 15% من الناتج الاقتصادي للبلاد، بحسب وزارة السياحة والآثار.
واستطاع قطاع السياحة مع تحسن الأوضاع العالمية بنهاية العام الماضي أن يحقق إيرادات بلغت 13 مليار دولار، مقابل 4 مليارات دولار في العام 2020، وهو العام الأصعب بسبب جائحة كوفيد-19 التي ألحقت ضررا شديدا بالقطاع.
وتوقع خبراء متخصصون في السياحة وأصحاب فنادق أن يحقق القطاع السياحي المصري نحو 15 مليار دولار بنهاية العام الجاري، بدعم من رغبة السائحين الأوروبيين في قضاء موسم الشتاء بمصر، بجانب عوائد مؤتمر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة.
وأكد خبراء لـ "إرم نيوز" أن المؤتمر رفع الإشغالات الفندقية في مدن جنوب سيناء لنحو 95%، لافتين إلى أن البقاء على معدل الإشغالات الحالية لمدة عام واحد سيضاعف الإيرادات بنسب كبيرة، لكن الأمر مرهون بحملات ترويجية أكثر من ذلك.
انتعاشة غير مسبوقة
ووصف رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع، سامي سليمان، الانتعاشة السياحية التي تشهدها مصر، وبالتحديد المدن السياحية الواقعة على البحر الأحمر، بأنها غير مسبوقة على الإطلاق.
وفي حديثه لـ "إرم نيوز" قال إن "جميع أصحاب الفنادق استغلوا أحداث قمة المناخ في عمل دعاية للسياحة المصرية من جهة، والترويج لمنشآتهم السياحية من جهة أخرى.
وأفاد رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع بأن "الدولة تراهن على قطاع السياحة لجذب أكبر حصيلة دولارية ممكنة خلال العام الحالي، حتى تتمكن من تمويل متطلبات التنمية، وتأمين احتياجاتها من السلع، لكن ذلك مرهون بدعم أكبر للقطاع".
ورجح سامي أن يكرر 80% من الوفود التي جاءت بشكل رسمي لحضور مؤتمر المناخ، زيارة مصر لقضاء عطلتها الرسمية في القاهرة .
وأوضح بأن "أغلب الوفود يزورون مصر للمرة الأولى، وأبدوا إعجابهم بها، وعند سؤالهم عن رغبتهم في العودة إلى مدينة شرم الشيخ أكدوا أنهم سيكررون تلك الزيارة مع عائلاتهم خلال موسم الشتاء الحالي.
وشدد سليمان على أن الظروف الصعبة التي تمر بها دول أوروبا على وقع الارتفاع الشديد في أسعار الغاز، يحتاج إلى برامج تحفيزية تقوم بها الحكومة المصرية عن طريق إقامة الندوات والمعارض السياحية في تلك الدول.
تسهيلات السفر والإقامة
من جانبه، رهن عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية التابع لوزارة السياحة المصرية، حسام هزاع، تدفق مزيد من السائحين إلى مصر بتقديم حوافز وتسهيلات تتعلق بالإقامة والسفر.
لكنه توقع أن تستقبل مصر وفودا سياحية كبيرة على باقي المناطق الأثرية المنتشرة في شتى أنحاء الجمهورية، لأن تلك المقومات الأثرية هي التي تؤهل مصر لأن تكون وجهة السائح الأوروبي.
في السياق ذاته، يرى رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر كامل أبو علي أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ فرصة كبيرة للتوسع في الترويج لباقي المقاصد السياحية، مثل مدن الأقصر وأسوان والسياحة العلاجية.
وحول الزيادة الكبيرة في أسعار الغرف حاليًا، اعتبر أبو علي أن "الزيادة خلال فترة المؤتمر أمر طبيعي؛ لأن عقود المؤتمرات مختلفة نسبيًا عن الأسعار السياحية المعلنة، وهذا نظام متعارف عليه عالميًا.
وسجلت أسعار الغرف الفندقية في مدينة شرم الشيخ زيادة بمعدلات تجاوزت 80%، ليبدأ سعر الليلة الواحدة من 120 دولارا وحتى 800 دولار، والتفاوت في الأسعار يرجع إلى تصنيف الفندق 3 و4 و5 نجوم.
لكن أبو علي أكد أن "مؤتمر المناخ ما هو إلا نقطة لعودة التدفقات السياحية إلى مصر"، معتبرًا أن الوصول إلى 30 مليار دولار إيرادات ليس صعبًا مع وجود مدن سياحية جاذبة، ومناطق أثرية غير موجودة في العالم.