ما سرّ مماطلة روسيا في السماح لسياحها بالعودة إلى مصر؟
ما سرّ مماطلة روسيا في السماح لسياحها بالعودة إلى مصر؟ما سرّ مماطلة روسيا في السماح لسياحها بالعودة إلى مصر؟

ما سرّ مماطلة روسيا في السماح لسياحها بالعودة إلى مصر؟

لا يزال الموقف الروسي من إعادة السياح الروس إلى مصر غير واضح بحسب ما يشير مراقبون في مصر، لافتين إلى توقف السياحة الروسية نحو مصر حتى اليوم، مما يفتح باب التساؤلات عن مآلاته.

وعلى الرغم من أن رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي خلال زيارتها إلى مصر قالت إن "مصر نفَّذت 90% من الإجراءات الأمنية على أكمل وجه"، وعلى الرغم من تفقد الوفود الروسية لتأمينات المطارات المصرية بشكل تام، إلا أن السبب وراء امتناع روسيا عن إعادة وفودها السياحية إلى مصر يظل غامضًا في ظل عدم تنشيط الحركة السياحية الروسية لمصر.

وأكد الخبير العسكري، شوقي الحفناوي، أن ربط روسيا بين عودة الأفواج السياحية لها وموافقة مصر على إنشاء قاعدة عسكرية روسية على أراضيها "أمرٌ بات محسومًا"، حيث سبق أن رفضت مصر خلال السنوات الماضية وجود أية قواعد عسكرية من شأنها أن تسيطر على التوجه السياسي العسكري  لها.

وقال: إن فكرة وجود قاعدة عسكرية لأي من الدول بمثابة معاداة للدول الأخرى التي ستتساءل -في الأغلب-عن سبب تفضيل مصر لروسيا في إنشاء قاعدة عسكرية دون غيرها.

وعن إنشاء المحطة النووية في منطقة الضبعة وربطها بملف السياحة أو القاعدة العسكرية، قال: "من مصلحة روسيا أن يكون لها قاعدة نووية في منطقة الضبعة تسهم بتواجد مستشارين وتكوين روابط أكثر لها".

وتابع: "سبق أن كان الاتحاد السوفييتي في عهد جمال عبد الناصر يستخدم المطارات المصرية، كما كان هناك تسهيلات للقوات الأمريكية لاستخدام القواعد البحرية  في البحر الأحمر وقت حرب الكويت".

ورأى أن الخطوات تسير بشكل جاد في اتجاه إنشاء محطة الضبعة النووية، في منأى عن موافقة مصر على إنشاء قواعد عسكرية روسية على أرضها.

لا أمل في العودة

وقال علي غنيم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقًا، إن الجانب الروسي يماطل في إعادة الأفواج إلى مصر بقرار سياسي من الرئيس الروسي بوتين، وذلك لتوفير الدولار عبر تشجيع السياحة الداخلية للروس سعيًا للحفاظ على اقتصاد بلده.

ووصف ما يقوم به الجانب الروسي الآن مع مصر بإعطاء "مسكنات"، ولكن الواقع أن السياحة الروسية لن تعود أبدًا إلى مصر ولابد من استبدالها بالسياحة الوافدة من  الشرق الأقصى والهند وأمريكا اللاتينية، على حدّ قوله.

 إجراءات منقوصة

واعتبر عمرو صدقي نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق، وعضو اللجنة الاقتصادية  في البرلمان المصري أن المطارات المصرية ينقصها بعض الإجراءات التأمينية وفقًا لملحوظات وضعها الوفد الأمني الروسي الأخير خلال تفقده مطار القاهرة الدولي، معتقدًا أن عودة السياحة الروسية "ليست الآن ولكنها تقترب".

وأضاف أن مصر بالفعل نفذت 90% من الإجراءات الأمنية ولكن يتبقى نسبة 10%، إذ أن الخطأ في الطيران أو المطارات لا يتحمل حتى نسبة 1%، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن تلتزم مصر بالاحتياطات الأمنية الموجودة في المعايير الدولية.

وقال إن الوفد الأمني الروسي كانت له عدة ملاحظات على الأجهزة الكاشفة "البيوميتريك" لجسم الإنسان الموجودة في المطارات المصرية، ولا تزال وزارة الطيران المدني تعمل عليها، مؤكدًا أن زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل إلى مصر قد تسهم في بعض الحراك الروسي، كما ستسبب ضغطًا من الشركات المنظمة للرحلات بعد أن أصبح ثمة حراك لا بأس به من دولتيْ بولندا وألمانيا تنم عن قرب عودة السوق السياحية المصرية لطبيعتها.

 روسيا بين نارين

ووصف صدقي وضع الجانب الروسي من السياحة المصرية الآن بأنه "بين نارين"، حيث يسعى للعودة إلى مصر في القريب العاجل للاستفادة من الأسعار الرخيصة الناتجة عن حالة الركود في أسواق مصر، في الوقت الذي بدأت الأفواج من اليابان والصين تعود من جديد.

وتعانى مصر من مشكلات اقتصادية حادة، أهمها ارتفاع سعر العملة الصعبة، وارتفاع عجز الموازنة إلى 5. 339 مليار جنيه، بالإضافة إلى انخفاض الاستثمار وانخفاض عائد السياحة إلى 400 مليون جنيهٍ بعدما وصل العام 2010 إلى 12.6 مليار دولار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com