تركيا ترمم كنائس السريان لتنشيط السياحة
تركيا ترمم كنائس السريان لتنشيط السياحةتركيا ترمم كنائس السريان لتنشيط السياحة

تركيا ترمم كنائس السريان لتنشيط السياحة

أطلق رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، مشروع إعادة ترميم الكنائس التاريخية العائدة لأبناء الطائفة السريانية شرق البلاد؛ بهدف تنشيط السياحة الدينية في أقدم الكنائس المشرقية.

ويهدف مشروع جنوب شرق الأناضول السياحي، إلى جذب 300 ألف سائح مسيحي لزيارة الكنائس والأديرة السريانية التي ظلت مهملة لعقود؛ وأهمها دير مار قرياقس، ودير مار أفغين، وكنيسة هاه.

وذكرت صحف مقربة من حزب "العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية الحاكم، إن المشروع يتضمن بناء كنيسة جديدة للسريان الشرقيين (الأرثوذكس).

وسبق أن أعلنت الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا، يوم 3 كانون الثاني/يناير الماضي، عن منح السريان ترخيصاً لبناء كنيسة جديدة في إسطنبول، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، على يد مصطفى كمال (أتاتورك) عام 1923.

وفي أكثر من مناسبة قدمت الحكومة التركية -التي يتهمها ناشطون بالسعي إلى أسلمة البلاد على نطاق واسع- بمنح المزيد من الحقوق للأقليات الدينية، وترميم الكنائس والأديرة، والمعابد اليهودية.

وكان ناشطون سريان طالبوا، عبر شبكة "إرم" الإخبارية، في 3 تموز/يوليو 2014، باستعادة الكنائس التاريخية في عموم البلاد بعد إغلاقها وإهمالها لعقودٍ خلت.

وفي ظل غياب الإحصائيات الرسمية حول أعداد الكنائس المهملة في الأراضي التركية، يقدِّر ناشطون مسيحيون أعدادها بالآلاف؛ موزّعة على مناطق، طور عابدين (أي جبل عبّاد الله باللغة السريانية) وماردين، ونصيبين، ومدياد، وآزخ، وجزيرة بوطان، شرق الجمهورية التركية، ومناطق أخرى منها إسطنبول غرباً، وأنطاكيا -مقر الكرسي البطريركي الأول- جنوباً، وغيرها من المدن التركية.

ومن الكنائس المغلقة ما دُمِّر بالكامل، ومنها ما لم يبقَ منه سوى الأطلال، ومنها ما يستعمله سكان القرى المجاورة لأغراضهم الشخصية، كما أن عدداً كبيراً من الكنائس التاريخية تتخذه السُّلطات التركية كمعالم سياحية، شأنها في ذلك كشأن عدد كبير من المساجد التي حوّلها مؤسس الدولة (أتاتورك) إلى متاحف.

أما الكنائس التابعة لأوقاف السريان، فتقدّر أعدادها بنحو 60 كنيسة مع أراضيها الملحقة بها كوقف، وبضعة أديرة، وفقاً لمصادر "إرم" في دير "مار كبرئيل" للسريان الأرثوذكس، وهو من أعرق الأديرة عالمياً، ويزوره الكثير من أنحاء العالم بقصد السياحة الدينية.

وبحسب ناشطين سريان، فإن عدد الكنائس الخاضعة لأوقاف المسيحيين، في عموم تركيا، تصل إلى نحو 394 كنيسة.

وقال الناشط السرياني، أفرام جورج، في حديث خاص لـ "إرم" إن "هناك أكثر من 10 آلاف كنيسة مفقود أو مدمّرة في عموم تركيا، كما أن هناك الكثير من الكنائس التي تم تحويلها إلى مساجد؛ ومنها "جامع أولوجاميا" أكبر مساجد "ديار بكر/آمد" شرق البلاد، بعد أن كان كنيسة تحمل اسم "مار توما".

وأضاف إن "الكثير من الكنائس التابعة للروم، تقع تحت الأرض، ولم يتم التنقيب عنها حتى الآن، كما وقامت الحكومة بترميم بعض الكنائس بقصد السياحة.

وتابع إن "القانون التركي يمنع بناء الكنائس منذ تأسيس الجمهورية".

ولم يتسنَّ لـ "إرم" التأكد من صحة أعداد الكنائس المهملة في ظل شح المعلومات الرسمية، وغياب الإحصائيات الحكومية، والأهلية.

وخلال الأعوام القليلة الماضية؛ تم استعادة كنيسة الكلدان في قرية "بوتة" شرق البلاد، بعد 12 عاماً من تحويلها إلى مسجد، كما استعادت طائفة البروتستانت إحدى كنائسها في مدينة "مدياد" بعد تشكيل هيئة للمطالبة بها، وتمكن كهنة دير مار كبرئيل من استرجاع بعض الأراضي التابعة للدير التاريخي، في حين ما تزال قضايا استرداد الباقي من أراضي الدير عالقة في أروقة المحاكم، بالإضافة إلى استرداد بضعة كنائس وأديرة وأوقاف، تابعة للأرمن واليونان والروم، في إسطنبول -كبرى المدن التركية- عبر المحاكم.

ووفقاً للقانون التركي، فإن السُّلطات تعيد أي وقف ديني، في حال تم إثبات ملكيته للكنيسة، ما يعتبره ناشطون شرطاً غير منصف، بسبب تحوّل الكثير من الأوقاف إلى أنقاض، وضياع مستندات الملكية على خلفية السرقات والإهمال الذي أعقب المذابح بحق الأرمن والسريان، إبان الحرب العالمية الأولى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com