درب زبيدة التاريخي.. حملة تطوعية بالسعودية لترميم طريق قديم للحج
انطلقت في مدينة فيد بمنطقة حائل في السعودية، حملة تطوعية لترميم طريق الحج العراقي القديم والتاريخي، الذي يحمل اسم "درب زبيدة" نسبةً لزوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، التي أمرت بتشييد الدرب لخدمة الحجاج القادمين من العراق وبلاد فارس قبل نحو 1300 عام.
وجاءت الحملة بالتزامن مع انطلاق مهرجان سياحي وثقافي عن درب الحج العراقي، يحمل اسم "#مهرجان_درب_زبيدة_التاريخي"، ويتضمن عددًا من البرامج والملتقيات العلمية والثقافية والتاريخية ومعرضًا للتصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الشبابية والرياضية والباص السياحي ومتحف عبدالرحمن العباس والمسرح الترفيهي.
وأعلنت شركة الليالي العربية السياحية، المنظمة لمهرجان درب زبيدة التاريخي، عن فتح باب المشاركة للراغبين بالتطوع لإعادة وترميم وتأهيل الطريق والمحطات والبرك لمدة عام تحت إشراف متخصصين بالتراث والآثار.
ويبدأ طريق الحج العراقي أو ما يعرف بدرب زبيدة، بالكوفة حتى يصل إلى مكة المكرمة ويمر بمنطقة حائل العريقة بمسار يتجاوز 350 كيلومترًا ضمن حدودها الإدارية، فيما يفوق طوله في أراضي المملكة 1400 كيلومترًا، مرورًا بخمس مناطق، هي: الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة.
ويحتوي الدرب على أكثر من محطة أثرية رئيسة وفرعية تشتمل على مرافق ومبانٍ وخدمات للقوافل والمسافرين في ذلك الوقت، وما يزال الكثير منها باقيًا إلى الآن، وهو ما دفع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، لرفع طلب إلى منظمة اليونسكو لتسجيله في قائمة التراث العالمي.
وستشمل أعمال الترميم فيما يبدو، عشرات الآبار المنتشرة على الدرب، بالإضافة لقنوات مائية أرضية تربط تلك الآبار بالمدينة السكنية القديمة والمطمورة تحت الصخور، والحصن المعروف بقصر خراش، بجانب ترميم برك زبيدة، وهما عبارة عن بركتي ماء مطمورتين بالأتربة ولا تظهر منهما إلا أجزاء بسيطة، واستفاد السكان قديمًا من هذه البرك في الري وتوفير ما يلزمهم من مياه لدوابهم، وهما اثنتين من العديد من البرك المنتشرة على جنبات درب زبيدة.
وبينما سيستمر المتطوعون في ترميم درب زبيدة، ستقتصر أيام المهرجان في نسخته الأولى على أربعة أيام، تنتهي يوم السبت المقبل، وتسلط الضوء على مدينة فيد التاريخية التي يرجع استيطان الإنسان فيها لما قبل ظهور الإسلام، وشكلت بعد ظهوره حاضرة رئيسة ما زالت آثارها حاضرة حتى اليوم.
وسيتاح لزوار المهرجان زيارة آثار المدينة التاريخية عبر الباص السياحي التابع للمهرجان، إضافة لزيارة سوق شعبية وخيمة تراثية، والمشاركة في ماراثون يقام يوم غد الجمعة، وزيارة متحف الشيخ عبدالرحمن مطر العباس ومعروضاته التي تشمل بنادق وسيوفًا وخناجر أثرية وكتبًا تاريخية وألواحًا للقراءة من الخشب القديم وعددًا من المقتنيات الأثرية الأخرى، إضافة لإقامة سلسلة محاضرات ثقافية عن مدينة فيد ودرب زبيدة وتاريخ المنطقة بشكل عام.
