"ذي غارديان": أمريكا تغض الطرف عن ازدهار تجارة البترول الخاضعة للعقوبات (فيديو)
يقول محللون إن تصاعد تجارة النفط التي تنتهك العقوبات الغربية غالبًا ما تحدث بدراية كاملة من الحكومة الأمريكية، وفق ما نقلته صحيفة "ذي غارديان".
وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، إلى مفارقات واضحة مخبأة في سجلات التجارة الدولية للصين، لأواخر العام 2022، كشفت عن نفسها، إذ حدد محللون، تفحَّصوا حركة النفط حول العالم، وجود خلل غير عادي في حسابات البلاد، يتمثل بانحراف بسيط ساعد في الكشف عن لعبة محفوفة بالمجازفات تلعبها الولايات المتحدة وحلفاؤها من أجل الإبقاء على إمدادات عالية من النفط في جميع أنحاء العالم.
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر ظهر، في نوفمبر/تشرين الثاني العام 2022، عندما وصلت الواردات الصينية من النفط الماليزي إلى مستوى قياسي، بلغ أكثر من مليون برميل يوميًّا، متسائلة: "ما المشكلة؟".
وبينت أن المشكلة تتمثل في أن إجمالي إنتاج النفط في ماليزيا يبلغ 521 ألف برميل يوميًّا، أي ما يقرب من نصف الكمية التي تدّعي الصين أنها تستوردها.
وفي هذا الأسبوع، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن هذا الإنتاج الوهمي من النفط لم يزد إلا عام 2023، مشيرة إلى أن الصين تجاوز حجم وارداتها من ماليزيا إجمالي إنتاج الأخيرة، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
ونقلت عن إدارة معلومات الطاقة قولها إن "الحقيقة سافرة بشكل يثير الصدمة، وهي في الوقت نفسه شائعة بصورة متزايدة؛ فالنفط الذي مَصدَرُه دولٌ تخضع حاليًّا لعقوبات من أمريكا وحلفائها تتم إعادة وسمه ليظهر على أنه قادم من دولة ثالثة من أجل تجنب الحظر الدولي".

ووفق هذه العملية التي جرى التعرف عليها جيدًا، يتم نقل النفط من روسيا أو إيران أو فنزويلا إلى نقاط التقاء في جنوب شرق آسيا، ويتم تفريغ الحمولة من ناقلة إلى أخرى، ثم يُعاد وضع العلامات التعريفية عليه، باعتباره قادمًا من مصدر نفطي قريب قبل أن يتم شحنه إلى الصين، بحسب الصحيفة.
وقالت إن "هذا النقل من سفينة إلى سفينة عالي الخطورة، ويهدد كلًّا من البيئة وأمان الطواقم العاملة، ويحدث تحت رقابة قليلة، وغالبًا في أحوال خطرة بأعالي البحار، وعلى الرغم من هذا، تتم هذه العمليات بصورة يومية، بينما يغض المسؤولون المحليون والحكومات الغربية الطرف عنها".
المصدر: صحيفة "ذي غارديان" البريطانية