هل تتحقق نبوءة "ايفازوف" وينهار الدولار؟
هل تتحقق نبوءة "ايفازوف" وينهار الدولار؟هل تتحقق نبوءة "ايفازوف" وينهار الدولار؟

هل تتحقق نبوءة "ايفازوف" وينهار الدولار؟

ونحن نقترب من نهايات الربع الأول من عام 2014، ترسم البدايات الضعيفة التي سجلها الاقتصاد الأمريكي في الأفق علامات استفهام حول بقية العام، فهل سينمو الاقتصاد الداخلي ومن ثم العالمي وراءه أم لا؟

رئيسة البنك الاحتياطي الأمريكي، أي المصرف المركزي "جانيت يلين" قالت خلال جلسة استماع أمام لجنة المصارف بمجلس الشيوخ، وهي جلسة جرى تأجيلها منذ أسبوعين نظرا للعاصفة الثلجية التي ضربت واشنطن إن: "الطقس يلعب دورا في ضعف أداء الاقتصاد"، مشيرة إلى أن هناك مراقبة عن كثب لتحديد ما إذا كانت حالة الضعف التي أصابت الاقتصاد حاليا، مؤقتة أم لا؟

هل يمكن للأوضاع الاقتصادية الأمريكية الهشة التي نراها أن تؤثر على قوة وقدرة العملة الأمريكية التي تعد "عمود الخيمة" للعملات حول العالم، أي الدولار الأمريكي؟

الشاهد أنه منذ الأزمة المالية العالمية الطاحنة التي ضربت الولايات المتحدة في عام 2008 ومن خلفها كل العالم، ومع ما تردد من حديث عن انهيارات في الاقتصاد الأمريكي وإفلاس حدث بالفعل لقطاعات عريضة في الحياة الاقتصادية الأمريكية، عطفا على ضعف الثقة العالمية في مقومات الاقتصاد الأمريكي، فإن السؤال الذي كان سائدا هل يمكن للدولار أن ينهار وبذلك يسقط التركيب البنيوي للاقتصاد الأمريكي؟

من الغريب والعجيب بل ربما المثير ما استمعنا إليه في نهاية تشرين الأول / أكتوبر الماضي على لسان الخبير الاقتصادي الروسي الكبير "الكسندر ايفازوف" في حوار أجراه معه الصحافي "هوجو نانوفيكس" لشبكة الأخبار الروسية "ريان".

يذهب "ايفازوف" إلى أن الدولار الأمريكي سينهار في العام الحالي 2014، لماذا؟

لأن الدول الغربية عموما والولايات المتحدة الأمريكية على نحو خاص تأكل أكثر مما تصنع، دون أن تستطيع المحافظة على نسب النمو السابقة، ولم تعد قادرة على مواجهة الإسراف الذي عودت عليها شعوبها، في حين يأكل الآخرون أقل مما يصنعون وأقل مما يبيعون للعالم.

ومن بين الأسباب التي ستؤثر على عملية انهيار الدولار بحسب الاقتصادي الروسي، ارتفاع أسعار الذهب، وهذا بدأنا نراه على أرض الواقع، إذ ارتفع سعر الأونصه مؤخرا من 1150 دولارا إلى 1330 دولارا، لماذا؟

لأن أمريكا تجاوزت حد المديونية المسموح به، ويتوقع "ايفازوف" أن يصل ثمن أونصة الذهب قريبا إلى 3000 دولار، هل يعني ذلك بالفعل أن كل الظروف باتت متوفرة لانهيار وشيك للدولار؟

الذين يعرفون الاقتصادي الذي نحن بصدد الحديث عنه يدركون جيدا أن كافة قراءاته الاقتصادية المستقبلية صدقت من قبل بسبب منهجية بحثه العلمية، ولهذا فإن الكثيرين يرون أن المحاولات الفيدرالية الأمريكية لإنقاذ الدولار ليست سوى أدوات لتأخير الفعل نفسه لا إلغاءه، وإن لم يحدث السقوط في 2014 فإن العام 2015 سيكون هو الموعد لا لانهيار الدولار فقط، بل لانهيار الرأسمالية من أصلها.

يطرح "ايفازوف" سؤالا مهما: كيف يحافظ الناس على ثرواتهم في ظل هذا الانهيار المتوقع للدولار؟

المعروف أن معظم الناس شرقا وغربا يحتفظون بثرواتهم بأشكال وأنواع مختلفة بالدولار الأمريكي، وعليه فإنه ينصح الذين يريدون الحفاظ على ثرواتهم من الضياع أثناء الأزمة، بتركيز ما لديهم من ثروات ومدخرات في الذهب والمواد الغذائية، وينصح بالابتعاد عن البورصة والأسهم وأسهم المديونية، ومن يستطيع الرحيل إلى آسيا، كما يقول، فليفعل حيث الدول الصاعدة والاقتصاد المتنامي والموارد الباطنية المكتشفة وخاصة الطاقة.

كيف لبلد بوزن الولايات المتحدة الأمريكية أن يتعثر وتنهار عملته على هذا النحو؟ ثم ما هي أفضل الطرق للخروج من هذه العثرة؟ والسؤال الأخطر هل ستكون الحروب وسيلة أمريكا النموذجية للفرار من الأزمة المالية الخانقة الحالية، أم أن أية حروب أمريكية قادمة ستحقق نبوءة الاقتصادي الروسي "ايفازوف" لا في انهيار الدولار فقط، بل انهيار الاقتصاد الأمريكي برمته، ومن وراءه الاقتصاد العالمي؟.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com