لماذا يصعب منع الركاب من البحث عن أمتعتهم أثناء تحطم واحتراق الطائرات؟
لماذا يصعب منع الركاب من البحث عن أمتعتهم أثناء تحطم واحتراق الطائرات؟لماذا يصعب منع الركاب من البحث عن أمتعتهم أثناء تحطم واحتراق الطائرات؟

لماذا يصعب منع الركاب من البحث عن أمتعتهم أثناء تحطم واحتراق الطائرات؟

يتفاجأ البعض من إصرار بل وحرص العديد من ركاب بعض الطائرات المنكوبة، إن بقوا على قيد الحياة، على تفقد وتتبع أمتعتهم الشخصية، دون أن تثنيهم النيران المشتعلة في الطائرة أو الدخان المنبعث منها عن ذلك، فما السر في ذلك يا ترى؟

واستعرض تقرير نشرته وكالة "بلومبيرج" الأمريكية حول تلك الظاهرة، الأسباب التي تدفع بعض المسافرين إلى البحث عن أمتعتهم خلال الكوارث الجوية، وجاء في التقرير: "إذا فكرت من قبل أن تأخذ حقائبك في حالة تعرضك لحالات الطوارئ على الرغم من أن تعليمات الأمن والسلامة تلزمك بأن تتركها، باطمئن أنت لست الوحيد الذي فعل ذلك".

ويتابع التقرير: "إذا كنت في رحلة وتعرضت لحالة طارئة، وسمعت أوامر بالإخلاء، يجب أن تكون على يقين من حدوث شيئين، الأول أن نسبة الأدرينالين في دمك ستبلغ ذروة لن تتكرر، والثاني أنك سوف تسمع أوامر عاجلة من المضيفات تطالبك بترك كل شيء، حقائبك وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وكل شيء.

ويؤكد التقرير أن ارتفاع معدل الأدرينالين قد يتسبب للفرد بحالة صمم مؤقت، ولكن المادية تفوز على الرغبة في الحفاظ على النفس، ولذلك يتجاهل المسافرون جواً غالباً الأمر السائد "انجُ بنفسك واترك كل شيء"، وهي حقيقة واقعة في السنوات الأخيرة من قبل الركاب الفارين في العديد من الحوادث، مثل احتراق طائرة في سان فرانسيسكو وطائرة خطوط دلتا الجوية التي انزلقت على مدرج ثلجي في نيويورك.

وجاء أحدث مثال على ذلك، الأربعاء الماضي، عندما تحطمت رحلة طيران الإمارات عند هبوطها في دبي، ثم اشتعلت فيها النيران، التي أجهزت على معظم طائرة البوينج 777 والتي كان على متنها 300 راكب.

وتظهر لقطات مصورة، من داخل الطائرة، بعض المسافرين وهم يجمعون أمتعتهم قبل التفكير في الهرب، ولحسن الحظ والاحترافية العالية نجا كل ركاب الطائرة البالغ عددهم 282 راكباً و18 فرداً يشكلون طاقم الطائرة، إلا أن أحد رجال الإطفاء توفي في المطار بينما كان يحاول إخماد الحريق.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن تدافع الركاب لجلب الأمتعة جعل المضيفات والطيارين وخبراء السلامة صامتين، فالعديد من الركاب لا يدركون أن التوقف قليلاً لسحب حقيبته يهدد سلامة الجميع وليس سلامته الشخصية فقط، حيث تتطلب إجراءات السلامة أن يتم إخلاء الطائرة في 90 ثانية في حالة الطوارئ، وهو معيار راسخ في معظم أنحاء العالم، وأدرجت بعض شركات الطيران إشعاراً حول ترك الأمتعة في حالات الطوارئ من خلال تلقين إجراءات السلامة قبل بدء الرحلة خلال استقبال الركاب.

ولا يتورع العديد من الركاب في البحث عن أمتعتهم، التي يرى البعض أنها ثمينة جداً وخاصة ولا يجب تركها، رغم احتراق الطائرة وتصاعد الدخان وانبعاث الشرارات، في حين أن ذلك التصرف قد يكلف المسافر حياته وحياة الآخرين أو على الأقل تعرضهم جميعاً للخطر.

وتقول المضيفات: "انتزعنا حقائب وأكياس من الركاب وقمنا بإلقائها بعيداً في المطبخ لنتمكن من الإخلاء السريع للطائرة"، فيما تقول سارة نيلسون الرئيس الدولي لجمعية الطيران: "نواجه الكثير من المشاكل بسبب تلك الحقائب".

ويقول مايكل ماسوني رئيس السلامة التشغيلية لاتحاد عمال النقل المحلي: "أخطر الحوادث والاختناقات تحدث في الغالب أثناء إدارة المضيفات لعملية التدفق، وهو ما يتضمن مساعدة الركاب في القفز باستخدام بالون التزحلق الخاص بالطوارئ بشكل صحيح، ولكن العديد من المشاكل والمخاطر تحدث إذا كان هناك الكثير من الحقائب، وفي أسوأ السيناريوهات، قد ينتهي الأمر بحالات إصابة أو وفاة".

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن وضع المزيد من الحقائب في منطقة شحن البضائع في الطائرة يخفف من هذه المشكلة، ولكن في الوقت الذي ترغب فيه شركات الطيران في تقليل الحمولة على كل طائرة لتوفير الوقود، لا يرغب الركاب بدفع رسوم إضافية أو ترك أمتعتهم الزائدة في المنزل، خاصة بعدما تبين لهم أن بإمكانهم الحصول على المال من شركات الطيران في حال فقدان الأغراض أو الوفاة.

ووجدت دراسة حول عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ، أجريت في العام 2000، من قبل "مجلس سلامة النقل الوطني"، أن ما يقرب من 50% من الركاب في عمليات الإخلاء يحاولون أخذ أمتعتهم، وذلك بعد دراسة 46 حالة إخلاء للطائرات.

وقال ثلثا المضيفات إن اهتمام الركاب بأخذ الأمتعة الشخصية عن الإخلاء يشكل عائقاً كبيراً أثناء عملية إفراغ الطائرة، ويعطى الركاب أسباب لذلك تتلخص في أهمية حقائبهم وأموالهم، أو بطاقات الائتمان، أو الأوراق الخاصة بالعمل، أو مفاتيح مهمة، أو دواء.

وحتى الآن، لم تفرض إدارة الطيران الاتحادية عقوبات مدنية ضد كل من يعوق الإخلاء لأخذ أمتعته خلال الكوارث، وهو ما يعتبر انتهاكاً لتعليمات الطاقم، وبدون عقوبات قاسية سوف يستمر الركاب في هذا السلوك على الرغم من توسلات المضيفات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com